مقالاتأسرة وطفل - مقالات

علاج مشكلة إساءة معاملة الأطفال والخدمة الاجتماعية

(رؤية من منظور العمل مع الأفراد)

إن سوء معاملة الطفل مصطلح مألوف لدرجة يصعب معها فهم وتقبل فكرة عدم وجود تعريف محدد له، فالمعروف أن الأطفال يتعرضون لإيذاء متعمد على أيدي القائمين على رعايتهم وغيرهم، ومن المعروف أن سوء معاملة الأطفال موجود،

هذا الاعتياد على المفهوم يشكل جزءا من طبيعته المثيرة للجدل، وذلك لأن كل إنسان يمكن أن يعرف ما يشكل إساءة معاملة للطفل برغم عدم وجود إجماع حول تعريف لهذا المفهوم، ومع ذلك فإن كيفية تعريفه والكيفية التي يبدي بها العاملون المهنيون في مجال حماية الأطفال رد فعل تجاهه ترتبطان ارتباطا مباشرا بالتعريفات المطلقة،

وبعد النقاش الدائر في المجتمع المعاصر بشأن دور العقاب البدني في ممارسات تربية الأطفال مثالا على الصعوبة المرتبطة بمحاولة تعريف إساءة معاملة الطفل فهناك من يعتبرون أن توجيه صفعة عنيفة للطفل يعد من قبيل إساءة معاملته، وهناك من يعتبرون هذا المسلك جانبا طبيعيا في تربية الأطفال.

مفهوم إساءة معاملة الأطفال

تعرف الإساءة للطفل بأنها استخدام العقوبة البدنية أو النفسية المتكررة من جانب الوالدين أو أحدهما أو صاحب العمل للأطفال، سواء كان ذلك عن طريق الضرب المقصود أو العقاب البدني المبرح أو غير المنتظم

ومن خلال السخرية والإهانة المستمرة للطفل، أو من خلال إهمال رعايته وعدم توفير احتياجاته الصحية والجسمية والنفسية والاجتماعية الأساسية، أو من خلال استغلاله من جانب القائمين على رعايته وتكليفهم له بأعمال تفوق طاقته وقدراته.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كما تعرف الإساءة بأنها كل ما من شأنه أن يعوق نمو الطفل نموا متكاملا، سواء بصورة متعمدة أو غير متعمدة من قبل القائمين على أمره،

ويتضمن ذلك الإتيان بعمل يترتب عليه إيقاع ضرر مباشر للطفل كالإيذاء البدني أو العمل المبكر أو ممارسة سلوكيات أو اتخاذ إجراءات من شأنها أن تحول دون إشباع حاجات الطفل المتنوعة التربوية والنفسية والجسمية والانفعالية والاجتماعية وتوفير الفرص المواتية لنموه نموا كاملا.

الإساءة النفسية للأطفال

اساءة معاملة الأطفال

والطفل المساء إليه هو الذي يتعرض للإساءة البدنية أو النفسية أو الاجتماعية المتعمدة والمكررة سواء كانت بالفعل أو الإهمال من قبل الأسرة أو غيرها،

وهو كل طفل تحت سن ثماني عشرة سنة، يتعرض للجروح الجسمية أو الإيذاء العقلي أو الاعتداء الجنسي أو الإهمال أو إساءة معاملته من الشخص المسئول عن رعايته حيث يؤدي إلى الإضرار بالطفل والتهديد لصحته وسعادته.

ويعرف مفهوم إساءة معاملة الأطفال أيضا بأنها ليست الإساءة الجسمية فحسب بل إنها أي تصرفات وأفعال عدوانية كثيرة توجه إلى الأطفال غير الضرب وتترك آثارا نفسية سيئة في نفوسهم، ومنها لجوء الآباء أو المربين إلى حرمان الطفل من الطعام لفترات طويلة كعقاب له،

أو طرده من المنزل أو حرمانه من الرعاية الطبية أو التعليم، أو إعطاء الطفل عقاقير منومة للتخلص من مطالبه دون حاجة الطفل لهذه العقاقير، أو الاعتداءات الجنسية من قبل الكبار على الأطفال أو إلحاقهم بأعمال تفوق إمكانياتهم وقدراتهم(28).

أسباب إساءة معاملة الأطفال

يمكن حصر العوامل والأسباب المؤدية للإساءة للأطفال فيما يلي:

أولا: العوامل الخاصة المرتبطة بمُحدث الإيذاء

  • تعرض المعتدي ذاته للإيذاء في طفولته

يرى العديد من العلماء أن من أهم العوامل الدافعة لإيذاء الأطفال أن يكون المعتدي قد تعرض للإيذاء أثناء طفولته وهو ما يحدث به بعض الاضطرابات النفسية تجعله معتديا على أبنائه في المستقبل.

  • تعاطي الكحول والمخدرات

تعاطي وإدمان الكحول والمخدرات يؤثر على سلوك المتعاطي بشكل كبير وعادة يدفعه لأن يكون شخصا عنيفا وقد يصل إلى حد ارتكابه للجرائم مما يجعله عنيفا مع زوجته وأبنائه، وبالتالي تزيد فرصة حدوث إيذاء الأطفال بمعدل كبير من قبل المتعاطين والمدمنين.

  • الاضطرابات النفسية والعاطفية والعقلية

هناك من يرى أن عدم النضج النفسي الفسيولوجي للآباء هو أحد أسباب ارتكابهم لإيذاء الأطفال وإساءة معاملتهم.

ثانيا: العوامل المرتبطة بأسرة الطفل المعتدى عليه

  • كبر حجم الأسرة وكثرة عدد الأطفال بها.
  • وجود أحد الأبوين فقط مع الطفل (نظرا للوفاة أو الطلاق).
  • العلاقة الزوجية المضطربة بين الآباء.
  • العزلة الاجتماعية.
  • عمر الأبوين وصغر سنهما.
  • انخفاض المستوى التعليمي للأبوين.
  • انخفاض المستوى الاقتصادي للأسرة.

ثالثا: العوامل المرتبطة بالطفل الذي يتعرض للإساءة

أشارت بعض البحوث التي أجريت على العنف والإساءة للأطفال وأوضحت ظهور مضاعفات بعيدة المدى لدى بعض الأطفال دون الآخرين بالرغم من تعرضهم لظروف اعتداء مماثلة، ومعظم هذه الأبحاث أظهرت أن بعض الأطفال الذين يخرجون من واقعة الإيذاء سالمين من المضاعفات بعيدة المدى

هم أولئك الذين لديهم قدرات شخصية للتغلب على المشكلات والمصاعب وسهولة التكيف مع التجارب السلبية وهو ما أطلقوا عليه المرونة، وقد حاول العلماء تفسير وجود هذه المرونة في بعض الأطفال وغيابها في الأطفال الآخرين وتوصلوا إلى أن بعض الصفات الشخصية التي يتمتع بها الطفل

هي التي تزيد مرونته وقدرته على التكيف والمواجهة مثل التفاؤل واحترام الذات والذكاء والإبداع والاستقلالية والصداقة القوية مع بعض أقرانه والتأثير الإيجابي لبعض الأشخاص على الطفل مثل المدرس،

كذلك وجدوا هناك مؤثرا آخر وهو البيئة المحيطة الجيدة وتشمل البيئة الاجتماعية المحيطة بالطفل وثبات الجيرة [أي استقرار نفس السكان في المنطقة فترة طويلة] وسهولة الالتحاق بمدرسة آمنة ووجود رعاية طبية مناسبة.

محاور الرؤية المقترحة لعلاج الإساءة للطفل

اساءة معاملة الاطفالسوف تتضمن ما يلي:

أولا: المدخل الوقائي

ويقصد بالمدخل الوقائي منع حدوث المشكلات من خلال مساعدة الطفل وأسرته والعمل معهم على تفادي المشكلات قبل حدوثها، ويعد المدخل الوقائي أحد المداخل الهامة في العمل مع الأطفال ذوي الظروف الصعبة حيث يؤدي استخدام هذا المدخل إلى خفض عدد الأطفال الذين يعانون من المشكلات،

وبالتالي توفير الوقت والجهد والتكاليف وإتاحة الفرصة للأفراد بالشعور بالأمن والطمأنينة وزيادة إنتاجيتهم بدلا من أن تضيع أوقاتهم في المعاناة من هذه المشكلات والسعي لعلاجها(32).

ويمكن تفعيل المدخل الوقائي لخدمة الفرد في التعامل مع الأطفال المساء معاملتهم من خلال البرامج الإرشادية، والتي تعتمد على مهارات الاتصال وإقامة العلاقات المهنية ومهارة الإقناع للأطفال وأسرهم

للعمل على تجنب حدوث المشكلات وتوفير فرص أفضل للحياة، وتجنب أن تكون الأسرة طاردة للأبناء بل تصبح جاذبة، ويتحقق ذلك من خلال الاستراتيجيات التالية:

أ- استراتيجية بناء العلاقات الإيجابية بين الوالدين والأبناء

  • توعية الوالدين في كيفية تحقيق التواصل الجيد مع أبنائهم.
  • عدم وضع توقعات من جانب الوالدين غير واقعية لا تتلاءم مع قدرات أبنائهم.
  • إقناع الوالدين بأن نجاح التأديب ليس طريقه العقاب البدني الشديد.
  • الأخذ بمبدأ التشجيع والتعزيز للسلوك الإيجابي.
  • قيام الوالدين بالأفعال التي يتوقعون أن يفعلها أبناؤهم لأن التأديب شيء متعلم ومكتسب من المحيطين [نموذج القدوة].

ب- استراتيجية تدريب الوالدين

  • وتهدف هذه الاستراتيجية أن يتعلم الوالدان خصائص مراحل النمو حيث يمكن أن يساعدهم ذلك على تحسين مهارتهم في التعامل مع سلوكيات الأطفال المختلفة، ويمكن أن تتم هذه البرامج التدريبية في أي مكان يسهل وصول الوالدين إليه بسهولة كمراكز الشباب أو المدارس وغيرها، وتتضمن هذه الاستراتيجية ما يلي:
    • التركيز على الوالدين الذين لديهم أطفال في المرحلة العمرية من 3-12 سنة.
    • المراجعة النشطة للوالدين فيما تعلموه للتأكد من قدرتهم على استيعاب المعلومات التي ألقيت عليهم.
    • تعليم مهارات التعامل مع الأطفال خطوة بخطوة حيث تمثل كل مهارة جديدة الأساس للمهارة التالية.
    • تدريب الوالدين على طرق التأديب التي لا يصاحبها عنف.
    • تدريب الوالدين على استراتيجيات التفاوض وحل المشاكل.
    • تدريب الوالدين على التكيف مع ضغوط العمل والمنزل والطفل والأسرة.

 ثانيا: المدخل العلاجي

يستند المدخل العلاجي هنا على قاعدة علمية لخدمة الفرد، حيث يجب أن تبنى برامج وخطط التدخل المهني [كما يشير لذلك ماهر أبو المعاطي] على أساس من المعرفة العلمية، والعلاقة المهنية الإيجابية،

وأن تتواءم خطط التدخل المهني وعملياته مع دافعية العميل ومشاركته وكفاءة الأخصائي الاجتماعي فضلا عن تحديد مدة زمنية واستراتيجيات التدخل المهني.

استراتيجية المدخل الانتقائي في العلاج

ويمكن عرض المحور العلاجي من خلال استخدام المدخل الانتقائي في خدمة الفرد على النحو التالي:

تعد الانتقائية في خدمة الفرد استراتيجية يتم من خلالها توظيف أكثر من نظرية أثناء الممارسة المهنية، لذا فهي طريقة في التفكير وطريقة في الممارسة، ولا تحوي مفاهيم أو فرضيات كما تحوي بقية النظريات والنماذج النظرية المتاحة لمهنة الخدمة الاجتماعية.

ويمكن تعريف الانتقائية على أنها استخدام أكثر من إطار نظري أو أكثر من نظرية أو أكثر من نموذج نظري أثناء الممارسة والتدخل مع العملاء.

كما أنها تعني الاستقرار على مجموعة من النظريات ذات اللياقة العلمية وإخضاعها للممارسة والتطبيق إذا ما تبنى إحداها الممارس المهني واختارها لصلاحيتها للتطبيق في مواقف معينة، ليتبنى أخرى لمواقف مختلفة وهكذا،

أو بمعنى آخر منح الممارس المهني سلطة الاختيار والانتقاء قبل ممارسة التدخل المهني وبشرط حسب تقديره للموقف الإشكالي ونمط شخصية العميل ومصداقية النظرية المختارة.

مبررات استخدام المدخل الانتقائي 

سهولة التطبيق

سهولة التطبيق حيث يقوم الممارس بالاستناد إلى جزئية من إطار نظري أو بتطبيق أجزاء من نظرية أو نموذج نظري على جزئية من مشكلة العميل الذي يتعامل معه أو لتفسير جزئية من سلوك العميل،

كأن يتم تفسير انحراف طفل الشارع وتعاطيه المخدرات كسلوك انحرافي من خلال توظيف جزئية من نظرية التعلم عن طريق المحاكاة [إحدى نظريات التعلم التي تصنف داخل الإطار العام للنظرية السلوكية ليعزو سبب هذا السلوك المنحرف]،

كما يمكن للممارس توظيف نظرية الأنساق العامة General systems theory لتوضيح كيفية تطور السلوك المنحرف إلى مشكلة.

الاستفادة من الأطر النظرية المتاحة

الاستفادة من كل الأطر النظرية المتاحة والنظريات الموجودة في علم النفس وعلم الاجتماع، وهذا بالإضافة إلى النماذج النظرية التي تم تطويرها وبناؤها داخل إطار مهنة الخدمة الاجتماعية نفسها، كما تتيح التكامل المعرفي لمن يرغب من الممارسين من الاستفادة مما لدى العلوم الأخرى.

فالانتقائية النظرية تعد هي الآلية الوحيدة المتاحة للممارس لتوظيف كل الأطر النظرية والنظريات والنماذج بعضها أو كلها أو كأجزاء حسبما تعرض عليه المشكلة التي يتعامل معها أثناء تدخله المهني.

تقليل العيوب

تقليل العيوب الموجودة في كل نظرية، حيث تعاني كل مدرسة فكرية من نقاط ضعف قد تكون مرتبطة بفلسفتها أو بطريقة بنائها عن طريق الاستقراء أو عن طريق الاستنباط أو بدرجة التحقق من فرضياتها، الأمر الذي يجعل كل مدرسة أو نظرية بمفردها قاصرة ومعرضة للنقد،

لذا فإن الاعتماد على الانتقائية النظرية والجمع بين أكثر من نظرية وتوظيفها في الممارسة مع مشكلات الأطفال المساء معاملتهم يقلل من العيوب الموجودة في كل منها ويمكن من تجاوز النقد.

التحرر من قيود الممارسة

إن تبني نظرية بذاتها يحد من النظرة الشمولية ويحد من القدرة على الابتكار والتعامل مع المستجدات المتغيرة التي غالبا ما تواجه الممارس عند تعامله مع المشكلة الفردية للعميل، وبالتالي فالتعدد يتيح للممارس الحرية والتحرر من قيود الممارسة التي قد تفرضها عليه مدرسة فكرية أو نظرية أو نموذج نظري بعينه.

تعريف المدخل الانتقائي في خدمة الفرد

وفي ضوء ما سبق يمكن تعريف المدخل الانتقائي في خدمة الفرد في هذا البحث بأنه:

استراتيجية تمكن الممارسين المهنيين لطريقة خدمة الفرد من استخدام وتوظيف أكثر من نظرية وأكثر من نموذج نظري ككل أو كأجزاء منها أثناء تعاملاتهم وتدخلاتهم المهنية مع الأطفال المساء معاملتهم، وبهدف تقديم أفضل فهم لمشكلاتهم والتشخيص الدقيق لها،

وتقدير كافة العوامل التي أدت لظهورها، والتدخل المهني لمواجهة كل مشكلة يعاني منها الطفل [في حالة مواجهته أكثر من مشكلة] على حدة وباعتبارها مستقلة عن بقية المشكلات الأخرى،

والتمكن من التعامل مع كل جزئية من مشكلته في حالة كونه يعاني من مشكلة واحدة وذلك بالاعتماد على بعض المداخل والنماذج المتعددة ومنها:

  • العلاج السلوكي.
  • العلاج المعرفي.

أولا: العلاج السلوكي

اساءة معاملة الاطفال

ويتم التدخل المهني بالعلاج السلوكي مع مشكلة إساءة المعاملة بصفة خاصة وفقا للمراحل التالية:

المرحلة الأولى

ويقوم فيها الأخصائي بتحديد أنماط السلوك غير السوي لدى الأطفال ذوي الظروف الصعبة أو المساء معاملتهم، وذلك من خلال دليل الملاحظة الذي يعد لهذا الغرض أو تطبيق بعض المقاييس وتحديد درجة حدة المشكلة التي يعاني منها الطفل في القياس القبلي، وكذلك لا بد من تحديد إجراءات التعديل السلوكي وما يترتب عليها من أدوار يجب أن يقوم بها الطفل أو أفراد أسرته إن كان سوف يرجع إليها مرة ثانية.

المرحلة الثانية

وفيها يقوم الأخصائي بتحليل السلوك الخاص بكل طفل سوف يعمل معه تحليلا وظيفيا، بحيث يتم التعرف على الوقائع التي تسبق حدوث الاستجابة السلوكية غير السوية أو المشكلة والأعراض الدالة على السلوك المشكل والعلاقة بين صدور هذا السلوك والمؤثرات السيئة المحيطة،

ثم تحديد المستوى الذي سيتدخل الأخصائي معه [الطفل – الوالدين – الأقارب.. إلخ] ثم ممارسة الأدوار العلاجية المرتبطة بالعلاج السلوكي والتي تتلاءم مع نوعية المشكلات التي يعاني منها الطفل مستخدما التكتيكات واستراتيجيات العلاج السلوكي والأساليب العلاجية الملائمة لنمط شخصية الطفل وطبيعة مشكلته.

المرحلة الثالثة

وفي هذه المرحلة يقوم الأخصائي بتقويم نتائج التدخل المهني وتحديد مدى فاعلية الأساليب العلاجية التي استخدمها لمواجهة مشكلات الأطفال المساء معاملتهم.

استراتيجيات التدخل المهني للعلاج السلوكي

  • استراتيجية التعلم الشرطي: وفيها يتيح المعالج [الأخصائي] منبهات أو مثيرات إيجابية في بيئة الطفل لينبذ السلوك المشكل ويمارس السلوك الإيجابي.
  • استراتيجية التعلم الاجتماعي: من خلال تدريبه على ممارسة السلوك الإيجابي وتغيير أنماط السلوك المشكل ونبذه من خلال ما يعرف بالنمذجة.
  • استراتيجية التعلم المعرفي: من خلال تدعيم مفهوم الذات لدى الطفل المساء معاملته وبث الثقة في نفسه وما يتمتع به من قدرات ليشعر أنه محبوب ومرغوب فيه فيتبنى سلوكا إيجابيا سويا.

أساليب التدخل المهني للعلاج السلوكي

أ- الأساليب العلاجية التي تؤدي إلى إضعاف السلوك غير المرغوب فيه:

  • أسلوب الإمحاء.
  • أسلوب التشكيل.
  • أسلوب النمذجة.
  • أسلوب التلقين.

ثانيا: العلاج المعرفي

ويتم استخدام الأساليب التالية:

أسلوب إعادة البناء المعرفي

ويستخدمه الأخصائي حينما يجد أن الطفل في ظروف صعبة، أو المساء معاملته أو أفراد أسرته لديهم أفكار ومعتقدات خاطئة حول المواقف أو الظروف أو الأحداث التي تواجههم أو التي واجهته في معاملته مع أسرته أو الأطفال الآخرين أو حول نظرته للمجتمع والتي قد تكون دفعت الآخرين لإساءة معاملته،

ليتعلم التفكير بموضوعية ولا ينساق وراء ضغوط أو إلحاح الأقران لجذبه إلى الشارع أو هروبه من المنزل أو تسربه من المدرسة والتحاقه بعمل ما، كما يستخدم هذا الأسلوب أيضا مع الأطفال الذين لديهم ميول للاستمرار في التدخين أو تجريب أو تعاطي أنواع المخدرات حتى ينفروا منها.

أسلوب المناقشة

ويعتمد هذا الأسلوب على اختيار الموضوعات التي تحتاج إلى تزويد الأطفال ذوي الظروف الصعبة أو المساء معاملتهم وأسرهم بمعلومات عنها نتيجة لنقص وعيهم بها، ثم قراءة الأخصائي لمعلومات صحيحة حولها

ثم فتح حوار بينه وبين الأطفال حولها مستخدما مهارات الحوار كطرح الأسئلة وترك الأطفال يجيبون عنها، ثم يطلب تعليقا من البعض الآخر ثم يصحح لهم هذه المعلومات مع ضرورة توافر المهارات اللفظية والتعبيرية كمهارات مدعمة للمهارة في الإقناع عند استخدام أسلوب المناقشة.

أسلوب لعب الدور

ويمكن أن يتم من خلال مشاهد درامية يقسم فيها الأخصائي الأطفال إلى مجموعات، مجموعة تقوم بتمثيل مشهد درامي حول مشكلة من المشكلات التي يعاني منها هؤلاء الأطفال كتعاطي المخدرات –كضغوط قرناء السوء للاتجاه نحو السرقة أو التسول أو الهروب من المؤسسة،

ويبين الآثار السلبية التي يعاني منها من يقعون في هذه المشكلات والآثار الإيجابية التي تحققت لمن لم يتعرض لضغوط الأقران، ثم تحدث مناقشة حول هذا المشهد الدرامي ليرسخ في ذهن هؤلاء الأطفال أن السلوك الإيجابي ومحاولة التخلي عن تعرضهم للخطر واستمرارهم في المؤسسة له فوائد سوف تعود عليهم في المستقبل القريب وللأخصائي أن يستعين في ذلك بالمتخصصين في السيكودراما.

ولمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع للمصادر التالية:

  • آن لورانس، ترجمة علا أحمد إصلاح: مبادئ حماية الأطفال “الإدارة والممارسة”، مجموعة النيل العربية، القاهرة، ص 27.
  • صالح بن عبد الله: إساءة معاملة الأطفال، بحث منشور في المؤتمر العلمي السنوي، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس، 2000، ص 92 .
  • ممدوحة محمد سلامة: الإرشاد النفسي من منظور إنمائي، ط2، مطبعة الجامعة الزقازيق، 1991، ص 9.
  • هشام عبد الحميد فرج: إيذاء الطفل، المؤلف، ط1، القاهرة ، 2010 ص ص 55 – 62 .
  • مدحت أبو النصر، فن ممارسة الخدمة الاجتماعية، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، 2009، ص333.
  • ماهر أبو المعاطي علي، نماذج ومهارات التدخل المهني في الخدمة الاجتماعية، مكتبة الزهراء، الرياض .
  • حمدي محمد منصور، الخدمة الاجتماعية المباشرة، نظريات ومقاييس، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، 2010، ص5 .

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ.م.د / السيد منصور الشاعر

أستاذ خدمة الفرد المساعد بالمعهد العالى للخدمة الإجتماعية بالقاهرة