معركة على الأرض ومعركة أخرى
في أثناء المعركة على الأرض في فلسطين، يخوض كثير من المسلمين حول العالم معركة أخرى، معركة الوعي، معركة الدعاية، معركة مقاومة الأكاذيب والدعاية السوداء والرد على الشبهات التي يثيرها الصهاينة، معركة تجري على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام ومكاتب السياسيين وصناع القرار في بلاد الغرب والشرق.
من الخرافات والسخافات التي يرددها الصهاينة، خرافة أن المقاومة الفلسطينية تستعمل الفلسطينيين المدنيين دروعًا بشرية تحتمي خلفهم! وهذه نفس الحجة السخيفة التي يستعملها الاستعمار لقتل الشعوب.
بل ويقولون إنهم يضربون ويقصفون المستشفيات، ليس لأنهم سفاحين، لكن لأن المقاومة الفلسطينية الشريرة تختبئ في المستشفيات وتستعملها دروعًا بشرية!
أولًا
إسرائيل تنتشر فيها القواعد العسكرية، والجنود الإسرائيليون منتشرون في المستوطنات والمدن، فهل هذا يعني أن الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي يستعمل المواطنين الإسرائيليين دروعًا بشرية؟
توجد قواعد عسكرية في تل أبيب قريبة من مراكز التسوق، فهل هذا يعني أن إسرائيل تستعمل مواطنيها دروعًا بشرية؟ انظر خريطة قواعد إسرائيل العسكرية!
ثانيًا
حجة الدروع البشرية استعملتها أمريكا لقتل المدنيين في العراق، تحت شعار أنهم يحاربون الديكتاتور صدام حسين! كلنا نعرف دونالد رامسفيلد، الذي كان يمول حروب الديكتاتور صدام، هو نفسه وزير خارجية أمريكا وقت قصف العراق وقتل الشعب العراقي بحجة أنهم يحاربون صدام الذي يستعمل الشعب العراقي المسكين دروعًا بشرية!
ثم اتضح أنها حرب مبنية على كذبة كبيرة اسمها: أسلحة الدمار الشامل (WMD)، وانتهت الحرب العبثية بعد دمار واسع، وفشل أمريكي، ولم يستفد منها أحد غير إيران!
أو كما قتلت أمريكا المدنيين في أفغانستان تحت نفس الشعار في حربها ضد طالبان، ثم انتهت الحرب بهزيمة أمريكا وفوز طالبان.
لأن قتل المدنيين صنع أجيالًا تريد الانتقام ممن قتل أهلهم وأقاربهم، حتى لو كانوا في البداية غير مهتمين، فقد جعل القصف العشوائي وقتل المدنيين منهم ضحايا لا ينسون ثأرهم!
ثالثًا
انظر الصور، ستجد أن جيش إسرائيل الجبان مشهور منذ زمن (منذ سنة 2004)، بأنه يستعمل الفلسطينيين دروعًا بشرية، وليس العكس!
رابعًا
هناك حجة سخيفة أخرى يستعملها الصهاينة في الحوار حول جرائم الاحتلال في فلسطين، وينخدع بها بعض العرب المساكين، فضلًا عن الأوروبيين والأمريكيين.
يقولون إن الشعوب العربية تقتل بعضها، الحكام يقتلون الشعوب، حروب أهلية، كوارث وحوادث، إذًا لماذا تسكتون عن كل هذا وتتحدثون عن قتل الإسرائيليين للفلسطينيين؟
يعني بما إنكم بتقتلوا بعض، وبتموتوا كده كده، سيبونا إحنا كمان نقتلكم!
الإجابة بسيطة جدًا: هناك بين الحين والآخر مسلحون أمريكيون يقتلون مواطنين أمريكيين في أمريكا، في الآونة الأخيرة قتل مسلح أمريكي نحو 30 مواطنًا أمريكيًا في ولاية ماين بالولايات المتحدة الأمريكية، في حانة أو مدرسة أو مركز تسوق، إلخ.
طبعًا يقولون عنه مختلًا عقليًا، لأنه غير مسلم، ولا يقولون عليه إرهابيًا حين لا يكون مسلمًا!
فهل لو قتل شخص عربي غير أمريكي نفس العدد من الأمريكيين، ستقول أمريكا ما فيش مشكلة؟ ده مختل عقلي وليس إرهابيًا؟
أو حين حدث حادث أتوبيس أو قطار مات فيه عشرات الفرنسيين، هل هذا يعني أنه لو قتل عربي اليوم بعض الأشخاص الفرنسيين، هل ستتقبل فرنسا الموضوع وتقول معلش؟ مش مشكلة؟ لقد مات مثلهم منذ بضعة شهور أو سنوات في حادث قطار؟
هل الحكومة الإسرائيلية تساوي بين إسرائيلي يقتل إسرائيليًا، وبين عربي يقتل إسرائيليًا؟طبعًا لا!
فلماذا مطلوب منا أن نفعل ذلك ونتقبل أن نُقصف ونُقتل بالمئات والآلاف على يد العدو الإسرائيلي؟
سوف ننتصر، إن شاء الله، في حرب الوعي والدعاية والرد على الشبهات، وفي حرب غزة وفلسطين.
اقرأ أيضاً:
ظلم واستعمار الصهاينة وإمداد القوى الداعمة لأعمالهم الإجرامية
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا