مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

التفكير من المفهوم إلى الإجراء

مصطلح التفكير الناقد

ظهر في الآونة الأخيرة مصطلح لا وجود له فلسفيا وعلميا ولكنه أقحم على الفلسفة والعلم إقحاما غير مبرر، وأخذ البعض يرددونه ويطالبون بتطبيقه وفق آليات منقوصة وغير مبررة علميا أو فكريا، إنه مصطلح ” التفكير الناقد “، حيث تسابقت بعض الجامعات العربية لإعلان المسابقات للتأليف في هذا الإطار وفي هذا المضمون على أن تُمنح مئة ناقة لصاحب أفضل عمل.

عبثية ومسرحية هزلية تمارسها الجامعات العربية باسم الفكر والتحديث والحداثة والعقلانية والتطور؛ بزعم اللحاق بقطار التقدم الذي انطلق منذ ما يقرب من قرن، دون أن يصيب هذا القرار الغاية التي أظنها قد سترت مآرب أخرى خلفها، لعلها حب الظهور، أو ادعاء الوطنية، أو التمظهر بقشريات الحضارة ومظاهر التمدن، أو ادعاء السير على الدرب الصحيح، كل هذا ممكن، وربما يتوافر كله أو بعضه، وهذا ما جعل المنظرون لهذا المصطلح يقعون في خطأين كبيرين، الأول خطأ التوصيف أو المنهجية، والثاني خطأ الآلية والغائية، وهو ما يفقد أي حديث في هذا الإطار جديته ومصداقيته ويلقي عليه بظلال العبثية والفوضوية، وقضاء الوقت والظرف بأي وسيلة لا أكثر.

ولننظر إلى أول دلائل تلك العبثية، حيث أتى أدعياء التجديد بدعوى التحضر ومواكبة العصر وأقحموا هذا المصطلح على الفلسفة وألحقوه بدواعي ومسببات التحضر وأطلقوا عليه مسمى ” التفكير الناقد “.

ولست أدري هل علموا أم فاتهم العلم بأنه لا يوجد شيء اسمه ” التفكير الناقد ” لأن النقد منهج فكري وليس مسمى بذاته.

أهمية التفكر

فالتفكير هو السمة العامة التي ارتضاها الله للإنسان ليميزه بها عمن خلق ويفضله على الجميع تفضيلا.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وهو الأمانة التي نتج عنها التكليف، تلك التي عناها الله بقوله: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) (الأحزاب73).

ورغم أن القرآن جعل من التفكير قواما أساسيا وأصيلا للوجود الإنساني إلا أن هذا لم يحل دون ظهور أدعياء للدين يتنكرون للعقل والفكر باسم الدين ذاته، لعل ظهور هذه الطائفة سبق ابن حزم الظاهري وجودا، حيث أنكرت هذه الطوائف إعمال العقل بمشتملات نتائجه من تفكير وقياس واستنباط واستدلال واستقراء واجتهاد.

حرموا كل منتجات العقل متناسين أن هذا العقل كان سر التكريم وسبب التفضيل وأس التكليف، فلا تكليف على غير العقلاء، ولا حساب إلا عما يعقل الإنسان ويعلم. بل لم يفطنوا إلى أن الله سبحانه جعل من التفكر عبادة مستقلة تعدل الفرائض الشرعية؛ (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران190-191).

وفي الحديث: “تفكر ساعة خير من عبادة سنة”. وكم شيد القرآن قلاعا للفكر، آمرا وحاثا وموجبا، وكم دلت سنة النبي الكريم على التماس أبواب الفكر واستخراج مكنون القرآن واستنباط معانيه بمثل ما دل النص القرآني ذاته غير مرة: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (النساء83)، أي يفهمون لغة النص ومرادات قائله والغاية من ورائه، وكل هذا منوط بالعلماء الراسخين في العلم: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (آل عمران6)، ولكن أمثال الذين تطرفوا ووقفوا للعقل بالمرصاد أغفلوا هذه النصوص كافة وتلك الدلائل أجمع.

العلاقة بين التفكير والمنهج النقدي

التفكير إذن قاعدة رئيسة للوجود الإنساني، بها كان التكريم والتفضيل والحساب والمساءلة. هو الرافد الرئيس الذي تنبثق منه الفروع، تلك الفروع تسمى المنهج، حيث منهج نقدي، ومنهج تحليلي، وآخر مقارن، ورابع تاريخي وغير ذلك من مناهج استقصائية تستخدم في الأفرع المختلفة للبحث العلمي وتختلف من علم عملي يقوم على الواقعية الإجرائية التجريبية، وعلم نظري إنساني يقوم على المناهج الاستدلالية والعقلية.

وكل نمط من أنماط البحث يصلح له منهج دون آخر، وقد يستخدم منهجين معا بحسب ما تقتضيه طبيعة الدراسة، لكن هذا لا يعني انفصال المناهج البحثية بعضها عن بعض، بل هي تعمل في تكامل وتنتظم في شمولية تطبيقية لا غنى عنها أثناء البحث العلمي.

والمنهج النقدي هو أحد هذه المناهج المستخدمة بحثيا، ومن ثم فهو ليس أحد أنماط التفكير، بل إنني ضد تقسيم التفكير إلى أنماط كالتفكير الأسطوري والتفكير العلمي والفلسفي والإبداعي وغيرها من أنماط عددها أساتذة الدراسات التربوية، بل هذا خطأ منطقي كبير أيضا يوازي ذات الخطأ السالف في تسمية ” التفكير الناقد “.

مراحل تطور ممارسة التفكير

لا أنماط للتفكير لأن العقل البشري يتطور بطبيعته من عصر إلى عصر من ناحية، ومن ثقافة إلى ثقافة من ناحية أخرى، فمثلا بدأت الفلسفة عند اليونان بعصر الأساطير لدى هوميروس، حيث يصور الآلهة في خصام وصراع وحب وكراهية، هي أقرب إلى الطبيعة البشرية ذات الأهواء منها إلى الألوهية، ثم تطورت بعض الشيء بظهور فلاسفة الطبيعة، ثم ظهور التفكير العلمي عند فيثاغورس وإقليدس في نظريات رياضية، ثم ظهور التفكير الفلسفي لدى سقراط ثم الإبداعي لدى أفلاطون وأرسطو. وهذا التطور يدل على تطور العقل ذاته، بقدر تطور ثقافاته وروافده الفكرية، لكن يبقى الفكر هو القاسم المشترك والمنبع الرئيس في هذه المراحل كافة.

ذات التطور تجده يحدث من بيئة لأخرى في عصر واحد بحسب الموروث الثقافي أو النضج المعرفي، فكليهما ذوا تأثير على نمطية التفكير، فالإنسان الأمي يختلف تفكيره كلا وجزءا في أي قضية عن إنسان ذي مشارب ثقافية متنوعة، وهذا يقل درجة عن مثقف ناضج، وهذا يقل هو الآخر درجة عن مفكر متمرس بصير بتجارب الأمم محيط بواقعه.

أقسام التفكير والأخطاء الحادثة

هكذا يكون التطور هو السنة الطبيعية للعقل الإنساني لممارسة التفكير. ولو أراد التربويون أن يقسموه إلى أنماط لما كان ذاك التقسيم الموروث ذا جدية أو قيمة بحكم إجراءات التطور التي يمر بها العقل البشري سواء عبر العصور أو بحكم الثقافات والمساحات المعرفية التي تتاح للنفس الإنسانية.

ومن ثم كان يمكن للباحثين التربويين تقسيم التفكير إلى نمطين اثنين، تفكير سطحي وآخر جوهري، ولا معنى لأي أنماط أخرى غير هذه الإزدواجية. فما رآه التربويون تفكيرا أسطوريا وخرافيا وموروثا يندرج تحت التفكير السطحي، وما رأوه تفكيرا علميا أو فلسفيا أو إبداعيا يندرج تحت التفكير الجوهري أو العميق.

وهذا يؤدي إلى توسيع دائرة الفكر وعدم تقييده بأنماط معينة، كما يؤدي إلى تنمية المهارات الفكرية لدى الجميع وفق المسببات الحقيقية لانهيار الفكر الإنساني، والآليات الحقيقية لصناعة رشد إنساني وسمو عقلاني وتطور فكري يحصد الإنسان نتائجه رفاهية وإنسانية وسلاما.

الخطأ الأول

الخطأ الأكبر إذن في تحييز التفكير في نطاق “التفكير النقدي”، لأن “النقدي” مجرد منهج فكري لا أكثر، وحتى أولئك الذين يعتبرونه نمطا من أنماط التفكير، وعلى فرض صحة رؤاهم فإن النقد لن يتكون أبدا بعيدا عن التحليل والمقارنة والتاريخ، بل لابد من تضافر هذه المناهج كلها في الموضوع المتداول دراسته لأجل أن يصل الباحث أو الطالب إلى وجهة نظر نقدية بعد استقصاء أسبابه وتكوين قناعاته اعتمادا على التحليل والتفكيك والتركيب والمقارنة والتتبع التاريخي والملاحظة العلمية أو الإجرائية وغير ذلك من عوامل مساعدة لتكوين شخصية نقدية قادرة على النقد والبناء على أسس فكرية سليمة.

هنا يكمن الخطأ الأول.

الخطأ الثاني

أما الخطأ الثاني فيتمثل في الآلية والغائية. فالذين دعوا إلى تدريس ما أسموه خطئا بـ ” التفكير الناقد ” ظنوا أن في هذا الفرع الضيق والمحيد تماما تكمن صناعة الإنسان وصناعة الوعي العقلاني، وهذا ليس إلا الوهم بعينه. لأنهم آثروا ستر النيران بستار خارجي يخفي اشتعال الجذوة بالأسفل، آثروا تلميع القشرة الظاهرية، في حين وجود فساد حقيقي وخراب متكامل داخل البنية الإنسانية لطلابنا، وهذا لم ينتج إلا عن المبررات الحقيقية التي ذكرتها في أول المقال.

تعليم التفكير وآليات بناء الشخصية الإنسانية

إن بناء النفس الإنسانية، صناعة عقل مفكر، خلق جيل واع لن يكون أبدا بمجرد دراسة مقرر للتفكير الناقد – مع خطأ المسمى والتوصيف – لأن بناء الشخصية يعد عملا متكاملا يبدأ مع اللحظات الأولى لتشكل وعي الطفل في سن الثالثة من عمره وربما قبلها أيضا.

تتطلب كل مرحلة عمرية إجراءات واقعية لتنمية فكره وعقله وبناء شخصيته واندماجها في المؤثرات المجتمعية وتعليم الطفل منذ لحظاته الأولى إجراءات التفكير وحثه على ممارسته بنفسه بطريقة تناسب كل مرحلة عمرية.

لأن تعليم  التفكير يأتي أولا، ثم يولد النقد بعد اكتساب التعلم وممارسة التفكير، أما أن يكون مجرد تدريس مادة للتفكير النقدي في المرحلة الجامعية هو محور بناء الشخصية الإنسانية وقوام عمادها، فهذا عبث بحثي وتنظيري قاتل لأنه أغفل عدة آليات أخرى لابد من توافرها لصناعة شخصية إنسانية واعية بمتطلبات العصر وواقع الوطن ومستقبله والظروف المحيطة به إقليميا وعالميا، لعل من أهمها:

– تنمية الشخصية تبدأ من السنوات الأولى للطفولة وليس من المرحلة الجامعية وهذا يتطلب بدء تعليم التفكير منذ الصغر. بدءا من تحفيز الطلاب على التساؤل وفتح مجالات للحوار الفكري مع الناشئة بما يناسب كل مرحلة عمرية.

– تغيير استراتيجية التعليم ما قبل الجامعي من المحاضرة المباشرة إلى الحوار المفتوح لإثارة عقول الطلاب واستخراج بعض الأسئلة منهم.

– تعديل المناهج العلمية لتقدم المعلومة بطرق غير مباشرة، ومن ثم يكون الطالب هو الذي يستخرج المعلومة أو يصل إليها عبر الاستدلال والتفكير دون أن يجدها ماثلة أمامه ليس عليه أكثر من حفظها.

– الاهتمام بالمعلم والارتقاء به فكريا وثقافيا ومهنيا واقتصاديا، لأنه لن تصنع آلة خاوية منتجا مثمرا أبدا. والمعلم المتردي فكريا وثقافيا واقتصاديا لن يفلح في بناء شخصية مستقلة واعية ناضجة مفكرة.

أهم آلية من آليات بناء الشخصية الإنسانية الناقدة

– أغفل الداعون إلى تدريس “التفكير النقدي” أهم آلية من آليات بناء الشخصية الإنسانية الناقدة والواعية وهي “الحرية”، فتعليم التفكير في منهجه النقدي يتطلب حرية حقيقية واقعية لإبداء الرأي في كل شيء، والرد عليه حال مخالفته بالعقل والمنطق لتضييق الخناق على أي سلبيات قد تحدث.

وهذا هو الحل الأول للقضاء على الإرهاب والفكر المتطرف، مقارعته الحجة والمنطق وتجلية الحقائق أمام عينيه دينيا وأخلاقيا وإنسانيا. أما سياسيا فليست بذات أهمية لأن السياسة من الاجتهادات البشرية المتغيرة التي تنال اتفاق واختلاف الجميع، أما الدين والأخلاق والإنسانية فهي ثوابت لا يمكن الاختلاف حولها، فإذا اختلفنا في قضية سياسية، فإن العقل الجمعي لا يختلف حول عدم مشروعية القتل، وعدم مشروعية ترويع الآمنين، وعدم مشروعية إرهاب الناس وتخويفهم، هذا كله ضد العقل والدين والأخلاق الجمعية والإنسانية.

ومن ثم فإن الفكر أحد أهم محاور مكافحة التطرف، ولنا في التاريخ العبرة، فالإمام علي بن أبي طالب واجه الخوارج فكريا أولا، قارعهم بالحجة والمنطق والدليل، فلما عجزوا عن مجاراته فكريا، وأبوا إلا العناد تولد الصدام، ولكن المواجهة الفكرية أولى وأبدى من الصدام.

إن الحرية الحقيقية هي أحد أهم آليات بناء النفس الإنسانية، وأحد أهم آليات مواجهة التطرف والإرهاب، وأحد أهم آليات بناء نضج معرفي وثراء ثقافي إنساني.

ضروريات ملحة

إن ثمة ضرورة ملحة للاستماع إلى الطلاب، ومعرفة آرائهم في كل النواحي، عدم الحجر عليهم في شيء معين، بل نستمع إلى كل مختلجات صدورهم وبواعث تساؤلاتهم وحيرتهم، ثم نرد على ذلك كله في الإطار العقلي والأخلاقي والديني لنزيل الشبهة لديهم من ناحية، ولنرفع قيمة الحرية والشورى في نفوسهم عن قناعات حقيقية من ناحية أخرى. أما أن ننشئهم في كبت مزدوج، ثم نظن أن تدريس ورقات للتفكير الناقد – بلا أدنى حرية حقيقية ملموسة واقعيا-  يغني عن شتات نفسي وخواء داخلي فهذا هو العبث بعينه.

ثمة ضرورة ملحة لتفعيل تدريس “المواطنة وحقوق الإنسان” في المرحلة ما قبل الجامعية ووضع مناهج تخاطب العقل بحق وموضوعية وحيادية وترسخ للقيم الإيجابية في بناء الوطن وإطلاع الناشئة على أهم التحديات فهذا السبيل هام للغاية في بناء الشخصية الوطنية الواعية، كما أن هذه المادة حال تعديل منهجها والاهتمام بها عن قناعة ستنمي الشخصية الناقدة لدى هؤلاء الناشئة ما قبل المرحلة الجامعية.

هذه الآليات كافة تسهم في صناعة إنسان حقيقي، متشبع وجدانيا وفكريا غير ذات خواء. هذه هي المضامين التي تبني الشخصية الواعية وليس مجرد وريقات للتفكير النقدي في المرحلة الجامعية، هذا إذا أراد المسئولون النصفة والواقعية.

إن التفكير إجراء يبدأ من المهد ويستمر حتى الموت، ومن ثم لابد من تفعيل آليات بناء الشخصية المفكرة الواعية الناضجة وفق أطر علمية صحيحة ناضجة، وليس وفق نظرات محدودة ضيقة للغاية، إذا أردنا بناء لبنة صحيحة في مسيرة بناء هذا الوطن، وفي مسيرة الإنسانية الراشدة، وإلا فإن أي محاولات تهتم بمرحلة عمرية دون أخرى لن تتعدى مرحلة الملهاة العبثية التي تقدم كقشرة وصورة لا تغني ولا تسمن من جوع.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضا:

التفكير العلمي والتصدي للشائعات

ضرورة قواعد التفكير المنطقي للعقل

المثاليون خبـراء التعطيل

د. محمد ممدوح علي عبد المجيد

حاصل على درجة دكتوراه الفلسفة اليونانية جامعة القاهرة ودكتوراه الفلسفة الإسلامية والتصوف – جامعة المنصورة وعضو الرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة وحاصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الفلسفة وعلم النفس لعام 2020م