تعريف التفكير في علم النفس وأنواعه وخصائصه
“المجانين في نعيم” مصطلح متداول عن الراحة التي يشعر بها المجانين لقلة ممارستهم للتفكير، وكأن التفكير قد أصبح أداة لتعاسة النفس وشقاءها، فانتشرت مع تلك الأفكار بعض التعبيرات الأخرى مثل “يا عم كبر مخك” أو “متركزش” وغيرها من المصطلحات الداعية لـ(فكرة) عدم التفكير! فما هي صحة ذلك؟
تعريف التفكير في علم النفس
التفكير في علم النفس اختلف عليه علماء النفس، فيرى علماء علم النفس الحديث أن التفكير هو حراك داخلي أو مجهود عقلي لحل المشكلات، وهو أقرب التعريفات لتعريف علم النفس لدى الفلاسفة والحكماء،
حيث رأوا أن التفكير هو حركة الذهن في المعلومات للوصول للمجهول (حل المشكلة)، وإن كان تعريف القدماء أدق من حيث كونه أشمل حيث حوى كل أدوار التفكير من فهم للعلاقات البشرية، واستيعاب للمعرفة العقلية وفهم العالم وحل المشكلات.
أنواع التفكير في علم النفس
تنقسم عملية التفكير في علم النفس إلى عدة أنواع وهي:
١- التفكير الإدراكي:
وهي عملية التفكير البسيطة التي يقوم بها الإنسان منذ ولادته، وهي إدراكه المباشر بالحواس لكل ما حوله، فيعلم الطفل الصغير أن هناك من يجاوره في الغرفة ويلتفت إليه بحثًا عن مصدر الصوت، أو يحاول إدراك ماهية الأشياء فيسارع إلى وضعها بفمه في محاولة لمعرفة طبيعتها (هل تؤكل؟).
وهو إدراك بسيط يعتمد على الحواس لمعرفة كل ما هو مادي وملموس لذا أُطلق عليه (التفكير المحسوس) أو (التفكير الملموس).
٢- التفكير المفاهيمي:
وهي -من اسمها- عملية تفكير أكثر تعقيدًا لمعرفة المفاهيم الكلية والمعاني العامة، حيث يدرك من خلالها الإنسان معنى (الحب، الخير، الجمال، الإنسانية .. إلخ)، ولذا فقد أُطلق عليها (التفكير المجرد).
وهي عملية تفكير متقدمة تساعد من خلال اللغة والإشارات والرموز على حل مشكلة عدم الفهم.
٣- التفكير الانعكاسي:
وهي عملية تفكير تعتمد في المقام الأول على انعكاس الخبرات السابقة وتحليلها للوصول إلى حل المشكلة الحالية.
٤- التفكير المتشعب:
وهي عملية تفكير تعتمد على تجميع كل ما يخص المشكلة من معلومات وحلول وترتيبها ترتيب منطقي لاستنباط الحل، لذا أُطلق عليه (التفكير الاستنباطي).
٥- التفكير الإبداعي:
وهي عملية التفكير التي تقوم بشكل كامل على قدرة الفرد على الخروج عن المألوف وبناء شيء جديد تمامًا، مستعينًا بما لديه من سابق الخبرات والمعلومات المتاحة عن المشكلة.
٦- التفكير النقدي:
وهي عملية التفكير حيث يقوم الفرد بالتخلي طواعية عن أي انحيازات مسبقة أو آراء أو معتقدات في محاولة للنظر بشكل موضوعي للموضوع المطروح.
٧- التفكير غير الموجه:
وهي عملية التفكير التي يمكن اعتبارها أقرب للخيالات وأحلام اليقظة، حيث تداع حر للأفكار والمواضيع دون رابط أو هدف.
خصائص التفكير في علم النفس
١- التفكير عملية عقلية، فهي عملية نفسية داخلية، تهدف إلى التطور المعرفي للفرد.
٢- حجر الأساس في عملية التعلم وحل المشكلات
٣- الإبداع قدرة يمكن إيجادها لدى كل فرد وتنميتها ولا تقتصر على مجموعة أو فرد.
٤- التفكير عملية شاملة، حيث تشمل جميع جوانب الحياة والإنجازات الإنسانية بكل صورها، فيدخل التفكير في عملية البناء الفكري والفردي والجماعي.
اقرأ أيضًا ما هي الأمور المجهولة وما أقسامها؟
تعرف على منهج الاقتصاد في التفكير
تعرف على العلاقة بين التفكير والمنهج النقدي
مستويات التفكير في علم النفس
للتفكير في علم النفس ثلاث مستويات:
١- الدنيا:
وهو المستوى الخاص بالعمليات البسيطة في التفكير من (التذكر – إعادة الصياغة)
٢- المتوسطة أو الوسيطة:
والعمليات الوسيطة هي المرحلة بين التفكير بصورة مبسطة (إدراك) والمستوى المتقدم (حل المشكلة) وهو يشمل كل من (طرح الاسئلة – التحليل – التفسير – الاستنتاج – التصنيف – وضع الفرضيات التوقع … إلخ).
٣- العليا:
وهو المستوى الأعلى حيث العمل على حل المشكلات من خلال (الإبداع – النقد – واتخاذ القرار).
أهمية التفكير في علم النفس
مما سبق يمكن معرفة أن لعملية التفكير أهمية كبيرة في علم النفس، حيث أن علم النفس الباحث عن وصول الإنسان لاستقراره النفسي ومن ثم سعادته.
فالتفكير:
- يساعد على حل المشكلات
- تحديد هوية الإنسان ونظرته في الحياة ومن ثم سلوكياته وأفعاله.
- الوصول للحقائق البسيطة والجزئية والكلية
- اتخاذ القرارات السليمة ومن ثم التخلص من آلام الحيرة والتردد وكذلك من تعاسة القرارت الخاطئة وما قد ينتج عنها من مشكلات
أخطاء التفكير في علم النفس
١- التعميم:
أشهر أخطاء التفكير وأكثرها انتشارًا، وقد ساعدت بعض الأعمال الفنية على تنميط بعض الفئات أو الشخصيات، فيصبح مثلًا (كل طيب ساذج يسهل خداعه) أو (كل فتاة جميلة محدودة الذكاء)، حيث يقع الكثير منا في تعميم بعض الصفات على فئة ما أو وضع مجموعة من العلب الجاهزة تحمل آراءً مسبقة لكل فئة.
٢- التهويل/ التهوين:
على الرغم من أن النظرة ليست واحدة، ما بين مفرط التفاؤل والذي يرى العالم جنة والناس ملائكة، وبين مفرط التشاؤم الذي يرى العالم جحيم مقيم والناس مجموعة من الأبالسة، فإن كلاهما يتفق على خطأ التفكير، حيث يقوم بالتفكير بشكل مغاير للحقيقة (مبالغ) في نظرته للواقع، في محاولة للهروب من معرفة الواقع بشكل حقيقي، ربما خوفًا أو كسلًا.
٣- الثنائية:
وهو الوقوع في خطأ الانتقال من حكم إلى نقيضه تمامًا، ويقع فيه الكثيرون، ونرى من مظاهره مثلًا أن يرى الفرد منا صديقه إنسان ملائكي أو (جدع)، ليتحول بسبب موقف واحد إلى شيطان رجيم لا أمان له.
٤- الانحياز والتعصب:
وهو الانحياز للآراء المسبقة دون دلائل حقيقية والتعصب لفكرة أو فئة أو مجموعة.
٥- التفكير بشكل شخصي:
أي النظر للأشخاص أصحاب الفكرة دون النظر للفكرة نفسها، فيكون قبول الفكرة أو نفيها من قبول ورفض صاحبها.
*************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا