التفكير الزائد قبل النوم، كيف تتخلص منه؟ أسباب وعلاج التفكير الزائد
أصبح الوقت متأخرًا قليلًا، ولكن لا مشكلة، ما زال أمامي بضع ساعات من النوم كافية للراحة والاستيقاظ بنشاط، أتهيأ للنوم، ومع إغلاقي للأنوار أستلقي في السرير، ولكن هيهات، فقد قرر عقلي أن يمارس معي لعبته الأثيرة.. التفكير الزائد، استرجاع مواقف محرجة من الماضي ومشاهد مرت عليها السنين!
وبعد بضع ساعات من الاستلقاء في السرير محاولًا النوم تصدمني أشعة الشمس المتسللة من شباك غرفتي معلنة أن آوان الراحة قد فات، ضاعت ساعات راحتي ضحية للتفكير الزائد.
مرض التفكير الزائد
قد تبدو كلمة مرض غريبة حين تقترن بتلك العملية الإنسانية التي تميز الإنسان عما دونه من الكائنات (التفكير)، ولكن لا شك أن التفكير المقصود هنا لا يمت لتلك العملية المميزة التي يسعى الإنسان أن تكون ركنًا أساسيًا في حياته.
فالتفكير هو عملية الوصول إلى المجهول عن طريق البحث في المعلوم، أي هو عملية تهدف للإجابة عن الأسئلة واكتشاف المجهول ووضع الحلول،
بينما مرض التفكير الزائد هو ذلك السيل الذي لا ينتهي من الأفكار المختلفة التي لا تحمل رابطًا ولا تبحث عن حلول، بل هو مجرد استدعاء لمواقف مختلفة لاستثارة القلق والندم، فكان التفكير الزائد مرضًا يجب علاجه والتخلص منه لما قد ينتج عنه من أعراض وآثار.
التفكير الزائد في علم النفس
وفي علم النفس يعد التفكير الزائد مرضا، وهو اضطراب عقلي يدفع الفرد للمبالغة والمغالاة في التحليل واجترار المواقف، قد يؤدي بالمرء إلى فقدان شعوره وارتباطه بالأحداث، وفقدان التركيز والاكتئاب والقلق.
أسباب التفكير الزائد
وتدور أسباب التفكير الزائد حول سببين رئيسيين:
- اجترار الماضي والمبالغة في تحليل المواقف السابقة والذكريات.
- القلق من المستقبل والخوف الزائد مما قد يحدث، والمبالغة في تصور الأهوال والمخاطر المستقبلية.
فكانت (المبالغة) هي السمة الرئيسية والسبب الأهم من أسباب التفكير الزائد.
هل التفكير الزائد يسبب الموت؟
قد يبدو السؤال مبالغًا بعض الشيء، ولكن ستزول الدهشة حين تعلم ما قد تخلفه الإصابة بالتفكير الزائد، فما بين الآلام الجسدية والعضلية، وما بين اضطرابات المعدة وفقدان الشهية واضطرابات النوم وفقدان التركيز، فقد تصل الأعراض حتى للإصابة ببعض الأورام السرطانية! فهل يسبب التفكير الزائد الموت؟ لم يعد من المستغرب أن تكون الإجابة بنعم!
هل التفكير الزائد يسبب الجنون؟
مع التداعي الحر للأفكار دون أي ميزان منطقي، فإن الإصابة بالوساوس والأوهام وارد بشدة، ومعه ترتفع احتمالية الإصابة بالقلق، الاكتئاب، والبارانويا (جنون الارتياب)، وخاصة مع اضطرابات النوم وما يصاحبها من توتر وقلة التركيز.
علاج التفكير الزائد
يتلخص علاج التفكير الزائد لا في التخلص من التفكير أو كبح جماحه، وإنما في توجيه عملية التفكير لتكون منتجة، من خلال أدوات التفكير السليم وقوانينه، فبدلًا من عشوائية التفكير يصبح تفكيرك موجهًا لإنتاج حلول ومواجهة المشكلات.
كيفية التخلص من التفكير الزائد
ولكن ذلك العلاج ينبغي أن يصاحبه سلوكيات مساعدة للتخلص من التفكير الزائد، فما بين تجنب بعض المحفزات للأرق ومن ثم التفكير الزائد المصاحب له، مثل الكافيين والمنبهات، واللجوء إلى تقنيات الاسترخاء من تمارين التأمل والكتابة وممارسة الهوايات الهادئة، كل ذلك قد يساعد كثيرًا في التخلص من التفكير الزائد.
اقرأ أيضاً:
التفكير من المفهوم إلى الإجراء
فوبيا التفكير البذرة الأولى للاكتئاب
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
