مقالات

التغيير الحقيقي من أين يبدأ .. متطلبات التغيير!

بداية التغيير

ينطلق الإنسان في سعيه الدائم للحصول على السعادة التي تعتبر مبدأ فطري عند البشر، لكن مع هذا السعي يقابل الكثير من العقبات التي تجعل من الوصول للسعادة أمر صعب مما يجعل عملية التغيير هدف يسعي الإنسان من خلاله للوصول لتلك السعادة.

ومما لا شك فيه أن التغيير الموصول للسعادة هو قائم على مجموعة من الأفكار والمبادئ التي يقوم الإنسان بتشخيصها على أنها المقدمات الموصلة لتلك السعادة ومن هنا يبدأ في قرار التغيير.

مسببات السعادة

فعندما يمارس حياته اليومية بنمط معين لا يحقق له السعادة المنشودة؛ يبدأ في البحث عن أساليب أخري يمارس بها نفس الحياة عسى أن تحقق الأساليب الجديدة التي اختارها الهدف وهو السعادة التي يبحث عنها؛ فإن كان يعتقد على سبيل المثال أن المال والمكانة الاجتماعية من مسببات السعادة فإنه يسعى بشتى الطرق للحصول على هذا الطلب، والأمثلة كثير جدا في هذه الأساليب التي نجربها ونختبرها وقد نصل إلى بعض منها للوصول لسعادتنا المطلوبة.

لذلك يعد التغيير للأفضل من أهداف الإنسان المستمرة في هذه الحياة إيمانًا منه بقصوره ونقصه وأنه محتاج للأكمل والأكثر حكمة منه لكي يكون سبب في إيصاله لما يريد وهذا أمر نقر به جميعا حيث الجميع يعلم بأنه ناقص ومحتاج وأن سعادته قائمة على التزود بالكمالات التي تنقصنا.

طلب الكمال من صاحب الكمال

فيبدأ الإنسان بالبحث عن الأفكار من حوله للعالم الفلاني في مجال السلامة النفسية والأستاذ الفلاني في مجال الاستثمار الأمثل للوقت وتنمية الذات، وأهم البحوث في المجال الاجتماعي والتربوي حيث يسعي لسد النقص فيه ممن يظن أنهم أكمل منه في المجالات التي يحتاجها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لكن بالنظر لحقيقة الأشياء أننا نطلب هذا الكمال من شخص وفي حقيقة الأمر ينقصه الكثير مثلنا وإن كان يمتلك بعض المهارات أو المعلومات في مجال معين.

ذلك إن السعادة الإنسانية مرتبطة في المقام الأول بسد الاحتياجات الإنسانية على المستوي المادي والمعنوي ومعرفة تفاصيل تلك الاحتياجات معرفة دقيقة. كذلك يجب أن يكون مصدر تلك المعارف عالم باحتياجات الإنسان على وجه الدقة وأن يكون محيطًا بكل التفاصيل؛ بمعنى أن يكون صاحب العلم الحقيقي المطابق للواقع وفي نفس الوقت نملك الدليل على تلك القدرة بمعرفة احتياجاتنا.

محور عملية التغيير

وفي حقيقة الأمر بالنظر إلى نقص الإنسان واحتياجه الدائم ؛وهذا ينطبق على كل البشر وليس أفراد دون أفراد نجد أن مبدأ التغيير الذي يبدأ بمعرفة الأفكار والأساليب الموصلة للسعادة وإن كان يوجد بعض منها عند بعض البشر إلا أنها لا تُمثل منهج متكامل على المستوي الاجتماعي والنفسي أو السلوكي وحتى العلاقات والمعاملات.

وعليه فإن عملية التغيير يجب أن يكون محورها هو ذلك الارتباط بالإله العالم بكل ما نحتاج إليه الحكيم الذي يضع الشيء بموضعه الصحيح الملم بكل تفاصيل حياتنا.

فالتغيير للأفضل يتطلب فهما ووعيا على المستويات كافة و فهم بعضها دون الأخرى، وهذا ما يُعلّم البشر الفهم وإن كان يعلم البعض فهو لا يعلم الكل وعملية التغيير الحقيقية لابد أن تقوم على محورية ومرجعية عالمة حكيمة تعلم متى وأين ولماذا وكيف.

المنطلق الحقيقي للوصول إلى التغيير

فإن المنطلق الحقيقي لعملية التغيير على المستوى الشخصي يجب أن تبدأ من عند العالم الكامل المحيط بكل التفاصيل لا من عند الناقص المحتاج ذلك حتى نضمن سلامة الطريق وبالتالي سلامة النتائج فبعد التأكد من سلامة البداية يأتي من بعد ذلك متطلبات التغيير التي سنكون متأكدين من صدقها وفاعليتها اعتمادًا على صدق مصدرها.

وبذلك يكون الإنسان قد بدأ بداية صحيحة متجنبًا الترهات والاختلافات الناتجة من جهل البعض أو قصوره المعرفي حيث لا يمكن أن يحيط الجزء بالكل.

اقرأ أيضا:

لُب الزيتونة .. البحث عن السبب الجذري أفضل من معالجة الآثار الناتجة عنه