مقالاتأسرة وطفل - مقالات

التربية وعوائقها .. وتربية الآباء والأجداد

أحمد: يا بابا أنا نازل مع أصحابي
الأب: يابنى رايح فين خلص واجبك ومذاكرتك، ومين اللي انت خارج معاهم دول؟
أحمد: لما أرجع هخلصه، دول أصحابي…
حوارات ومواقف كثيرة تحدث بين الآباء والأبناء، فيها التقلب بين الرضا وعدمه…
هل ستنجح تربية الأجداد للآباء لجيل هذا العصر؟
كيف تواكب التربية حداثة هذا العصر؟ كيف توفي متطلبات هذا الجيل المختلفة؟
وأيضاً كيف تحاول وقاية أبنائها من الكم الهائل من اللبس بين ما هو نافع وما هو ضار في هذا العصر؟
وما المبادئ التي يجب ترسيخها في أبنائنا؟
أولاً: دعونا نعرف أنواع الآباء في التربية:
1- الآباء السلطويين: وهم من يضعون قواعد صارمة لا يجب على أبنائهم تعديها ولا يجب حتى النقاش فيها، ومن يخالف تلك القواعد يتم معاقبته، ودائماً ما يترقبون أطفالهم تحسباً لوقوع المشاكل.
2- الآباء المتساهلون: هؤلاء من يظنون أنهم كانوا يعانون من السلطة الأبوية وهم أطفال، وأن أطفالهم لا يجب تعنيفهم ومعاقبتهم بالشكل الذي تربوا عليه جاهلين بمبدأ الثواب والعقاب، فكثيرا ما يتساهلون في مواقفهم مع أبنائهم حينما يقومون بأي مشكلة.
3- الآباء المهملون: مثل هؤلاء قد ينبهون أبنائهم بعدم فعلهم لشيء معين، ولكن بعد فعله لا يقومون بأي رد فعل حازم تجاه أبنائهم أو قد لا ينتبهون في الأساس لكثرة انشغالهم بأشياء أخرى.
4- الآباء الحازمون: هؤلاء هم من يقومون بوضع معنى للحرية لدى أطفالهم، مرسخين فيهم مبدأ الثواب والعقاب، فالشيء الذى قد يمنعون أطفالهم عنه يقومون قبله بشرح كافة الأسباب لذلك المنع، يتفقون معهم على أن من العدل أن يثاب من يحسن ويعاقب من يسيء ويخل بالقواعد.

وبعد تعرفنا على أنواع الآباء في عملية التربية يجدر بنا أن يعلم كل منا لأي الأنواع ينضم، مع العلم أن للآباء السلطويين سلبيات، وهي أنه لا يشرح لابنه ما سبب منعه عن الشيء وعدم ترسيخ مبدأ الثواب والعقاب بالتفاهم بدلاً من الخوف، وأن التساهل من المتساهلين من الآباء يجعل الطفل يتصرف كيفما شاء، لأنه تمكن من معرفة رد فعل أبويه تجاهه في المواقف السابقة المختلفة، أما المهملون من الآباء فما فائدة كل ما ينشغلون به عن أبنائهم حين يتربون متأثرين بكل ما يحدث حولهم عدا آبائهم!

 

تربية الأجداد الصائبة ستنجح مع الجيل الحالي ولكن باستخدام أسلوب متطور عكس ما كان عليه الجيل الأكبر؛ لاختلاف الوسائل والظروف لهذا الجيل، هذا جيل يشترك في عملية التربية مع الأبوين عوامل كثير جديدة منها (الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والأخبار الحادثة) فنجد أنه يجب مراعاة أن أبناءنا لن يتمكنوا من معرفة ما هو نافع لهم أو ضار أو معرفة الصائب منها والخاطئ، فيستوجب هذا بناء عقول عاقلة واعية مستندة على أدوات منطقية لكشف حقيقة كل ما يظهر لهم، وأيضاً يجب ترسيخ المبادئ والأخلاق السامية وتطبيعهم عليها كالعدل والصدق والأمانة وشرح مدى أهمية هذه المبادئ لسموهم في حياتهم وارتقائهم وازديادهم جمالاً بها، وترسيخ مبدأ الثواب والعقاب وشرح لهم تلك المفاهيم ومدى تطبيقها لمبدأ العدل فلا تساهل في الحق حتى لا يُسلب من أصحابه، دون العقاب أو الثواب لمن يتمم واجبه ويقوم بواجباته.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضا :

يعني ايه تربية ؟ ( الجزء الأول ) – ما المقصود بالتربية ؟ وما هو تأثير القدوة ؟

أين أجد إجابات للأسئلة المصيرية ؟ وكيف يتم التوافق ؟

لا تتركوني وحيدا – التربية ودورها في إنشاء الطفل تنشئة سليمة وسوية

اضغط على الاعلان لو أعجبك

محمد سيد

عضو بفريق بالعقل نبدأ أسيوط

مقالات ذات صلة