مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

البعض يقع في الخطأ والحماقة مرتين .. ما الحل إذاً؟

لماذا نقع في نفس الخطأ مرتين؟

الأمر يستدعي النظر والتفكر، فمن الغريب أن أفعل نفس الخطأ مرتين بدون الانتباه إلى كوني أسير على نفس الدرب وأصل لنفس النتيجة؛ لأن هذا ما يطلق عليه الحماقة أو الغباء، فيقول ألبرت أينشتين حينما سُئل عن الغباء “أنه تكرار فعل نفس الشيء عدة مرات وتوقع نتائج مختلفة” وفي الحقيقة لا يحتاج الأمر إلى عقلية أينشتين لمعرفة أن من يفعل هذا الخطأ هو ليس بعاقل، بل الأمر في قمة البداهة.

أعلم أن الجميع يحب أن يتصف بالعقلانية وأن تكون حياته قائمة على منطق، وأن تكون قراراته قرارات سليمة، وأن يكون عنده القدرة على حل أعقد المشاكل، ولكن السؤال الأهم هو كيف يتم ذلك؟

في بادئ الأمر نحن بشر وهذا معناه أننا نخطئ! نعم أنا وأنت وغيرنا أخطأنا في الماضي، وسوف نخطئ في الحاضر والمستقبل؛ فأفعالنا ليست معصومة بل متخبطة ما بين شهوة نهمة وقوة غضبية مستأسدة وقوة عاقلة قد تكون مضلَّلة بعوامل البيئة والتنشئة أو بعوامل أخرى كثيرة، وما نرجوه من هذا المقال هو الوصول لتحرير العقل لقيادة الإنسان حتى تكون أفعالنا صحيحة.

الإرادة وأشكالها

منشأ الاختيار بين شيئين -بغض النظر عن ضررهم ونفعهم- هو القدرة على الاختيار، وهذا من نطلق عليه الإرادة، وهذه الإرادة لها شكلان أحدهما بسيط وهو ما يتفق فيه الإنسان والحيوان، كاختيار الحيوان والإنسان للأكل لكي يستمرا في الحياة، وأيضاً الهرب عند وجود خطر وإرضاع الصغار والاهتمام بهم وغيرها من الأمثلة…

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وهذه الإرادة يكون الدافع فيها هو الغرائز الحيوانية مثل الرغبة في البقاء والاستمرار وغريزة الأمومة وغيرها… ولكون الغريزة غير عاقلة وهي المصدر كان هذا النوع من الإرادة غير عاقل بالتبعية أيضاً.

أما النوع الآخر وهو الإرادة العاقلة نسبة إلى مصدرها وهو العقل، فيختلف فيه الإنسان عن الحيوان اختلافاً كلياًّ؛ فهي ميزة الإنسان وخلاصه من الحيوانية وجوهر حقيقته، وهذا النوع أكثر تعقيداً لارتباطه بالمفاهيم المعنوية مثل الصح و الخطأ ، الضار والنافع، الحلال والحرام،

فالعقل الحكيم الواعي صاحب السيطرة يُخضع الإرادة لما يعتقد من المبادئ والأفكار السليمة تبعاً لرؤيته للوجود واقتناعه بغاية خلقه، فيتفكر ويبحث وينشغل بترتيب أفكاره وتنظيمها، لاستخلاص الأحكام الصحيحة والسير عليها لإقناعه بها اقتناع باحث عن الحقيقة بالدليل، فتكون حياته منظمة لا يدخلها خلل،

وإن حدث تراجع في أي مرحلة وغير قناعاته، فهو في بحث مستمر لا يصاحب فيه فكرة إلا باستدلال على صحتها، ولا يتخذ فيها قراراً إلا بعد أخذ الحيطة وعمل عصف ذهني واختيار الأنسب، وهذا بخلاف من لم يعلم دور عقله، فلم يعطه القيادة ولم يترك له حق الاختيار؛ فاتجهت إرادته لغرائزه فتساوى فيها بتمام الشكل والصورة إن لم يكن أقبح من الحيوان!

فيخطئ ويقع في الخطأ مرتين وهو على عدم دراية؛ فيستمر الخطأ ويزداد، وهذا النوع هو الأصعب من حيث الإرشاد والنصح لكونه يجهل، ويجهل أنه يجهل فكان جهله مركباًّ وهو أسوء أنواع الجهل.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ونقول في نهاية المقال حرر عقلك، وتعلم من خبرات الآخرين حتى تصحح أخطاءك وتتعرف على أسبابها فلا تكررها.

 

اقرأ أيضا :

توهم المعرفة.. هل كل خريج جامعة يعتبر متعلم ؟

لُب الزيتونة .. البحث عن السبب الجذري أفضل من معالجة الآثار الناتجة عنه

نحو عناية أشمل بصناعة الإنسان

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مؤمن أحمد سيف

عضو بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ أسيوط

مقالات ذات صلة