مقالات

البعد الرابع في الفن

العمل الفني، ثنائي الأبعاد طولًا وعرضًا ويطلق على اللوحات سواء كانت تصويرًا أو نحتًا أو تشكيلًا بارزًا أو غائرًا على أي سطح.

العمل الفني الثلاثي الأبعاد أو المجسم عمل له طول وعرض وسمك أو ارتفاع، وهي أبعاد مادية، ومنها ما هو إيهامي كما في أعمال فن الخداع البصري. إذًا ما البعد الرابع؟

في الفن والنحت الحركي، وفي فن الخداع البصري وفن الإنشاء في المجال والفنون التفاعلية، والفنون الوثائقية مثل فن الفيديو وفن العمليات والأرض و… كلها فنون تعتمد على وسائط مختلفة بتقنيات مختلفة لبناء العمل الفني.

هنا يكون الهدف المشاهد، ودون وجوده لا يكتمل المشهد والحدث الفني، فالحدث وتحقيق الأثر هو الهدف، هو القيمة، وبعد ما كان العمل يدرك بحاسة الإبصار، أصبح يدرك بالحواس الخمسة للإنسان.

من المتعارف عليه أن أي عمل فني يدرك بوسيط واحد وهو حاسة الإبصار، لكن أصبح الفن يدرك من وسائط وحواس متعددة: السمع والشم واللمس والتذوق والبصر. جميعها وسائط لإدراك العمل ونقل هذا إلى الجانب الآخر من الخبرة والفكرة الفنية للإنسان، وهو الجانب النفسي والجسدي.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فلم يقف بعد الإدراك للعمل والتفاعل معه عند حد الإبصار، هذا هو الجانب الذي يسعي الفنان إلى تحقيقه، فليس كل عمل متحرك أو يتحرك ينتمي للفن الحركي وليس كل عمل ثابت لا ينتمي للفن الحركي.

إذًا هناك شرط هام أن تؤثر الحركة أو الفعل على المشاهد سيكولوجيًا ووجدانيًا، نتيجة التفاعل مع حواس الإنسان، فإن الحدث والأثر الوجداني والنفسي في إطار الزمان والمكان هو ذلك البعد الرابع، وينطبق هذا على معظم الفنون المفاهيمية، بحيث بعد ترك العمل أو اختفائه يبقى الإنسان حاملًا للفكرة وجدانيًا ونفسيًا. من هنا، ظهر مفهوم الفن فكرة، في ما يسمى بالفن الحركي أو الأنستليش، يعمل الفنان على تهيئة العمل والمجال وإعداده لتحقيق هذا الأثر على المشاهد.

فتجد رد الفعل التلقائي للمشاهد نتيجه تأثير العمل عليه، وينتج عن الموقف أن يصبح الإنسان حاملًا للفكرة بداخله وتنتقل من العمل إلى المشاهد، إذًا فالبعد الرابع ليس بعدًا ماديًا كما يظن بعضهم، إنما هو الأثر النفسي على المشاهد في زمان محدد ومجال محدد أو مكان محدد.

اقرأ أيضاً: 

الفن حلال المشاكل

اللغة التي يفهمها كل البشر

الفنُّ الوطنيُّ

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ.د. محمد اسحق

أستاذ النحت بكلية التربية الفنية وعميدها الأسبق