مقالاتقضايا شبابية - مقالات

البحث عن الكاريزما الشخصية .. وطريقة التفكير

حابب تبقى شخصية أفضل؟ عايز تكون الشخصية المشهورة؟ عايز تكون لطيف والناس تحبك وتشاور عليك؟

طيب عايز تكون ناجح في حياتك وبتبحث عن التألق؟

حلك عندنا! خد معانا كورس الشخصية الذهبية…

الكاريزما هتكون أسلوب حياة في الكورس ده، هنديك شخصية تتماشى مع الجميع.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مديرك العصبي، جيرانك المزعجين، مراتك النكدية، وفوق كل ده هتنجح في عملك وتترقى بأسرع وقت!

من الآخر الشخصية الذهبية هتخلي كل الناس تحبك وهتحل كل مشكلك!

هل أثر هذا الكلام فيك بحيث أثار الحماس لديك لحضور الكورس؟ أم على العكس وجدته كلاماً مبتزلاً وغير واقعي؟

هل فعلاً هنالك شخصية يتفق عليها الجميع؟ وهل نحن مطالبون بأن نرضي الجميع؟ وهل الشخصية وسيلة نستخدمها أم غاية نرجوها أم نتيجة نتحصل عليها بعد المعرفة وضبط النفس؟

إذا كنت من الأشخاص الذين يؤثر فيهم الحديث العاطفي دون النظر في واقعية الكلام، فللأسف أحب أن أقول لك أن ما ذكرناه عن الشخصية الذهبية هو غير حقيقي وغير واقعي بالمرة وسنوضح ذلك إن شاء الله…

اضغط على الاعلان لو أعجبك

يقول الإمام الشافعي رحمه الله: إرضاء الناس غاية لا تدرك، وهذا لاختلاف ميولهم ورغباتهم، فلن يتفق الجميع على شيء واحد، وعلى هذا فلنضرب الأمثلة، فقد اختلف الناس على حقيقة وجود الله عز وجل! فكيف لهم الاتفاق عليك؟!

وعلى هذا فنحن غير مطالبين بإرضاء الجميع لأننا لا نستطيع ذلك، ولكنا مطالبون بالتماس الأخلاق الحسنة، والتي بدورها ترضي الأشخاص الصالحين وتجذب غير الصالحين إلى الامتثال إليها.

الآن نجيب على السؤال الأهم، وهو هل الشخصية وسيلة أم غاية أم نتيجة؟

تروج الشخصية في الكورسات على أنها وسيلة للنجاح في كل شيء، فيهتم بها الشباب كأنها غاية وهي في الحقيقة نتيجة! ولكن كيف هذا؟
الشخصية هي كل تصرفاتنا الخارجية سواء مع النفس أو مع الغير، فنقول هذا شخص صالح أو فاسد بناء على أفعاله، ولما كانت الأفعال هي عنوان الشخصية، كان لا بد لنا من النظر في مصادر الأفعال، وهي أفكارنا ورؤيتنا للوجود وتصنيفنا للأفعال، من حيث الاستحسان والرفض وكل هذا يرجع بدوره إلى طريقة تفكيرنا، فإذا كان تفكيرنا سليماً فهو يقودنا إلى رؤية سليمة للكون، يتم عن طريقها تصنيف الأفعال من حيث تحديد الصواب من الخطأ وهو ما يسمى بالأيدولوجيا، وهي منبع سلوكنا الأخير فينتج من هنا السلوك ليجعل تصرفنا سليماً وصحيحاً بناءً على تبنيه للأخلاق أو يجعله سلوكاً سيئاً فاسداً غير أخلاقي.

وهكذا نجد أن الشخصية هي ثمرة لما نتبناه من القيم والأخلاق والمبادئ، فكان من الخطأ علينا البحث عن الشخصية وهي النتيجة، من دون البحث عن المقدمات، والأساس الأول هو “التفكير”.
والآن يمكننا القول “لكي تريد أن تحصل على شخصية جيدة، فكّر بشكل جيد”

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضاً:

عصر السيولة ومفاهيمه عن الإنتماء وعلاقة ذلك بالغزو الفكري

الكوميديا ودورها الهام والمؤثر في الغزو الثقافي والفكري في المجتمعات

لم لا نحاول أن نرتقي بقيمة الحب ؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مؤمن أحمد سيف

عضو بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ أسيوط

مقالات ذات صلة