قضايا شبابية - مقالاتمقالات

لماذا عليك أن تقاتل في هذه الحياة؟

لماذا يجب عليك ألّا تستسلم، ألّا تنكسر، ألّا تنهزم؟! لم لا تنتهي القصة ببساطة، حين تقف الأمور ضدك؟

ما السر الذي يجعلك تسير نحو الأمل؟ وإن لم تستطع السير، تزحف، تحبو، تلفظ أنفاسك في أثناء المحاولة.

تضع الفسيلة الأخيرة في يدك، البذرة الأخيرة، والمَلَك ينفخ في الصور، والقيامة تهز الأركان وتميت الأحياء وتبعث الأموات!

لماذا يجب عليك النضال وسط كل تلك القساوات المحتملة والمنتظرة عبر محاولاتك الهشة من أجل الاستمرار؟!

أنا أجزم أن الإجابة هنا، أنك إنسان! فقط إنسان، تحتاج أن تبذل نفسك، أن تصرخ قائلًا لقد حاولت، لقد بذلت حياتي محاولًا.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقد شققت روحي على بوابة النجاح، استنزفت دمي بلا روية من أجل لحظة واحدة نهائية من الانتصار.

من معنى قريب للانتصار، من شبيه الانتصار لحظة واحدة من النجاة.

شعور نهائي بالفخر قبل اللحظة النهائية، لحظة السكون التام، يلزمك أن تحتضن تلك المرات اللي وقفت فيها صلدًا في مواجهة التيار!

أن تستطيع صادقًا يوم النهاية، أن تخبر الجميع أنك حاولت رغم فداحة النهاية، أن يرضى ضميرك عنك وأن يهدأ صدرك رغم فظاعة الاحتمالات، أن تستجمع قواك وتقولها بهدوء وصارخًا وعن قناعة.

أنا لم أكن إلا إنسانًا خاض الحياة الموحلة على قدر ما خلقه الله وأعطاه، لم ينكسر حين كان الانكسار متاحًا، لم يسقط حين خذلته الأقدام، لم يخذل نفسه حين داعبه الخذلان وحده في الليالي القاسية.

لم يستسلم فقط، فأعظم فرحة في الحياة فرحة النجاح بأيّ مجال، إن كان الدراسة أو العمل، فلتعمل بصبر واجتهاد لتنال هذه الفرحة.

السعداء لا يملكون كلّ شيء بل مقتنعين بكلّ شيء. الفرح لحظة، والرضا حياة. السعادة لا تحتاج إلى استحالات كبيرة، أشياء صغيرة قادرة على أن تهزنا في العمق.

المطر، والقهوة، والقراءة، أشياء تخبرنا أنّ السعادة ليست بحاجة إلى البشر، السعادة أن أسهر طول الليل لكي أقرأ كتابًا جميلًا.

نحن لا يمكن أن نتعلم الشجاعة والصبر إذا كان كل شيء في العالم مليئًا بالفرح، لذلك يجب عدم الاستسلام والصبر.

أحيانًا تسعدنا أشياء لا قيمة لها عند البعض، كن أنت الفرح، أينما حل أبهج. السعادة رضا أمي عني.

من لم يصنع السعادة لنفسه لن يصنعها له الآخرون، الكون بأسره جميل، فلو تلفّت حولك، ونظرت إلى نفسك لرأيت أسرار الفرح، ومفاتيح السعادة بيدك، لكنك غافل عنها، فكثير منا لا يدرك أنّه في سعادة إلّا حينما يفقدها أو يفقد أسبابها.

في حقيقة الأمر نحن الذين بإرادتنا نستطيع أن نحيل حياتنا إلى أفراح أو إلى أحزان وآلام ، ولأن الحياة المعاصرة أكثر تعقيدًا وصعوبة عمّا كانت عليه في الماضي.

العولمة وما تبعها من الانفتاح على الشعوب والثقافات والحروب التي عصفت في العالم والأزمات الاقتصادية جميعها أثّرت على حياة الإنسان بشكل أو بآخر، فأصبح أقل قدرة على مواجهة مشاكله، وهذا ما أدخله في حالة من الحزن الدائم، ولأننا نريد أن نتكيّف مع متغيرات الحياة سنستعرض بعض الطرق التي تساعدك على هذه التكيف، فعن طريق التعلم من التجارب السابقة والتفكير المنظم والسليم للوقوف على حقيقة الأشياء بواقعية حتى يصل الإنسان إلى مرحلة من الثبات.

مقالات ذات صلة:

ما بين العقل والإرادة

من يتجاهل الأمل هو شخص ميت

رغم الألم نبث الأمل

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

د. مصطفي أحمد جابر

مدرس الاقتصاد وإدارة الأعمال بكلية الزراعة جامعة الأزهر بأسيوط