مجدي والاستدلال الفاسد
مجدي شاب أحمق لكنه يحلم أن يكون رجل أعمال غني ومشهور، يدخل على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كل يوم لمتابعة أخبار الأغنياء كي يتعلم منهم ويكون مثلهم يومًا ما!
مجدي يرى كثيرًا من صور رجال الأعمال يلبسون نظارة سوداء ويمسكون في أيديهم سيجارًا ضخمًا وينظرون بعظمة وتكبّر.
الأحمق قرر أن يلبس نظارة سوداء ويمسك في يده سيجارًا كي يصبح غنيًا ناجحًا مثلهم!
مجدي الأحمق لا يزال حتى اليوم فقيرًا فاشلًا رغم أنه كل يوم يمسك السيجار في يديه ويلبس النظارة السوداء!
سبب النجاح في الحياة
هذا أحد أنواع ما يسمى: الاستدلال الفاسد، يعني لأن هذا الأحمق يرى كثيرًا من الأغنياء يمسكون السيجار ويلبسون نظارة سوداء، اعتقد أن سبب النجاح والغنى هو السيجار والنظارة السوداء!
اعتقد أنه حين يلبس نظارة سوداء سيتحول إلى غني دون عمل ولا تعب ولا صفقات ولا علاقات، إلخ.
هذا هو الفارق بين السببية والمصاحبة (causality vs association)
قد يلبس كثير من رجال الأعمال نظارة سوداء، لكن هذا ليس سبب نجاحهم!
هي مجرد موضة مصاحبة لمظاهر الغنى ونوع من المنظرة والتكبر، وليست سببًا للغنى وكسب المال!
حمقى العلمانية
تمامًا مثل العلماني الأحمق الذي يعتقد أن التقدم العلمي أو الاقتصادي والعسكري سيتحقق حين يترك الدين مثل أوروبا.
أو يلبس ملابس أوروبية، أو تلبس زوجته مايوه وتمشي عارية في الشارع، أو تتراقص على أنغام الأغاني الأجنبية التي لا تفهم كلماتها، أو أن يوقف عاداتنا وتقاليدنا وأحكام ديننا ليستورد عادات وتقاليد الغرب والجمعيات النسوية!
يعتقد أن تقليد الببغاء هذا سيجعله متقدمًا علميًا أو اقتصاديًا!
استنتاج خاطئ
تماما مثل خلط الأسباب في إعلام دولة فقيرة متخلفة فاسدة فاشلة، بدلًا من أن يناقش سبب الفشل وفساد الإدارة، يحكي لهم عن بعض المشاكل الاقتصادية المؤقتة في دولة غنية أو متقدمة.
أو جفاف نهر أو بعض مشاكل البيئة على بعد آلاف من الأميال في بلد آخر!
ليقول للشعب الغلبان أنهم ليسوا المنكوبين الوحيدين، ويقنعهم أن العالم الغني المتقدم يعاني مثل معاناتهم، كي يقتنعوا بالاستمرار في الفشل والفقر!
الاستدلال الفاسد هو استعمال دليل أو معلومة صحيحة، لكن في غير محله للوصول إلى استنتاج خاطئ.
اقرأ أيضاً: أنواع القياس البرهاني اليقيني والغير يقيني
تعرف على: مفهوم المغالطات المنطقية، أنواعها، كيف تكشفها؟
اقرأ أيضاً: لم يكن الأمر ممتعًا كما تخيلته، لماذا؟ وأين هي السعادة
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
**************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا