رياضة - مقالاتمقالات

الاحترام واجتماع ماني وصلاح وبانون رفقة منتخب فنلندا وجمهور الدنمارك

عزيزي القارئ، مرحبًا بك في مقال جديد يجسد معنى من معاني الاحترام، ويؤكد أن لكرة القدم أوجهًا كثيرة، منها السلبية، واليوم سنتحدث عن الوجه الإيجابي داخل المستطيل الأخضر، وهو الاحترام وتقدير المنافس ومراعاة شعور الآخرين، واجتماع مصغر بين صلاح وماني وبدر بانون ومنتخب فنلندا.

لن أطيل في مقدمتي، ولعلك عزيزي القارئ متشوق لمعرفة ما سبب هذه المقدمة، وكيف اجتمع هؤلاء اللاعبون رفقة منتخب فنلندا، الذي جسد رفقة جمهوره وجمهور الدنمارك ملحمة توجت بجائزة من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لأفضل جمهور في عام 2021.

لفتة طيبة من ساديو ماني

ولنبدأ من حديث الساعات الأخيرة في البساط الأخضر، وخسارة محمد صلاح قائد منتخب مصر لمسابقته القارية الأولى كقائد للفراعنة أمام منافسه ساديو ماني ومنتخب السنغال، فبعد عودة صلاح إلى الإنفليد معقل ليفربول الإنجليزي هنا سيجتمع المنافسان في البطولة القارية، كزميلين بألوان قميص واحد.

“صلاح يعاني من الإحباط والحزن”، هكذا تحدث يورجين كلوب المدير الفني لفريق ليفربول عقب عودة الملك المصري عقب الخسارة، فيما عاد ساديو ماني المنتشي بانتصار هو الأول له ولرفقائه في تاريخ الكرة الإفريقية بتتويج السنغال بطلا للقارة.

موقف ساديو ماني عقب العودة كان به لفتة طيبة، وجه الدولي السنغالي ساديو ماني، جناح ليفربول الإنجليزي، طلبًا خاصًا لإدارة الريدز، احترامًا لزميله في الفريق محمد صلاح.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فقد طالب ساديو ماني إدارة ليفربول عدم الاحتفال بتتويجه مع السنغال ببطولة كأس أمم إفريقيا، على ملعب “إنفيلد” في المباراة التي أقيمت ضد نورويتش سيتي، أسد التيرانجا كان على علم بأن نادي ليفربول سيقيم له احتفالًا صغيرًا مع الجماهير قبل انطلاق مباراة نورويتش سيتي، باعتبارها أول مباراة تقام على ملعب الريدز.

قرر ساديو ماني احترام مشاعر زميله في ليفربول، محمد صلاح، ورفض إقامة هذا الحفل الصغير مع الجماهير، خاصة وأن صلاح لا يزال يشعر بالحزن لخسارة لقب كأس أمم إفريقيا مع منتخب بلاده حتى الآن.

الوحدة والترابط رغم اختلاف الألوان

ليس هذا هو الموقف الوحيد الذي يجسد الأخلاق والاحترام، ففي مسابقة يورو 2020 توقفت المباراة من الدقيقة 41 لفترة طويلة بسبب سقوط كريستيان إيركسين لاعب الدنمارك على الأرض، وفقد وعيه وسط أجواء توتر بين جميع اللاعبين والجماهير، وحزن كبير من لاعبي الدنمارك، وتم علاج اللاعب في أرضية الملعب قبل أن يتم حمله خارج الملعب للذهاب إلى المستشفى.

بعد أن اتفق الفريقان على العودة إلى المباراة مرة أخرى، نجح لاعبو منتخب فنلندا في تسجيل هدف، ولتكون ردة الفعل هي المختلفة عن التوقعات برفضهم الاحتفال بعد تسجيل الهدف الأول بتاريخهم في البطولة، وجاء الهدف عن طريق اللاعب «جويل بوهانبالو» في الدقيقة 59.

وفي ذات المباراة اجتمع الجمهور على شيء واحد رغم اختلاف الألوان، هو الدعم والمؤازرة لكافة اللاعبين وعلى رأسهم إيركسن الذي خرج لتلقي العلاج، ويغيب عن باقي مباريات البطولة، ولم يستَعِدْ الجمهور بريقه في هذه المباراة ومؤازرته بالتهليل إلا بعد الاطمئنان على صحة اللاعب الدنماركي عبر شاشات الملعب.

الاحترام سيد الأخلاق

نترك أوروبا وما بها، ماذا حدث عزيزي القارئ في المباراة التي جمعت فريقي الأهلي والرجاء المغربي، في نهائي السوبر الإفريقي؟ رفض بدر بانون مدافع الأهلي الحالي وقائد فريق الرجاء فيما مضى المبالغة في الاحتفال أمام فريقه السابق احترامًا لما قدمه معه، ومراعاة لشعور الجماهير الحاضرة من أنصار الفريق المغربي الذي رد بالتحية إلى قائدها السابق.

تعرض بدر بانون لبعض الانتقادات من قبل بعض الجماهير، ولكن كان رده في وقتها أن الرياضة أخلاق، وما فعله كان من أجل جمهور الرجاء واحترام ما قدمه معهم خلال الفترة الماضية، وما قدمه له الجمهور من دعم خلال تواجده كقائد للفريق المغربي.

عزيزي القارئ في الختام هكذا اجتمع بدر بانون ومحمد صلاح وساديو ماني ومنتخب فنلندا وجمهور الدنمارك على طاولة واحدة عنوانها الاحترام سيد الأخلاق، والرياضة تعزز الأخلاق، ليس بالانتصار وحده نسعد ولكن بالأخلاق أيضا نسمو ونرتقي.. وألقاك عزيزي القارئ في مقال جديد.

اقرأ أيضاً:

“بوكس” في وجه الروح الرياضية في كأس الأمم الإفريقية

“الإنسان” ذلك الكائن الأخلاقي

الأبعاد الجمالية لأخلاقيات البيئة

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

********

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد الجزار

ناقد رياضي