مقالات

هل تقف دائما مع الخير؟ – أدهم صبري في صراع مع الأشرار!

أدهم صبري يصارع الشر!

وأنا أقلب صفحات قصة أدهم صبري وكيف كان يصارع الأشرار ويتغلب عليهم بكل ما أوتي من قوة فى سبيل الوقوف بجانب الخير والفضيلة والتصدي للشر.

تمنيت أن أكون مثل هذا البطل! أعجبني أنه كان حادًّا كالسيف فى التصدي للشر، لا يقبل المساومة معهم أبدا وكان يتميز بمكره ودهائه فى التلاعب بمن يمثلون الشر؛ فهو يتوقع منهم أن يستخدموا أقرب الناس منه فى أساليب الضغط عليه. ولكنه لا يفقد الأمل أبدا، ثابت على موقفه، يظهر حقيقة هؤلاء الأشرار، وينتقل من موقف إلى آخر ومن انتصار إلى انتصار، وتارة يقف المحيطون به بجانبه ومرات يتخلون عنه، ولكنه كما قلنا كالسيف وهذا ما صنعه بطلا.

ثم أعدت النظر إلى حياتي كيف كنت فى بعض المواقف واقفا بجانب الخير رغم الصعوبات التى واجهتني وكيف كنت متساهلا أحيانًا أخرى!

هل دائما ما نقف في الصفوف الصحيحة؟

أدركت أنني أحيانا أتمنى أمنيات كاذبة! هى كاذبة لأنها فى الحقيقة ليست أمنية من نابع إرادتي، وإنما هي مجرد خيال نتيجة تأثري بالشخصيات البطولية.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أحيانا أخدع نفسي عندما أعطي لنفسي الأعذار التى تتناقض مع المبادئ والقيم أو المعايير التى تميز بين الصواب والخطأ.

هذه القصة ليست من وحي خيال الكاتب وإنما تعبر عن واقع مأساوي لنا؛ فأحيانا نتخلى عن الوقوف بجانب الخير ملتمسين الأعذار التى لا تعبر إلاعن أننا لسنا نريده بصدق كامل، فربما لنا أغراض أخرى أو أننا قد تغيرنا أو أي سبب آخر، لكن الخلاصة أن كلامنا لا يشبه واقعنا! نتشدق بحبنا للأبطال الذين سبقونا فى سلم الكمال عبر التاريخ ونخاف أن نأخذ مواقف تشبه مواقفهم خوفا من أن نكون بمفردنا فى هذه القرارات.

الخلاصة

نرفع شعارات ننصح بها الناس تناقض ذلك بأنه لا يجب أن تسير مع القطيع وأن تكون مع الحق وإن كنت وحيدا، لكن للأسف واقعنا لا يشبه كلماتنا وأمنياتنا التى تتردد على ألسنتنا! هذا التناقض بعينه، التناقض بين الواقع وبين الدعاوى، نتخلى بأنفسنا عن أبسط القواعد البديهية!

العبرة أيها القارئ الكريم أنك عندما تكون بجانب الخير لا تخف حتى وإن خذلك أقرب الناس إليك، حتى وإن خذلتك نفسك فالخير لا يأتي إلا بالخير، قاوم كل ما هو عكس الخير تكن من السعداء.

هناك فكرة مهمة يجب توضيحها: أحيانا نقع فى الخطأ ونكذب على أنفسنا حتى نصدق هذه الأعذار الكاذبة. وأساس العلاج هو الاعتراف بالحقيقة أو الاعتراف بالحق حتى وإن لم نفعله، والاعتراف بالتقاعس عنه هو المرحلة الثانية من العلاج. ومقاومة النزعات الباطلة التي تخالف الحق. فالشر له صور كثيرة فى الموقف الواحد بينما الخير له صورة واحدة فى الموقف. لذلك يجب علينا مقاومة النفس عند حيادها عن طريق الخير، هذه المقاومة وإن لم نُصِب فيها الحق بالشكل الكامل لكنها الخير بعينه.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضا:

من العجب إلى الحب.. كيف نطهر قلوبنا من الغرور بالحب ؟

 أزمة العدالة والخير و الشر.. ألن نتمتع بعالم خالٍ من الشرور ؟

عندما نتآكل من الداخل.. ماذا يفعل بنا الاكتئاب ؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مصطفى زكي

صيدلي

عضو فريق بالعقل نبدأ بالإسكندرية

مقالات ذات صلة