اقتصاد الدماء
المتفائلون بالنظام الرأسمالي يذهبون إلى أن عالم يتبادل دُوله تجاريا يزدهر فيما بينهم الاقتصاد العالمي هو عالم مستقر لاتسمع فيه طبول الحرب ودقات المدافع، لكن يتبين لنا بعد فحص وتمحيص، وقليل من الدراسة أن الداعين للنظام الرأسمالي منهم المستفيد الأكبر باندلاع الحروب وحدوث الكوارث.
روتشيلد وأبناؤه مثالا
هو “ماير أمشيل روتشيلد” ولد في عام 1744م كوّن شركة مصرفية إلى أن صارت إمبراطورية مصرفية يعمل بها أبناؤه؛ استفادت هذه الإمبراطورية من الثورة الفرنسية. ففي أحداث الحرب تعاقد الجيش النمساوي مع شركة “ماير روتشيلد” المصرفية لتوريد كميات من السلع والأغراض للجيش .
في عام 1811 مول “ناثان ماير روتشيلد” وهو الابن الثالث “لروتشيلد مول” الحكومة البريطانية في حربها لنابليون بونابرت، وفي نفس الوقت مول سرا حملات “نابليون بونابرت” العسكرية، واستغل الحروب بشكل كبير لتنمية أعماله وتحقيق الثروة والمال.
باع “ناثان روتشيلد” ما بحوزته من أسهم وأوراق مالية بعد أنباء عن تقدم طفيف لنابليون في حرب “واترلو” فاتَّبعه البريطانيون في ذلك نظرا لسمعة أبناء “روتشيلد” في المال والأعمال فباعوا ما بحوزتهم من أوراق مالية وأسهم، لكن بعد هزيمة “نابليون” اشترى أبناء “روتشيلد” هذه الأسهم والأوراق المالية بأسعار زهيدة واستولوا على بورصة لندن .
ومن مقولات “ناثان روتشيلد” {اشتر عند سماع أصوات المدافع وبع عند سماع دقات الطبول} في إشارة أن أوقات الحروب كانت تمثل له مكسبا واستثمارا رائعا .
بوش الابن ورفاقه
هذا هو الحال بالنسبة للرأسماليين القدامى “روتشيلد” وأبناؤه، أما الرأسماليين الجدد حدث ولاحرج عن استفاداتهم العظيمة من الحروب والصراعات التي كانوا هم السبب في إشعالها “كجورج بوش الابن” ونائبه “ديك تشيني” و”تونى بلير” رئيس الوزراء البريطاني السابق وكلهم يمينيين متطرفين سياسيا ونيوليبراليين متطرفين اقتصاديا.
استفادوا من الناحية السياسية والاقتصادية من غزواتهم ومغامراتهم فيما وراء البحار في أفغانستان والعراق، واستفادة شركات البناء لإعادة تعمير ما هدمته آلة الحرب، واستفادة شركات النفط الكبرى، وغير ذلك من الشركات متعددة الجنسيات في السلاح وحراسات الأمن .
يتبين لنا أن طلائع المستفيدين من الحروب هم كبار الرأسماليين الحالمين بعالم أفضل ولكنه مجرد حلم يكذبه واقعهم التواق للمغامرات والحروب؛ لأن من شأن ذلك تنمية ثرواتهم وممتلكاتهم ولو على دماء الشعوب .
اقرأ أيضاً:
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا