مقالات

اعمل نفسك ميت! – هل ستظل “تعمل نفسك” حتى تكون فعلا ميت؟

لعلنا سمعنا تلك القصة الشهيرة التي تروي قصة فنان شاب بدأ حياته الفنية بأن قَبِل القيام بدور شخص ميت ، ومن ثم أصبح الحدث مادة للسخرية واستنكر البعض عليه هذا الفعل وكيف له بأن يقبل بدور كهذا؟!

ولكن هل تعلمون أن هناك من يختارون القيام بهذا الدور في حياتهم الفعلية بل ويتقنونه بعناية؟

≪اعمل نفسك ميت≫ من الجمل والعبارات التي أصبحت تُستخدم كنوع من أنواع الهروب من المواقف المحرجة أو المواقف التي تستلزم المواجهة واتخاذ القرار، وهي تستخدم كشكل من أشكال السخرية من تلك المواقف والتي لم نكن مستعدين لها أو ناتجة عن تقصير منا.

وظلت هذه الجملة متداولة حتى أصبحت الحل لكل شئ وأي شئ، فإن كنت تعاني من الإحباط ف ≪اعمل نفسك ميت≫ هل أنت متشائم؟ فتغلب على تشاؤمك بأن ≪اعمل نفسك ميت≫ وهكذا… أن تنفي عن نفسك صفة الوجود بالأساس وكأنه الحل الذي سيجعلك لن تعاني من شئ أبداً، إلى أن تجد نفسك فعلاً صرت ميتاً ولا تملك من أفعال الأحياء سوى أنك لا زلت تتنفس.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

نماذج لحي ميت !

ونماذج الأحياء الأموات في حياتنا كثيرة، فمثلا في حالة وقوع حادث ما نجد ذلك المسئول الكبير يتقاعس عن أداء دوره وبدلاً من مواجهة الناس بالحقائق وملابسات الحادث والوقوف على أسباب حدوثه نجده يدعي الموت ويمكث في ثُبات عميق! وهذا الزوج الذي يتظاهر بأنه يستمع إلى زوجته ومشكلاتها فلا تجد منه رداً! وهذه الأم التي تملأ البيت صراخاً في وجه أبنائها ثم نجدها لا تحرك ساكنا إذا حاورها أحدهم طالباً منها النصيحة في مشكلة تواجهه، فلا تملك الرد حينها وتأثُر الصمت!
هذه بعض وليست كل النماذج التي تعيش بيننا والتي اختارت دور الميت هروباً من مواجهة الحياة.

الموت وفقا لتعريفه اللغوي هو توقف الكائنات الحية عن النمو والاستقلاب والنشاطات الوظيفية الحيوية ولا يمكن لكائن ميت أن يرجع  لمزاولة تلك النشاطات مجددا.
الموت هو ذلك السكون الرهيب الذي يعلن أنه لم يعد بالوسع أو بالإمكان العمل أو الإضافة لأي شيء، فما كان موجوداً لم يعد كذلك.

لقد مُنحنا الحياة لنواجه مصاعبها ونتجاوز ونتعلم من عثراتها. واجه مخاوفك وتعلم من أخطائك، لا تكتفي بالمتاح، بل اذهب لاكتشاف قدراتك الحقيقية والتي لا تظهر إلا مع كل مواجهة مباشرة للحياة. واعلم أن الحياة لن تتوقف على توجيه ضرباتها وإذا لم تتعلم فن المواجهة ستظل ساكنا ولن تتحرك خطوة واحدة إلى الأمام؛ فالمواجهة تصنع منك وتداً قويا يتصدى لتلك الضربات المتلاحقة, ومع مرور الوقت تكتسب الخبرة اللازمة لمواجهة أي عقبة أو مشكلة قد تأتيك في المستقبل.

التغافل عن أداء الدور موت

ما أسهل أن تدير ظهرك للأزمات والسلبيات وبأن تدعي الموت طالما لم يمسسك ضرر مباشر, ولكن احذر فهذا الأمر لن يدوم طويلا فمع مرور الوقت ستنتقل إليك اَثارها وقد استفحلت وساءت نتائجها، وقتها ربما تكون مجبراً على المواجهة ولكن بتكلفة مرتفعة جداً.

فطالما وهبك الله الحياة وطالما أنفاسك تدخل وتخرج، إذا عليك أن تتصرف كحي، حي وُهِبت له الحياة ليقوم بدور خُلق لأجل القيام به؛ فنحن لم نُخلق عبثا ولسنا مجرد أعداد في سجلات الأحياء، فما عليك إذا إلا أن تتصرف باعتبارك حي فالعاقل هو إنسان حي وإن  تعطلت منه الأعضاء، واللاهي عن دوره ميت وإن تحرك بين الأحياء.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 

اقرأ أيضا:

الحقيقة البشعة

كوكب الأرض – البيان التأسيسي

 الرجل الباكي..يجب أن نسقط اللآلئ

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

شيماء ماجد

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية

مقالات ذات صلة