مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

احذر قلة شرب المياه

احذر قلة شرب الماء

هل تعلم أن شرب المياه بمعدل 4 أكواب يوميًا يحميك من أمراض كثيرة، وأن الذين يكثرون من شرب المياه قلّ عندهم ظهور الأمراض وزادت مناعتهم بنسبة 84%، وأنّ المجتمعات القديمة كانت تقل عندهم الأمراض المعدية بسبب معدل شربهم للمياه المرتفع كما كشف بحث قامت به جامعة أمريكية مشهورة.

احذر: هذه المعلومات السابقة مغلوطة، ولكن ما هي المشكلة فيما قلته سابقا؟!

لقد وقعت في مغالطة منطقية شهيرة تسمى (الانحياز التأكيدي) وهو الميل للبحث عن المعلومات وتفسيرها بطريقة تتوافق مع معتقداتك وأهوائك الشخصية وافتراضاتك وأفكارك المقررة مسبقا وبالتالي تصديقها مباشرة دون أدنى تمحيص.

إننا نقع في تلك المغالطة في حياتنا اليومية كثيرًا جدًا، مثلا عندما تريد شراء سيارة جديدة وسمعت عن أن السيارة “كذا” إنها أفضل نوع موجود وتسأل صديقًا لك عن تلك السيارة التي أعجبتك يقول لك إنها سيارة سيئة وتحدث بها أعطال كثيرة وينصحك أن تذهب وتبحث عنها في الإنترنت وسوف ترى بنفسك، وبعدها تذهب لتبحث على الإنترنت فتكتب: “مشاكل السيارة “كذا” (نوع السيارة)” فتظهر لك مئات الشكاوى التي تذم في السيارة وأعطالها… الخ.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ماذا حدث في ذلك المثال أنك بدأت بقناعة أو بنتيجة او برأي أن تلك السيارة سيئة وبدأت تبحث عن أدلة تثبت نتيجتك وتبررها ولم تر عكس رأيك، مثلا لم تبحث عن مزايا تلك السيارة، وتبحث عن آراء الناس الذين يرون عكس رأيك.

يستخدم تلك المغالطة كثيرا وبتكرار الإعلامُ عندما يريدك أن تقتنع بشيء فيقنعك بنتيجة معينة ثم يأتي لك بالأدلة التي تؤكد تلك الحقيقة ويطمس باقي الحقائق التي تنفيها.

ويتكرر في الدعايا والإعلان كثيرًا عندما يعرّضك لأكبر كمٍّ ممكن من الإعلانات فيجبرك عندما تذهب مثلا للتسوق فترى ذلك المنتج أن تفكر به ويرتبط ذهنك بالإعلان الذي رأيته من قبل فتشتريه.

ونرى ذلك يتكرر كثيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي عندما تنشر بعض الصفحات أخبارًا أو منشورات معينة فترى الذين يؤيدون تلك الأفكار ينشرونها بتوسع، بينما قد يمر عليهم منشور به خبر معاكس لذلك الخبر الذي نشره ولكنه لا يعير له انتباها وكأنه لم يره، فترانا نتابع الأشخاص الأقرب لنا فكريًا وسياسيًا، ولا ننظر في الذين يختلفون عنا كثيرًا.

فالمشكلة أن تلك المغالطة تلعب على وتر العاطفة ولا تجعلك تُعمل التفكير والتحليل المنطقي بل تصدر أحكامًا فورًا دون النظر والتمحيص في المعلومات.

ولتقيَ نفسك من الوقوع في تلك المغالطة ، احذر ألا تكون متسرّعا في الحكم على الأشياء، بل عليك أوّلا بالتجرد من الأفكار السابقة والتأني وأن تزِن ما يقدم لك وأن ترى وتسمع عكس رأيك وأفكارك لعل ما يقولون يكون أقوى حجة من حجتك، وأن تقتنع ولا تتكبر عندما تكون براهينهم أقوى من براهينك، وأن تنوّع من المصادر التي تستقي معلوماتك منها ولا تحكم على معلومة بمجرد أن تسمعها بل ابحث عن مصدرها وقارن وأعمِل فكرك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

.

أدهم صقر

عضو مشروعنا بالعقل نبدأ القاهرة