ابنى يعاندنى ” العناد لدى الأطفال “
مفهوم العناد
إذا نظرنا إلى معنى العناد لدى الإنسان؛ فسوف نجد أنه ببساطة يعنى أن يحاول الفرد بكل ما لديه من قناعات أو أفكار أن يقوم بفرض رأيه والقيام بما يرغب وتنفيذ ما يدور بداخله من أفكار سواء كانت صحيحة أم مغلوطة ولكن لدى الإنسان البالغ؛ فهو يعلم متى يقوم بفرض رأيه وأفكاره ومتى يجب عليه التوقف لكن فى الأطفال بالطبع؛ فهم حالة فريدة من نوعها. وقد يؤدى العناد إلى التهور والوقوع فى بعض المشاكل السلوكية لديهم وتعريض أنفسهم للخطر.
ولكن يبقى السؤال الذى يجب طرحه ما هى الأسباب التى تؤدى إلى العناد؟! بل قد يصل العناد إلى العناد مع والديه فما الذى يؤدى إلى ذلك؟!
أسباب العناد
إن أول وأهم الأسباب التى سوف تتبادر إلى ذهن القارئ أن الطفل يحاول القيام بإثبات نفسه وإثبات ذاته؛ فنجد فى الأسر -التى لا تهتم بالأطفال عن طريق توفير بعض الوقت لسماع ما بداخلهم من مشاكل- أن الطفل لا يجد مخرجا من ذلك إلا بالدخول فى حالة من العناد مع والديه والصدام المباشر معهم ورفض كل ما يقولون من نصائح حتى وإن كانت تلك النصائح سوف تعود على الطفل بالنفع؛ فإنه يلجأ إلى الرفض غير المنطقى حتى يثبت لهم أنه موجود بذاته ولديه أفكاره الخاصة التى يجب أن يلقوا لها بعض الاهتمام.
كذلك واحد من أهم الأسباب؛ ألا وهو الشعور بالمفارقة والغيرة؛ فعندما ينظر الطفل إلى صديقٍ له فى المدرسة؛ فيجد أن والده يعامله برفق ويتحدث معه فيبدأ الطفل فى داخله يطلق بعض الأسئلة الهامة مثل (لماذا لا يكون والدى هكذا ؟!) ومن ثم ينطلق بتلك الأسئلة إلى والده فيجد منه ردة فعل غير مناسبة فيبدأ فى حالة مستمرة من التمرد والعصيان.
نتائج العناد
قد يقر بعض الناس بأن ذلك العناد ما هو إلا عناد أطفال وسرعان ما سوف يزول ولكن ذلك العناد قد يؤدى إلى تمرد الطفل بشكل مستمر على والديه وكأنه يقوم بعمل ثورة مضادة على جميع قرارات والديه مثل؛ الامتناع عن التفاهم ورفض أي حلول تقدم لمشكلته، بالإضافة إلى ذلك فإنه قد يولد لدى الطفل الشعور بالغضب الشديد وهو ما قد ينتج عنه بعض العنف والغضب والعدوانية والتمرد بشكل مستمر تجاه والديه.
تحويل العناد إلى تحدى إيجابى
يجب أن تكون العلاقة بين الطفل ووالديه علاقة قائمة على الحب المتبادل والصداقة والاحترام؛ فيسمح الأب للابن بالتعبير عن رأيه وشعوره الداخلى دون كبت أو غضب من الوالد حتى وإن كانت تلك المشاعر هى مشاعر سلبية تجاه الوالد ذاته ويجب ألا يوضع الطفل فى موضع مقارنة مع غيره من الأطفال؛ لأن ذلك قد يؤدى إلى الشعور بالغيرة، وبالتالى المقارنة بينه وبين غيره مما يسبب العناد لدى الطفل.
ويجب على الآباء محاولة تجنب تنفيذ كافة رغبات الطفل وطموحاته حتى لا يقوم الطفل بالتعود على استخدام أسلوب التحدى كلما احتاج إلى تنفيذ رغبة من رغباته أو مطلب لديه.
اقرأ أيضا :
يعني ايه تربية ؟ ( الجزء الأول ) – ما المقصود بالتربية ؟ وما هو تأثير القدوة ؟
أين أجد إجابات للأسئلة المصيرية ؟ وكيف يتم التوافق ؟
لا تتركوني وحيدا – التربية ودورها في إنشاء الطفل تنشئة سليمة وسوية