إضطراب الشخصية النرجسية
منذ أيام قليلة ضجت الصحف والمواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي بنشرها لفيديو متداول، يحوي حادثة غريبة من نوعها على المجتمع المصري قلما تتكرر بين الحين والآخر، وكان بطلها أحد الأطباء بمستشفى شهير وهو يأمر ممرضه بالسجود لكلبه نتيجة سخرية الممرض من الكلب على حد وصف الطبيب، وذلك في واقعة تنُم عن شخصية نرجسية سوف نتحدث عنها في هذا المقال.
مقدمة:
يُعد اضطراب الشخصية النرجسية هو أحد الأنواع المتعددة لاضطرابات الشخصية، وهي حالة نفسية يتملّك المريض بها شعور مبالَغ فيه بأهميته، بالإضافة إلى حاجة عميقة لزيادة الاهتمام والإعجاب، واضطراب العلاقات، وانعدام التعاطف مع الآخرين، ولكن خلف هذا القناع من الثقة المبالَغ فيها، تكمن ثقة هشة بالنفس تجعله عرضة للانهيار من أقل قدر من الانتقاد.
ويسبب اضطراب الشخصية النرجسية مشاكل في عدة مجالات حياتية، مثل العلاقات أو العمل أو المدرسة أو الشؤون المالية، قد يكون أصحاب الشخصيات النرجسية غير سعداء بوجه عام، ويصابون بالإحباط عندما لا يُلقى لهم بال أو إعجاب خاص هم يرون أنهم يستحقونه، كذلك يُحتمل ألا يشعروا بالرضا عن علاقاتهم، وربما لا يستمتع الآخرون بالتواجد حولهم.
الأعراض:
تختلف علامات وأعراض اضطراب الشخصية النرجسية كما تختلف شدة أعراض هذا الاضطراب، ويمكن للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب أن يتسموا بالتالي:
- شعور مبالغ به بأهمية الذات.
- شعور بأحقيتهم في التميز عن غيرهم والحاجة إلى أن يكونوا محط إعجاب مفرط باستمرار.
- يتوقعون الاعتراف بتفوقهم دون تحقيق إنجازات تستحق ذلك.
- المبالغة في استعراض إنجازاتهم ومواهبهم.
- الانشغال بأوهام حول النجاح، والقوة، والتألق، والجمال، أو إيجاد شريك حياة مثالي.
- الاعتقاد بتفوقهم وبأنه لا يمكن أن تجمعهم علاقة إلا بشخص يتمتع بالقدر نفسه من التميز.
- احتكار الحديث والتقليل من شأن الأشخاص الذين ينظرون إليهم على أنهم أقل شأنًا أو ازدراؤهم.
- يتوقعون أن تكون لهم الأفضلية دومًا، مع امتثال الآخرين المطلق لرغباتهم.
- يستغلون الآخرين للحصول على ما يريدون.
- يعجزون أو يرفضون فهم احتياجات الآخرين ومشاعرهم.
- يحسدون الآخرين، ويعتقدون أن الآخرين يحسدونهم كذلك.
- التصرف بأسلوب متعجرف أو متغطرس ومن ثم يبدو عليهم الغرور، والتبجح والتفاخر.
- الإصرار على الحصول على أفضل الأشياء دومًا على سبيل المثال، أفضل سيارة أو مكتب.
وبالوقت نفسه، يجد الأشخاص الذين يعانون اضطراب الشخصية النرجسية صعوبةً في التعامل مع أي ما يعدونه نقدًا،
وقد يتسمون بالتالي:
- ينفد صبرهم أو ينتابهم الغضب عندما لا يتلقون معاملة خاصة.
- يواجهون مشاكل كبيرة في العلاقات الشخصية ويشعرون بسهولة بالإهانة.
- الاستجابة لذلك بالغضب والازدراء ومحاولة التقليل من شأن الآخرين ليبدو كما لو أنهم يتمتعون بالتفوق.
- يجدون صعوبة في ضبط مشاعرهم وسلوكياتهم.
- يواجهون مشاكل كبيرة في التعامل مع الضغوط والتكيف مع التغيير.
- يشعرون بالاكتئاب والمزاجية لأنهم لا يستوفون الكمال.
- يضمرون شعورًا بعدم الأمان، والخزي، والضعف والمذلة.
الأسباب
يعتبر سبب الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية غير معروف، كما هو الحال مع اضطراب نمو الشخصية واضطرابات الصحة العقلية الأخرى، من المحتمل أن يتسم سبب اضطراب الشخصية النرجسية بالتعقيد، وربما يرتبط اضطراب الشخصية النرجسية بما يلي:
- البيئة، عدم التوافق في العلاقات بين الأطفال والآباء سواء من خلال الإعجاب المفرط أو الانتقاد المفرط بما لا يتوافق بالقدر المناسب مع خبرة الطفل.
- العوامل الوراثية؛ الصفات الموروثة من الأباء والأجداد.
- البيولوجيا العصبية؛ الصلة بين المخ والسلوك والتفكير.
عوامل الخطر
يؤثر اضطراب الشخصية النرجسية على الذكور أكثر من الإناث، وغالبًا ما يبدأ في المراهقين أو في مرحلة مبكرة من سن البلوغ، ضع في اعتبارك أنه على الرغم من أن بعض الأطفال قد يُظهرون سمات النرجسية، قد يكون ذلك ببساطة أمرًا نموذجيًا بالنسبة لسنهم ولا يعني أنهم بصدد التعرض لاضطراب الشخصية النرجسية.
على الرغم من أن سبب اضطراب الشخصية النرجسية غير معروف، يعتقد بعض الباحثين أنه في حالات الأطفال الضعفاء حيويًا، قد يكون هناك تأثير لأنماط تربية الأطفال التي تكون مفرطة في الحماية أو الإهمال، قد يلعب علم الوراثة وعلم الأعصاب أيضًا دورًا في تطوير اضطراب الشخصية النرجسية.
المضاعفات
يمكن أن تتضمن مضاعفات اضطراب الشخصية النرجسية، والحالات الأخرى التي تقترن بها، ما يلي:
- تعقيدات العلاقات.
- مشكلات في العمل أو المدرسة.
- الاكتئاب والقلق.
- مشكلات صحية بدنية.
- إدمان تناول المخدرات أو الكحوليات.
- أفكار أو سلوكيات انتحارية.
الوقاية
نظرًا لعدم وجود سبب معروف لاضطراب الشخصية النرجسية، فليست هناك طريقة معروفة للوقاية من هذه الحالة المرضية. ولكن قد يكون من المفيد:
- توفير العلاج بأسرع وقت ممكن للمشكلات الصحيّة العقليّة في مرحلة الطفولة.
- المشاركة في العلاج العائلي من أجل تعلّم طرق صحيّة للتواصل أو التغلب على النزاعات أو الاضطراب العاطفي.
- حضور دروس التربية والإرشاد والتوجيه مع اختصاصيي العلاج أو الأخصائيين الاجتماعيين عند الحاجة.
اقرأ أيضاً:
أسوأ الشخصيات التي تعاملت معها
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا