لا تصدق كلمة قصيرة تقول لك: الأبحاث تقول كذا!
كل الناس حول العالم يشعرون بالاستياء من أن مديري الشركات والبنوك يتقاضون مرتبات خيالية تصل إلى ملايين الدولارات، تصل إلى مئات الأضعاف لو قارنّا بينها وبين مرتبات الموظف العادي في نفس الشركة أو البنك.
مثل أي منظومة في العالم اليوم، قوة المال تصنع أي شيء، قوة السيطرة على الإعلام، قوة السياسة، قوة الجهات المانحة!
لذلك قامت جريدة وول ستريت جورنال بعمل بحث، طبعًا بتمويل نعرفه!
سؤال البحث هو: هل رواتب الرؤساء التنفيذيين المرتفعة تؤدي إلى كفاءة أعلى للشركات؟
لماذا يحصل الرؤساء التنفيذيون على رواتب خيالية؟
أشار بحث جديد أجرته وول ستريت جورنال إلى أنه كلما ارتفعت معدلات الأجور التي يحصل عليها كبار المسؤولين التنفيذيين مقابل الموظفين، كلما سجلت الشركات معدلات كفاءة إجمالية أعلى فيما يتعلق برضا العملاء وإشراك الموظفين وتطورهم والابتكار والمسؤولية الاجتماعية والقدرة المالية.
يا سلام! هذه ليست نكتة، هذه فعلًا نتيجة البحث!
بالتالي الخلاصة من هذا البحث العلمي أننا يجب أن نقدم مرتبات للمديرين بملايين الجنيهات أو الدولارات، كي تنجح المؤسسة!
طبعًا نحن نعرف أن هذا البحث تم عمله وتمويله لإسكات الرأي العام المعترض على مرتبات المديرين الخيالية!
هذا مثال بسيط من الآلاف من الأبحاث العلمية، والأرقام والإحصائيات التي نسمعها، التي تتلاعب فيها الجهات المانحة والتمويل!
تمويل البحث العلمي ومستهدفات المستقبل
أبحاث تمولها جمعيات المرأة، لتخرج نتائج تؤيد ما يريدون.
أبحاث تمولها شركات أو مؤسسات دولية، لتخرج نتائج تؤيد ما يريدون!
إحصائيات وأبحاث تمولها حكومات ومؤسسات، لتخرج نتائج تؤيد ما يريدون!
حين تسمع نتيجة بحث، أو تجد من يقول لك نتيجة إحصائيات أو أرقام، قبل أن تصدق أو توافق، اسأل عن الجهات التي قامت بتمويل هذا البحث أو تلك الإحصائيات.
اسأل عن طريقة عمل البحث وتعارض المصالح وميول من يقوم بعمل البحث، التي قد تؤثر على نتيجة البحث أو طريقة عمل البحث أو طريقة تحليل النتائج، تؤثر على الحياد والمصالح المريبة، ما نسميه في البحث العلمي bias.
لا تصدق كلمة قصيرة تقول لك: الأبحاث تقول كذا! انظر في تفاصيل البحث قبل أن تصدق أو تكذب.
اقرأ أيضاً:
كيف نبحث عن الحقيقة ونتأكد من صحة الأمر؟
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا