الزي الملابس والأزياء
الزي حرية في إطار أمن المجتمع وعاداته وتقاليده والحفاظ على هويته وثقافته. خلق الله الإنسان عاريًا، نعم! لكن أعطاه بالفطرة والتفكير الكسوف والخجل، وسخر له ما يصنع منه رداءه، وعلمه من أوامر العيب والحرام والإحساس بالحماية والوقاية والأمن والاستمتاع والجمال.
الهدف الأساسي من ثقافة الملابس
الزي له وظيفة ستر الجسد للإحساس بالأمان والوقاية والحماية والسعادة، وليس ستر العقول. ستر العورات غير ستر العقول سواء عورات جسدية أو عقلية. من هنا كان للزي دور ووظيفة وقيمة ومعنى.
تتنوع الأشكال للأزياء باختلاف الزمان والمكان والغرض والهدف من شكله. هذا الاختلاف خاضع لإدراك عقل الإنسان، والتفكير في الابتكار المتجدد للزي والمرتبط بفكر الإنسان وسلوكه من أجل التكيف مع البيئة والمجتمع وفكره وذاته.
تتنوع الأشكال والتصميمات، فمنها من يستر الجسد أو يعري الجسد، ومنها ما يغطي اليدين والأرجل والرأس، نوع من الحماية والتجمل والتميز والوظيفة. غطاء الرأس من قديم الزمن ابتكره الإنسان للحماية مع اختلاف الطبيعة ثم التميز الوظيفي أو الطبقي. إذًا له وظيفة يدركها من يرتديه.
أهمية الملابس في حياتنا
أما البعد الخفي لما يقال إنه الحجاب هو البعد اللا مادي، والبعد المادي هو بعد يرتبط بحرية الإنسان التي تحترم في إطار أمن المجتمع، عندما يتكامل الشكل مع المضمون أو الفكر أيًا كان مصدره.
أما حجاب العقل والفكر هو شيء آخر غير مرتبط بالزي، فكلمة كفر تعني غطى الشيء وأنكر وجوده، فالكفر إنكار وجود الخالق، الكفر بمعنى غطى الشيء، تعني غطى العقل ومنعه من نور التفكير، أخفى العقل ومنعه من التفكير.
الزي، واحد من أشكال حماية الإنسان وسعادته، وقليل من يدرك أين وماذا يرتدي ولماذا. من هنا كانت الإشكالية والفصام بين الشكل والسلوك، الحكاية تفقد قيمتها ودورها عندما تصبح شكلًا دون معنى أو تفكير، لذلك نرى السلوك المتناقض مع الزي.
حتى ستر الجسد له أشكال متعددة متوافقة مع المكان والزمان والبيئة والثقافة، وحدود الحرام فيه تكون نسبية وفق الموقف، مثلًا ما يُرتدى في المنزل غير ما يُرتدى خارجه، ولك القياس.
الملابس والهوية الثقافية
الزي شكل للتميز لأنواع الوظائف والحرف والمرتبطة ببيئة الإنسان، وسلوك الزي وعاداته وتقاليده جزء من الهوية، وعندما أصبح الزي تمايزًا للعنصرية والطائفية والمذاهب والأديان، كان التوظيف الخاطئ للزي، وأصبح شكلًا خاليًا من قيمته، ووظفه أصحاب المصالح دينيًا وسياسيًا.
وعندما تُطمس الهوية الثقافية يفقد الإنسان إطار تميزه وحماية تميزه، وهذا ما حدث في كثير من عالمنا بالتقليد والتبعية الشكلية، وهو توجه متعمد لتجريف الشعوب من تاريخها وطمس هويتها وخصوصيتها وقيمها وعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها.
استعمل البشر للعب هذه الأدوار وتمثيلها كأنهم دمى تحرك بالخيوط فاقدة العقل، تتحرك في حركات منظمة بيد الفاعل العقل المدبر الجاهل المتاجر بعقول البشر، وتتحرك بعشوائية عندما تتحرك من نفسها، لنرى هذه الصور المتناقضة وفصام الشخصية بين الزي والفعل أو السلوك.
هذه هي الحال، للأسف طرح أبعد من الصورة والواقع، إشكالية لم نرها إلا في عالمنا العربي، رغم عمق جذور الثقافة، لعدم إدراك ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا. لهذا نجد هذا الطرح دائمًا يظهر ويختفي كأنه حالة تكشف واقع اللا تفكير في عالمنا، ولو أدركنا هذا ما كنا واقفين بين التأييد والاختلاف ومع وضد والبحث عن مواصفات الزي، كأننا نبحث عن المجهول، وافتعال قضايا تشغلنا عن التفكير الحقيقي لمشكلتنا الواقعية، بدل البحث والتفكير في البديهيات.
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا