مقالاتقضايا شبابية - مقالات

أنا والسوشيال ميديا وهواك

صرنا نقضي الكثير من الوقت على مواقع #التواصل_الاجتماعي اليوم (السوشيال ميديا )، لكن لن يكون هذا موضوع حديثنا اليوم، سنكتفي بالحديث عن من يستمرون في كتابة آرائهم كأنها الحقائق نافذة، يكتبونها بطريقة واثقة توحي لك أن ما تقرؤه الحقائق لا تحتمل المناقشة في حين أن الأمر لم يتعد مجرد رأي أو نظرة تخص الكاتب قرر إعلانها.

الأمر ملفت للنظر حقًا؛ فالاستمرار في قراءة هذا النوع من الآراء يعطيك انطباعًا أن عليك أن تحضر ورقة وقلمًا وتبدأ في تدوين هذه القواعد الحياتية و الحقائق التي إن اتبعتها تنجو من الوقوع في الفخاخ التي وقع فيها من سبقوك ويزداد الأمر سوءًا وتعقيدًا إذا ما كان صاحب المنشور أحد مشاهير السوشيال ميديا الذي يحظى بآلاف اللايك والشير.

 أيضًا فإننا -كمتابعين السوشيال ميديا بشكل يومي- تتأثر آراؤنا إزاء المواضيع المطروحة بما نقرأ من تحليلات لهذه المواضيع من مشاهير السوشيال ميديا في المجالات المختلفة -حسب نوع الموضوع المطروح- مما لا يترك لك فرصة حقًا لتكوين رأي متجرد تثق بأنه رأيك أنت وحدك وليس رأي شخص آخر أملاه عليك بشكل غير مباشر وصرت أنت تردده باستمرار معتقدًا أنه حقائق.

أظن أننا لو أردنا التعامل مع النقطتين السابقتين فإننا يمكن أن نجمع الحل في جملة واحدة هي ( كيف أفرق بين الرأي الشخصي والحقائق المطلقة؟) عند الوصول إلى حل هذا السؤال يمكننا إذًا أن ننظر بطريقة نقضية -منصفة- لما نقرؤه من آراء كل يوم وأن نجلس بهدوء مع أنفسنا محاولين تكوين وجهة نظر تجاه ما يحيط بنا من أحداث.

يمكننا تلخيص الأمر في كلمة واحدة (#الدليل) إن كنت ترى كذا فأرني دليلك على ما تقول فإن صح دليلك صح كلامك وإن لم يصِح أو كان ضعيفًا فإن ما تكتبه عزيزي المدون لا يتعدى كونه رأيك الشخصي وحينها فإنه بإمكانك عزيزي القاري أن تقبله أو ترفضه بحرية تامة وبدون أي شعور بالنقص أو بأن شئ ما هام قد يفوتك.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

حسنٌ، علينا الآن بالطبع أن نتناقش حول معنى أن يكون #الدليل صحيحًا، وأنا في الحقيقة لا أحب السرد وال (١،٢،٣…) وهكذا طرق لذا دعونا نطرح مثالًا يسهل الأمر ويوجزه،

سنفترض وجود حدث جديد في مجتمعك وليكن جارك الجديد في الحي قرر أن يزرع المساحة الخالية أمام بيته وتعالت الأصوات بأنه حتمًا سيفشل لأن (التربة لا تصلح للزراعة) الآن لن تخدعنا كثرة الأصوات القائلة بذلك أو علوها سنأخذ هذه الجملة ونحللها كي نكون موقفًا واضحًا منها.

(التربة لا تصلح للزراعة ) …هل جرب قائل هذه العبارة أن يزرع بنفسه وفشل

هل يملك بحثًا علميًا مؤكدًا عن أن هذه التربة غير صالحة للزراعة

(يمكن أن نجمع النقطتين السابقتين تحت بند التجربة العلمية الصحيحة التي تعتمد على خطوات سليمة وبالتالي تصل إلى نتائج سليمة)

هل يعرف شخصٌ أوأكثر -ممن هم أهل للثقة وليس لهم أي مصلحة في تغيير الحقائق – ممن حاولوا زراعة هذه الأرض من قبل ولم ينجحوا وبالتالي توصلوا لنتيجة أن (هذه الأرض لا تصلح للزراعة)

(وهذه النقطة يمكن إدراجها تحت بند المتواترات وهو أن ترد إليك معلومة من أكثر من مصدر ممن هم أهل للثقة وممن هم ليس لهم أي مصلحة في خداعك أو يمكن القول أنهم ليس لهم مصلحة في الاتفاق على خداعك)

إن كانت الإجابة على إحدى التساؤلات السابقة أو كلها بنعم إذًا يمكننا اعتبار هذه الجملة حقيقة بينما لوكانت الإجابة بلا؛ فالجملة السابقة لا تتعدى كونها رأي يحتمل الصواب أوالخطأ.

 وبالتالي فإن كون الفكرة أو #الرأي منتشر في السوشيال ميديا أو له مؤيدون كثر لا يجعلنا بالضرورة نسلم بصحة هذا الرأي ونفاذه، قد يكون تأييده لمجرد وجود الكثير من المؤيدين من باب أنه (لا يمكن أن يكون كل هؤلاء على خطأ)  أو قد يكون تأييده نتيجة لتوافقه مع تجربة شخصية مرت بك -بالشخص المؤيد- وقام بتعميمها على كل التجارب التي يرى أنها مشابهة لها فيكون الأمر حينها –لو استعملنا المثال السابق- بما أن التربة أمام بيتك غير صالحة للزراعة؛ إذًا التربة أمام كل البيوت في العالم غير صالحة للزراعة، وهو ما يرينا كم أنها نظرة قاصرة للأشياء من حولنا.

#بالعقل_نبدأ
أقرأ ايضاً … الحرية الشخصية بين التحرر والاستعباد
أقرأ ايضاً … القوة الكامنة فى الانسان
أ
قرأ ايضاً … التعميم الاعمى يلاحقنا

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

تسنيم صلاح

باحثة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة