حافظ على عقلك بعيدًا عنهم
الفنون التي نعرفها أنواعها كثيرة مثل الشعر والرسم والتمثيل والغناء، إلخ. عادة مجتمع الفنانين أنه يضم كثيرًا من الشخصيات غير المستقرة نفسيًا، مثل الشخصيات الهيستيرية والعاطفية والمتقلبة، تكون لديهم حرارة الأحاسيس أعلى من الطبيعي، سواء في الارتفاع والرومانسية، أو الانخفاض والغضب، أو التغير والتقلب. هذا ما يرفع قدرتهم على التعبير على نحو مبالغ فيها ومؤثر في الناس، لأن أغلبهم يصدق نفسه ويعيش في الدور، ثم يتغير في لحظة.
الزهرة شديدة الجمال مبهرة الألوان، لكنها سرعان ما تسقط من الأشجار وتفقد لونها ورائحتها وتدوسها الأقدام. تمامًا مثل الممثلات الجميلات! عمرهن الافتراضي قصير جدًا، ومتقلب، ثم يكملن حياتهن في صراع مع علامات الشيخوخة، ورعب وهلع من المستقبل المظلم الكئيب!
حياة الفنانين
هذا النوع من البشر عادة لا يعيش حياة طبيعية بسبب التقلبات العاطفية والنفسية التي تصيبه، لذلك نجد نسبة الطلاق عالية، نسبة الفضائح عالية، نسبة المشكلات عالية، نسبة الإفلاس عالية، نسبة الأمراض النفسية والانتحار عالية، نسبة الاكتئاب عالية، نسبة الإدمان للمخدرات والكحول عالية، نسبة الفساد والانحراف الأخلاقي عالية، في هذا المجتمع!
لأن هؤلاء المبدعين الفنانين عادة تكون حياتهم الشخصية فيها كثير من القرارات الخطأ مما يؤدي إلى تعاستهم في الواقع بعيدًا عن الكاميرات أو التصوير. فنجد مبدعًا حقيقيًا في الرسم أو الشعر أو التمثيل، لكن حياته الشخصية كلها تعاسة وفشل.
بعضهم يقول أن الفنون مرآة الواقع، تعكس وتحكي واقع المجتمعات، لكن الحقيقة تقول أن الفنون محض مبالغات لكل شيء، سواء الشيء أو عكسه.
فنجد مجتمعًا يعاني الرجالَ المائعين المخنثين، نجد فيه أفلامًا عن البطل الخارق القوي، وأيضًا نجد فيه أفلامًا عن الرجل العسول الرقيق المخنث.
نجد مجتمعًا غارقًا في المادية والمال دون أي سعادة روحية، فتجد فنونًا عن التمارين الروحية والصفاء، وفنونًا أخرى تخاطب الغرائز والمال.
أعذب الشعر أكذبه
لذلك فإن الفنون محض تعبيرات مبالغ فيها يكتبها ويرسمها مجموعة من الأشخاص غير المستقرين نفسيًا، ولذلك تحتوي على الألوان المبهرة القادرة على لفت أنظار الناس.
لذلك قالوا لنا قديمًا: أجمل الشعر أكذبه! لأن المبالغات فيه قادرة على تحريك الأحاسيس والعواطف، وتغييب العقل.
لذلك من الحماقة أن يتخذ أحدهم الفنون قدوة، أو يصدق مبالغاتها، لأن الفنون تعتمد على العواطف مع تغييب العقل، وكلما غاب العقل وزادت العواطف، تزايدت قوة الفنون.
العواطف ممتعة، لكنها لا تصلح لبناء ناجح طويل الأمد، ولا تصلح لتخطيط، العواطف دون عقل جنون وفوضى وتقلبات، والعقل دون عواطف ملل وجفاف وقسوة، خير الأمور الوسط، والفنون ليس فيها هذا الوسط.
فلا تصدق الفنانين والفنون، استمتع بمنتجاتهم، لكن لا تقترب كثيرًا منهم كي لا تلسعك نارهم وتقلباتهم النفسية، وحافظ على عقلك بعيدًا عنهم.
مقالات ذات صلة:
«إيغون شيلي».. حين يصطدم الفن بالمرض!
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا