أسرة وطفل - مقالاتمقالات

قضية “ظاهرة أطفال بلا مأوى”

أصبحت  قضية “ظاهرة الأطفال بلا مأوى” محل اهتمام الكثير من الدول في عالمنا اليوم؛ لما لهذه الظاهرة من أبعاد، وما يترتب عليها من آثار في شتَّى نواحي الحياة (الاجتماعية- الاقتصادية- الأمنية- التعليمية)، وقد أولت مصر اهتمامًا كبيرًا بهذه الظاهرة في الفترة الأخيرة؛ وذلك نظرًا لتصاعدها وخطورتها على المجتمع المصري، وقد وضع هذا المجتمع أمام مسئولية كبرى، وواجب قوى يحتم علينا الإسراع برعاية هؤلاء الأطفال، لما يمثلونه من خطر يهدد الأمن العام.

أولًا: تعريف أطفال بلا مأوى:

تعريف منظمة الصحة العالمية لمفهوم الطفل بلا مأوى:

هو الطفل الذي يقضي كل وقته أو معظمه بالشارع؛ نتيجة ظروفه غير المناسبة لحياته السوية، مثل باقي الأطفال، وقدمت الصحة العالمية تصنيفًا للأطفال بلا مأوى من حيث ارتباطهم وانفصالهم عن الأسرة؛ حيث تم تعريف الأطفال بلا مأوى بأنهم الذين يقضون معظم أو بعض أوقاتهم في الشارع، أو كل أوقاتهم فيه، وقد يستمر أو ينقطع ارتباطهم بالأسرة تمامًا.

تعريف منظمة اليونسيف لمفهوم  الأطفال بلا مأوى:

هم الذين يرتبطون بواقع حياة الشارع خلال العمل المنتظم، أو من خلال العمل غير الرسمي، وقد يبيتون بضع ليالٍ، أو يقضون بعض الوقت في الشارع، وأطلق على هؤلاء الأطفال بلا مأوى بأطفال الشوارع، وأما ما يطلق عليهم  أطفال الشوارع، فهم الذين يقيمون في الشوارع بصورة منتظمة، ويعتمدون عليها  في البقاء.

ويتبين لنا أن هناك علاقة وثيقة بين الأطفال والشارع؛ حيث أصبح الشارع هو الكيان المادي والاجتماعي الذي يرتبطون به، وهو المجال الذي يشكل شخصياتهم من كافة الجوانب، ويحقق رغباتهم ويشبع حاجاتهم.

ثانيا: تصنيفات أطفال بلا مأوى (أطفال  الشوارع):

يمكن تصنيف أطفال الشوارع إلى ثلاثة تصنيفات حسبما رأى البعض كالتالي:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الأطفال في الشارع:

وهم الأطفال الذين لهم علاقة بأسرهم، ولديهم منازل، ويعودون في أغلب الأوقات إلى أسرهم للمبيت يوميًا.

أطفال الشارع:

وهم هؤلاء الذين اختاروا  الشارع كمنزل لهم، واتصالهم بأسرهم ضعيف؛ لأنهم يجدون في الشارع المأوى، والمعيشة، والصحبة، ومع ذلك يحافظون على اتصالهم بأسرهم من حين لآخر.

أطفال تم التخلي عنهم:

وهم الذين تمزقت كل روابطهم بأسرهم: إما بفقدانهم، أو بسبب الطلاق، أو نتيجة لهجر أسرهم، ولا محل إقامة لهم ولا مأوى، ويسكنون الحدائق، والجراجات، والأرصفة وأسفل الكباري.

وهناك الكثير من الدراسات التي سبقت، وقامت بها منظمة اليونسكو؛ ما أكد  التصنيف الخاص بأطفال الشوارع، معتبرة أن الأطفال في الشارع هم الذين يعيشون مع أسرهم في الشارع، أو المنازل المهجورة أو الأرض القاحلة، وقد صنفت دراسات اليونسكو الأطفال إلى أطفال مشردين، أو أطفال مشردين أيتام.

الأطفال المشردين

أما عن الأطفال المشردين: فهم هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في الشارع (على سبيل المثال: المباني المهجورة، تحت الكباري، محطات السكك الحديد، محطات الأتوبيس، المداخل، الميادين العامة)؛ ولكنهم لا زالوا يحافظون على اتصالهم مع أسرهم،

في المناسبات التي قد تعيش في المدينة أو مدينة أخري أو في مناطق مدنية؛ حيث يرى هؤلاء الأطفال الشارع كمنزلهم، ويقضون معظم حياتهم في الشارع في مهن التسول، بيع الأدوات المنزلية، بيع الروبيكيا، تلميع الأحذية، مسح السيارات؛ حتي يزيد دخلهم، ودخل أسرهم، وعادة ما يرسل هؤلاء الأطفال المال لأسرهم.

الأطفال المشردين الأيتام

فهؤلاء الذين يعيشون ويعملون في الشارع، وليس لديهم أي اتصال مباشر مع أسرهم، وأنهم قد سبق لهم الهروب من إساءة المعاملة النفسية والجسمية (سواء من إساءة معاملة زوجة الأب أو زوج الأم)؛ حيث يعد هؤلاء الأطفال في هذا الوقت (مشردين وأيتام) في المدينة التي هربوا إليها،

وفي أغلب الأوقات يتعرض هؤلاء الأطفال للتعذيب، أو الضرب المبرح؛ نتيجة للعلاقات الممزقة لأسرهم، وقد يكون هؤلاء الأطفال أيتامًا بالفعل وتخلت عنهم أسرهم، أو لديهم أسر مفككة؛ نتيجة للهجرة من أسرهم، أو الحرب، أو المجاعة، أو الأمراض أو الفقر.

ثالثا: خصائص أطفال بلا مأوى:

أطفال الشوارع

تشير العديد من الدراسات إلى خصائص أطفال الشوارع باعتبارهم إشكالية مرتبطة بالظاهرة، وبالآثار المترتبة عليها، وتؤكد تلك الدراسات على أن هؤلاء الأطفال يتصفون بالكذب المرضي، والسرقة، والنشل، والتخريب، والشغب، والخطورة على الأمن،

والهروب من المنزل والمدرسة، والفشل الدراسي، والتشرد والبطالة والتسول، والعدوان والتمرد على السلطة، وعدم ضبط الانفعالات، والسلوك الجنسي المنحرف، وتعاطي المخدرات والمسكرات، وقد تصل في بعض الأحيان إلى القتل، في حين تتناول بعض الدراسات خصائص أطفال الشوارع، وتشير أنها تتمثل في:

–      لا يوجد لديه قدوة صالحة، فغالبا ما يكون قدوته طفل شارع أكبر منه أو شخص يفرض سيطرته عليه.

–      أغلبهم من الذكور، ومعدل البنات في الشارع لا يمثل ظاهرة على الرغم من قلة عددهن إلا أنهن يوجهن مشكلات أكثر، ويحتجن إلى خدمات ورعاية أكثر.

–      أغلبهم يأتون من أسر فقيرة تعيش في مناطق شعبية قديمة، أو المناطق العشوائية، أو المناطق الريفية والمتطرفة عن المدينة.

–      غالبا ما يكون الطفل أمي أو متسرب من التعليم من المرحلة الابتدائية.

–      عدم الاكتراث بالمستقبل، وليس لديه أهداف واضحة أو خطط مستقبلية أو رؤية واضحة لمستقبله.

–      ليس لديه طموح، وإن وجد يكون طموحا غير واقعي، أو ينحصر في إيجاد مسكن أو مصدر ثابت للطعام أو عمل سهل.

–      يتعاطى أغلب الأطفال في الشارع السجائر – الكلة – الحبوب المخدرة، والبعض منهم يتناول المواد المخدرة مثل: البانجو، والحشيش والأفيون.

–      حياتهم في الشارع تعتمد على الاستمتاع الوقتي أو اللحظي.

–      يعاني طفل الشارع من العديد من المشكلات السلوكية والنفسية.

–      يخاف من الآخرين ويتشكك من نواياهم.

–      يتميز بالانفعال والغيرة الشديدة.

–      لديه تشتت عاطفي، ويتسمون بقيم متناقضة.

–      غالبا ما يكون غير مقتنع بوضعه، أو غير راضٍ عن نفسه.

السمات الإيجابية لدى طفل الشارع

بينما تشير بعض الدراسات إلى وجود بعض السمات الإيجابية لدى طفل الشارع وتتمثل في:

–      حب الحرية وعدم التقيد.

–      الحركة المستمرة.

–      حب اللعب الجماعي.

–      لديه المقدرة على تنظيم نفسه، ومحاولة إيجاد البدائل.

–      يعرف كيف يصمد أمام الحياة القاسية.

–      لديه استعداد لعمل أي شيء.

–      ينضم الطفل إلى جماعة يتوقع منها توفير قدر من الحماية ضد اعتداء الآخرين من غير أعضاء المجموعة.

–      الاعتماد على النفس، والاستعداد لتقديم مقابل أو ثمن لما يحظى به من أشياء أو خدمات، كما يتوقع الحصول على ثمن لأي شيءٍ يقدمه.

–      لديه إحساس بالتضامن أو المساعدة – وخاصة- ناحية الفقراء.

–      لديهم الرغبة في المعرفة؛ ولكنهم يحتاجون إلى برامج خاصة لذلك.

–      أغلب أطفال الشوارع يتمتعون بروح خلَّاقة ومبدعة إذا توافرت لهم العوامل المساعدة.

اقرأ أيضاً: التفكك الأسري ضياع للمجتمع

تعرف على: علاج مشكلة إساءة معاملة الأطفال والخدمة الاجتماعية

رابعا: أسباب ظاهرة أطفال بلا مأوى:

بلغ حجم مشكلة أطفال الشوارع في الوطن العربي وفقًا لما ورد في جمعية ” الإدارة لرعاية الفئات الخاصة” ما بين سبعة وعشرين مليونَ طفلٍ، وتتجلى هذه المشكلة بشكل واضح في مصر؛ حيث يتراوح عدد الأطفال المشردين فيها حوإلى مليوني طفل، ويوجد في مدينة القاهرة وحدها ما يقرب من 90 ألفًا منهم.

وتعدد الأسباب المؤدية إلى تشرد هؤلاء الأطفال؛ حيث يعتبر الطلاق سببًا رئيسيًا في انتشار هذه المشكلة، وحاصة طلاق الأسر الفقيرة؛ حيث أشارت إحدى الدراسات أن 90% من أطفال المشكلة لديهم أباء وأمهات؛ إما أبُ أو أمُ، فهم ليسوا لقطاء.

كما يتسبب الفقر في عدم قدرة الأسرة على رعاية أبنائها، وتغطية احتياجاتهم الرئيسية: من مأكل، ومشرب، وملبس وعلاج، فلا يوجد مأوى؛ فيقوم الأب بطرد ابنه للخروج للشارع رغمًا عنه.

وبأن الأطفال حساسون بطبعهم؛ لذلك المشاكل الأسرية؛ حيث كل توتر يحدث داخل البيت يؤثر سلبًا، فيجد بالشارع ملاذًا لا بأس به بالنسبة لما يعانيه.

ومن جانب آخر اتضح أن معظم الأطفال لم يكملوا تعليمهم لسبب أو لآخر؛ حيث يصبح وقت الفراغ أطول والأفاق المستقبلية أضيق، فينضمون إلى مسيرة التشرد ويمكن تلخيص الأسباب التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة:

أسباب خاصة بالأطفال

أ- أسباب خاصة بالأطفال أنفسهم تدفعهم إلى الشارع، تتمثل في الآتي:

–      الميل إلى الحرية والهروب من الضغوط الأسرية.

–      غياب الاهتمام باللعب والترفيه داخل الأسرة والبحث عنه في الشارع.

–      اللامبالاة من جانب الأسرة، وعدم الاستماع إلى الطفل، والتحاور معه وتلبية حاجاته.

–      حب التملك، فالشارع يتيح له نوعًا من العمل أيًا كان؛ ولكنَّه يدر دخلًا، وقد يكون هذا العمل تسولا أو إتيان أعمال منافية للحشمة والآداب.

–      عند بعض الأطفال يكون الشارع عنصرَ جذبٍ بما فيه من خبرات جديدة ومغامرات للإشباع العاطفي.

أسباب أسرية

ب- أسباب أسرية تتمثل في الآتي:

1-    اليىتم:  فقدان أحد الأبويين أو كليهما قد يكون سببًا في ضعف الرقابة على الأطفال، ومن ثَمَّ انحرافهم أو خروجهم للشارع.

2-    الإقامة لدى الأقارب: بسبب اليتم، أو التصدع الأسري، أو غياب الأب أو الأبوين للعمل في الخارج، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى ضعف الرقابة، أو التعرض للعنف ثم الهرب للشارع.

3-    التفكك الأسري: تشتت الأبناء بين الأب والأم في النهاية يدفع بهم إلى الشارع.

4-    القسوة: سواء من الأبوين، أو من الأقارب والمحيطين، أو حتي من المدرسة.

5-    العنف داخل الأسرة.

6-    التمييز: بين الأبناء داخل الأسرة الواحدة يولد الغيرة بينهم، وقد يدفع الأبناء للهرب إلى الشارع.

7-    الجيرة: فقد تؤدي الإقامة في أحياء شعبية ذات طابعٍ خاص إلى معاشرة مجموعة من الأشخاص المنحرفين.

8-    عمل الأب أو الأم: في بعض الأحيان يكون الأب أو الأم يمارسان عملًا منحرفا؛ وذلك بسبب انحراف الأبناء واحترافهم للعمل نفسه.

9-    هجرة أو سفر: العائل لمدة طويلة.

10 – الإدمان:  وآثاره المدمرة على الأسرة وأفرادها.

11- كثرة النسل: وتلاؤمه مع سوء الحالة الاقتصادية.

12- التقليد:  خاصة أن قرناء السوء يدعون الأبناء إلى الخروج للشارع؛ للعمل، والكسب وتقليد الكبار

أسباب اجتماعية

ج- أسباب اجتماعية تتمثل في الآتي:

1- الهجرة من الريف إلى المدينة:  في الريف تنقص الخدمات، وفرص العمل والترفيه؛ مما يشجع الأطفال على النزوح من الريف إلى المدينة؛ ليكسبوا عيشهم.

2- التسرب المدرسي: أساليب التعليم المتشددة، كما أن بعض الأسر – ولعدم قدرتها على مواجهة المصاريف، والأعباء المدرسية؛ تدفع بأطفالها إلى ترك المدرسة.

3- الظروف الاقتصادية (الفقر): إن الأسرة الفقيرة ليس بمقدورها أن توفر الحاجات الأساسية من: مأكل، وملبس، وعلاج لأطفالها؛ لذلك تسمح لأطفالها بالعمل في الشارع للمشاركة في تأمين كلفة الأعباء الحياتية.

4- الاعتماد على الأطفال: في القيام ببعض الأعباء الأسرية، وخاصة البنات اللآتي يتعرضن إلى العنف والقسوة أثناء الخدمة بالمنازل. (1)

خامسا: الممارسات الضارة للأطفال بلا مأوى:

أطفال الشوارعإنَّ تواجد الأطفال بلا مأوى – بصفة مستمرة- بالشارع؛ يعرضهم بلا شك للعديد من المخاطر التي تؤثر عليهم، وعلى المجتمع، كالإصابة بالأمراض العضوية الناتجة عن التسمم الغذائي؛ بسبب أكل الأطعمة الفاسدة،

والجرب؛ لعدم الاستحمام والتواجد في أماكن قذرة، والسعال المستمر والتعب في الصدر، والإصابة بالجروح والاهمال في علاجها، والتي تؤدي للإصابة بالتيتانوس، والإصابة بالتيفود والملاريا والأنميا، وكذلك تواجد الأطفال في الأماكن المهجورة، والمقابر، وفي الأنفاق يؤدي إلى انتشار بؤرٍ لتكوين جماعات انحرافية،

والتعرض للحوادث بسبب السفر على أسطح القطارات، أو أثناء الهروب من سيارات الشرطة، والممارسات الجنسية، وشم الكلة، والتنر والبنزين؛ حيث يجتمعون حولها للشم؛ لأنها تساعدهم على الهروب المؤقت من مشاكلهم.

ويمارس الأطفال بلا مأوى سلوكيات محفوفة بالخطر، قد تؤدي إلى إصابتهم بالأمراض النفسية أو العضوية على اختلاف أنواعها، ومن أهم تلك الممارسات الضارة:

التدخين في حياة الأطفال بلا مأوى:

يؤدي سلوك المدخنين إلى أضرار صحية بالغة، بل قد يصبح الخطورة الأولى نحو التعاطي فيما بعد، وترجع أسباب التدخين لدى الأطفال إلى حب الاستطلاع، والرغبة في المغامرة، والتقليد والمحاكاة لباقي الأطفال فيما يقومون به من سلوكيات ضارة، وتوفر النقود التي قد يحصل عليها الطفل – وخاصة- من المتسول، وعدم معرفة الطفل بالآثار الضارة للتدخين، والاعتقاد بأن التدخين يؤدي إلى الراحة النفسية والسعادة.

التسول في حياة الأطفال بلا مأوى:

رغم صدور القوانين التي تعاقب وتجرم ظاهرة التسول، إلا أن هذه العقوبات لم تجد من ظاهرة التسول، فقد أشار لكويني شنيير Ekwenye Chinyere  أن الأطفال المتسولين لهم احتياجات متمثلة في: توفير مأوى مناسب لهم، بالإضافة إلى الحماية من الاستغلال الجسدي، والتعذيب، والإجبار على التسول، واحتياجات صحية، وتغذية وملابس.

وتؤكد هيجيب هلين Higbee Helen  أن التسول يؤثر بشكل سلبي على شخصية المتسول؛ حيث إن سمات الشخصية تميل إلى النفاق، والسخط على الآخرين، والتشاؤم والخوف من المستقبل، والشعور بالدونية، والرغبة في الانتقام،

والطفل المتسول Beggary Child  هو الذي يستجدي ويطلب الصدفة والإحسان من الناس بالطريق العام أو المحال العمومية، ويعد متسولا؛ حتي لو تستر بعمل يده بالأعمال المشروعة، مثل بيع سلع تافهة،

كذلك يعرف الطفل المتسول بأنه الطفل الذي يبلغ سن الثانية عشر بعد، ويتخذ من استجداء الناس وسيلة للحصول على المال، ويؤدي مظهره الشخصي إلى استجداء عطف الناس، ويقوم بهذا السلوك عن قصد وبشكل متكرر ومنتظم، ويحدث هذا السلوك نتيجة لإجبار الوالدين أو القائمين على الرعاية.

ويلجأ الأطفال للتسول بسبب الحرمان والعوذ، وعدم التوجيه القيمي السليم نحو الأسإلىب السلوكية الاجتماعية السليمة والبطالة، ورفقاء السوء، ولبئة التسول التي يعيش فيها الطفل حيث يتضح تأثير المتسولين على إغراء الأطفال على التسول.

التسرب من التعليم:

هناك بعض المشاكل التي أدت إلى تفاقم المشكلات التعليمية -خاصة- على أطفال الطبقات الدنيا التي لم تستطع مواجهتها إلا بسحب أطفالنا من هذا النظام ودفعهم إلى سوق العمل أو الشارع، وتتلخص هذه المشاكل في:

سوء العلاقة بين الطالب و المدرسة والإدارة التعليمية، وعدم تلائم المنهج الدراسي واحتياجات الطفل، وقلة عدد المباني الدراسية وسوء حالتها، وارتفاع تكاليف التعليم، وضعف القدرة الاستعابية للمدارس.

وتشير البيانات أن أكبر نسبة تسرب قد حدثت في سن 12 سنة؛ حيث بلغت تللك النسبة 67%، ومن دوافع التسرب (عدم رغبة الأطفال في التعليم، وأن الوالدين هم الذين أخرجوا الطفل من المدرسة بسبب حاجة الأسرة إلى عمل الطفل، وأن الرفاق قد أقنعوهم بترك المدرسة)، وعن أهم الظروف المدرسية الدافعة للتسرب: (قيام المدرسين بضرب التلاميذ، وعدم حب التلاميذ للمواد الدراسية، وعدم قدرة بعض التلاميذ على دفع تكاليف الدروس والمصروفات الدراسية).

والطفل الذي يعاني من صعوبات في التحصيل، والذي تعرض لعقوبات جسدية داخل المدرسة يري أن المدرسة مؤسسة طاردة لا توفر له مناخًا مناسبًا، مما يساهم في اندفاع الطفل للشارع؛ ليجد فيه إشباع لاحتياجاته، والهروب من مشكلاته، وتكون البداية لمشروع أطفال بلا مأوى.

اقرأ أيضاً: التغذية الصحية للأطفال

اقرأ أيضاً: النمو ومهارات التفكير لدى الأطفال

سادسا: الرعاية الاجتماعية لأطفال بلا مأوى:

مفهوم الرعاية الاجتماعية لأطفال الشوارع

تتعدد مفاهيم الرعاية الاجتماعية بما يؤكد على عدم وجود اتفاق بين الكتاب على إحداهما؛ لكي يكون التعبير الأوحد عن جوهرها وفحواها، ويرجع هذا الاختلاف إلى تباين الأيدولوجيات بين الدول، واختلاف البناء الاجتماعي بكل منها، فالرعاية الاجتماعية في دولة نامية تستطيل باقتصاد زراعي تقليدي وتختلف عن ميثلتها في دولة متقدمة تنعم باقتصاد صناعي متقدم،

كما أن الرعاية الاجتماعية في دولة اشتراكية تختلف عن نظرتها في دولة تؤمن بالفلسفة الفردية، وتحلق في سماء النظام الرأسمالي، فالرعاية الاجتماعية وهي ذلك النسق المتوازن من الخدمات الاجتماعية والمنظمات؛

بهدف مد الأفراد والجماعات بالمساعدات التي تحقق مستويات مناسبة للصحة والمعيشة، وتدعيم العلاقات الاجتماعية والشخصية بينهم؛ بما يمكنهم من تنمية قدراتهم، وتطوير مستوى حياتهم بانسجام متناسق مع حجاتهم ومجتمعاتهم.

تعريف الأمم المتحدة

تعريف الأمم المتحدة بأنها: ” نسق منظم للخدمات الاجتماعية والمؤسسات ينشأ لمساعدة الأفراد والجماعات؛ لتحقيق مستويات ملائمة للمعيشة، والصحة، وتستهدف العلاقات الشخصية والاجتماعية التي تسمح للأفراد بتنمية أقصى قدراتهم، وتحقيق تقدمهم؛ حتي يتوافقوا مع حاجات المجتمع.

تعريفات آخرى

ويراها آخر على أنها تهدف إلى مساعدة الإنسان على مقابلة احتياجاته الذاتية والاجتماعية، ويقوم هذا التنظيم على أساس تقديم الرعاية عن طريق الهيئات، والمؤسسات الحكومية والأهلية.

ويعرفها د.عادل رفاعي بأنها ذلكم الكم من الجهود، والخدمات، والبرامج المنظمة الحكومية والأهلية والدولية التي تساعد هؤلاء الذين عجزوا عن إشباع حاجاتهم الضرورية؛ للنمو والتفاعل الإيجابي معًا في نطاق النظم الاجتماعية القائمة؛ لتحقيق أقصي تكيف ممكن مع البيئة الاجتماعية.

أشكال الخدمات الموجهة للتعامل مع ظاهرة أطفال الشوارع

نظرة تحليلية لواقع الرعاية، وأشكال الخدمات الموجهة للتعامل مع ظاهرة أطفال الشوارع:

إن ظاهرة أطفال الشوارع وما تحدثه من أضرار على الطفل ذاته، وعلى المجتع ككل أوجبت ضرورة اهتمام المجتمع بالتدخل للتصدي لهذه الظاهرة، بخاصة وأن هناك اهتمام من جانب دول العالم، وما قررته اتفاقية جحقوق الطفل من التركيز على رعاية وحماية الأطفال،

هذا بصقة عامة، وبصفة خاصة- فقد اهتمت مصر بالاهتمام بحماية الطفل إذ اعتبرت العشر سنوات (1990م -1998م) العقد الأول لرعاية وحماية الأطفال، ونظرا لأهمية المرحلة فقد حدد العشر سنوات التالية لهم من (2000 م- 2010م) العقد الثاني لحماية ورعاية الطفل، كما ظهر الاهتمام من خلال مجموعة من الخدمات التي تقدم لهؤلاء الأطفال:

مراكز الاستقبال النهارية:

وهي من أشكال الرعاية الموجهة للتعامل مع أطفال الشوارع، والفلسفة الأساسية التي توجه العمل بهذه المراكز هي التواصل مع أطفال الشوارع، وربطهم عن رضاء من جانبهم للاستفادة من الخدمات التي تقدمها المراكز أثناء فترة النهار، وذلك للاستفادة من خدماتها، إذ أن هذه المراكز تقدم مجموعة من الخدمات الصحية، والتعليمية، والاقتصادية، والترويحية التي يحتاجها هؤلاء الأطفال .

ويعتمد المركز على دور مهم يجب أن يقوم به الأخصائي الاجتماعي، وهو الأخصائي الاجتماعي المتحول، وهو دور مكمل لمراكز الاستقبال النهارية، إذ يتطلب من الأخصائي الاجتماعي النزول للشارع، وأماكن تجمعهم ومحاولة جذبهم للاستفادة من خدمات المراكز.

صعوبات وتحديات تواجه مراكز الاستقبال النهارية

رغم خطورة الهدف الذي تسعيى هذه المراكز إلى تحقيقه فإنها تواجه العديد من الصعوبات والتحديات التي قد تجعل عملها لا يحقق الهدف منها، وتتمثل هذه التحديات فيما يلي:

  • أن هذه المراكز تقدم خدماتها نهارا فقط، وبعدها يرجع الطفل إلى حياة الشارع، وهنا يقع الطفل تحت صراع أيهما أقوي المركز بخدماته أم الشارع بما فيه من مكاسب مادية ومعنوية؟ من وجهة نظر الطفل مع تعوده الإقامة عليها.
  • قد لا يعرف الكثير من الأطفال أماكن هذه المراكز والخدمات التي تقدمها.
  • نسبة التردد على هذه الأماكن ضعيف.
  • مستوي تأثير الخدمات المقدمة للأطفال المترددين على هذه المراكز متوسط، وقد اتضح ذلك من دراسة (ذكية عبدالقادر، 2004م)، ويرجع ذلك إلى أن الخدمات لا تقدم طوال اليوم، وعدم انتظام الأطفال في الحضور للاستفادة من هذه المراكز.
  • عدم تفعيل الخدمات التي يقدمها المركز لهؤلاء الأطفال .
  • ضعف مهارات الأخصائي الاجتماعي في التأثير على أطفال الشوارع واستقطابهم
  • عدم توافر الصلاحيات التي تمكن الأخصائي الاجتماعي من استقطاب الأطفال للمركز.
  • تعرض الأخصائي الاجتماعي في حالة نزوله للعديد من المخاطر الاجتماعية والصحية والأمنية التي تجعله لا يهتم بالنزول للأطفال في أماكن تواجههم بالشارع.

الإقامة المؤقتة:

وهذا النوع من الخدمات يكون بالمؤسسة كاملة (ليلًا – نهارًا) لمدة قصيرة لا تتجاوز الشهرين؛ تمهيدا لإلحاق الطفل ببرامج التأهيل المناسبة، وهنا يتم تهيئة الطفل نفسيا واجتماعيا؛ للإقامة الدائمة، وأثناء هذه الإقامة يدرس الأخصائي الاجتماعي العوامل التي أدت إلى إقامة الطفل بالشارع، والمخاطر التي تعرض لها الطفل بالشارع، وتعديل الاتجاهات الإيجابية نحو الشارع، وقمع السلوك السلبي.

برامج جمع شمل الأسرة:

هذا البرنامج يركز على البحث عن الظروف الأسرية التي أدت بالطفل للخروج للشارع، وإن كان هناك إمكانية تعديل هذه الظروف، ومحاولة دمج الطفل في حياة الأسرة.

ولكي تتم هذه البرامج بشكل فعال يجب أن:

–      التركيز على معرقة الظروف الأسرية، ومناقشة هذه الظروف مع الطفل

–      معرفة مكان الأسرة ومحاولة الاتصال بها

–      معرفة اتجاهات الطفل نحو الأسرة، وتعديل الاتجاهات السلبية.

–      محاولة مساعدة الأسر؛ للتصدي للظروف التي كانت سبب في خروج الطفل للشارع

–      إرجاع الطفل للأسرة بعد التأكد من دعم العلاقة الوالدية بين الطفل والوالدين أو الموجود منهم.

–      متابعة تواجد الطفل داخل أسرته؛ لمعرفة المشكلات ومواجهتها لتحقيق الوئام الأسري.

الإقامة الدائمة:

يعتمد هذا النوع من الرعاية على الإقامة الدائمة للطفل داخل المؤسسة البديلة عن الأسرة، ويتم معرفة ميول الطفل، واتجاهاته التعليمية والمهنية، إذ يتم إلحاقهم بالتعليم أو محو الأمية أو التأهيل المهني، وذلك كنوع من التأهيل للحياة السوية.

سابعا: مشروعات الرعاية الاجتماعية لأطفال الشوارع

مشروع مسح أطفال الشوارع:

قام المجلس القومي للطفولة والأمومة بهذا المسح في المحافظات التي تمثل تجمعات الأطفال (القاهرة – الإسكندرية – الجيزة – القليوبية) في ديسمبر 2007م، يهدف حصر أعداد أطفال الشوارع بالمحافظات المستهدفة، وخصائصهم الديمجرافية، والتعرف على أهم أسباب هروب الأطفال إلى الشارع

، والخدمات المقدمة من الجمعيات الأهلية لأطفال في الشارع، والتعرف على المشكلة التي يوجهونها، وتحديد الاحتياجات اللازمة لإعادة تأهيل وإدماج أطفال الشوارع، وخرج المسح بنتائج جيدة عن أسباب المشكلة، وسمات هؤلاء الأطفال وأماكن تركزهم وكذلك حجم ونوع الخدمات التي يحصلون عليها،

والمستوي الاقتصادي لأسرهم، وقدر التعليم الذي حصلوا عليه، وأظهرت نتائج المسح أن العنف هو السبب الرئيسي لهروب الأطفال من الأسرة، وأن أغلبهم لم يكمل مرحلة التعليم الابتدئي، وأن معظم أسرهم  تعاني من الفقر والتفكك الأسري، وبلغ عدد أطفال الشوارع في هذه المحافظات (9111) طفلًا.

مشروع حماية أطفال الشوارع من المخدرات:

وهو مشروع تجريبي تم تنفيذه بتمويل من السفارة الدنماركية بالقاهرة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات، استهدف المشروع رفع وبناء قدرات العاملين والمتعاملين مع أطفال الشوارع في مؤسسات الرعاية الاجتماعية،

وأجهزة الشرطة، والجمعيات الأهلية، ثم من خلال المشروع: إعداد دليل عمل تدريبي (عملي – نظري) للمتعاملين مع أطفال الشوارع، وتوفير الدعم الفني والمادي اللازم لتطوير المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الأهلية العاملة في مجال رعاية طفل الشارع،

وبناء قدرات العاملين في مؤسسات الإعلام والدفاع الاجتماعي، وإدارة الأحداث، وعدد من الجمعيات الأهلية العاملة في مجال أطفال  الشوارع.

مشروع مركز استقبال الأطفال الشوارع بمدينة السلام:

وقد تم الانتهاء من أعمال التجهيز بمقر المشروع الذي ينفذه المجلس القومي للطفولة والأمومة في حي الحرفيين بمدينة السلام بالقاهرة بالتعاون مع نادي ليونز شمال القاهرة وجمعية أهلية بلجيكية، والذي يهدف من خلاله إلى تأهيل أطفال الشوارع،

وإعادة دمجهم بالأسرة، وتقديم خدمات الرعاية الصحية والغذائية، والنفسية، والاجتماعية، والمهنية والترويحية لهم مع العمل على تقوية العلاقة بين الأطفال وأسرهم، ومساعدة الأسرة على الوفاء بمسؤلياتهم، إلى جانب بناء قدرات أطفال الشوارع بواسطة برامج التعليم والتدريب المهني، والتأكيد على أن المكان الأساسي لرعاية الطفل هو أسرته.

واتساقا مع الاتفاقيات الدولية ذات الصلة التي انضمت إليها مصر، تحتوي التشريعات المصرية على أنه إذا تعرض الطفل داخل الأسرة، أو المدرسة أو مؤسسات الرعاية، أو غيرها للتحريض على الاستعمال غير المشروع للمخدرات أو الكحوليات،

أو العنف، أو الأعمال المنافية للآداب، أو الأعمال الإباحية، أو الاستغلال التجاري، أو التحرش، أو الاستغلال الجنسي، كلها جرائم يعاقب عليها القانون، كما تم استحداث مادة لحماية أطفال الشوارع من الأخطار في تعديلات قانون الطفل.

استراتيجية مقترحة للعمل مع أطفال الشوارع:

أطفال الشوارع

التدخل على مستوى المجتمع:

والمقصود بذلك المجتمع ككل في حالة انتشار الظاهرة، أو على المجتمعات المحلية المحيطة بالطفل والشارع والأقران والأسر، وذلك من خلال التوعية العامة وتعبئة مصادر الرعاية في المجتمع باختلاف مستوياتها، لإيجاد التفاعل بين الطفل والأسرة، وبينهما وبين مصادر الخدمات في المجتمع.

التدخل على مستوى مركز تقديم الخدمات:

وذلك من خلال تطوير المراكز المتخصصة لإيواء أطفال الشوارع ورعاياتهم، أو الأطفال الجانحين ومن يشابههم، أو من خلال المراكز الأخري المتخصصة في تقديم برامج معينة، صحية كانت أو تعليمية، تأهيلية كانت أم ترفيهية، ورعاية كانت أم تنموية؛ حتى يمكن لها أن تقبل طفل الشارع ونجري مصالحة بينه وبين المجتمع، وتسهم في إيجاد شبكة من العلاقات البيئية (أي فيما بينها) من أجل الطفل.

التدخل على مستوى الشارع:

وذلك من خلال تطوير برامج الاتصال بطفل الشارع، والتأثير والتفاعل المباشر مع الظاهرة في الأماكن الطبيعية لوجود الطفل، وما يتبع ذلك من وضع تقنيات للعمل بالشارع، وإعداد ما يسمي بمعلمي الشارع الذين يكون لهم من القدرات ما يمكنهم من كسب ثقة الأطفال، ومن ثم التعامل معهم بمهارة، أن المحاور الثلاثة ليست بدائل؛ ولكنها تعمل معًا بصورة متكاملة تساعدها على التصدي الجاد والشامل للظاهرة.

تفعيل دور المنظمات غير الحكومية في مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع:

على الرغم من الدور الأساسي الذي يجب على الدولة القيام من خلال مؤسساتها ذات العلاقة بظواهر الأطفال في خطر، ومن أبرزها ظاهرة أطفال الشوارع، خاصة من حيث وضع السياسات والخطط والتنسيق بين الفاعلين، فإن المنظمات غير الحكومية تعتبر هي الفاعل المؤهل للتعامل مباشرة مع هذه الظاهرة،

أي على مستوي تنفيذ البرامج والمشروعات الخاصة بحماية وتأهيل أطفال  الشوارع؛ وذلك لأن الطبيعة غير الرسمية تجعل المنظمة والعاملين فيها أقرب إلى نبض المواطنين، وأقدر على الوعي بمشاكل الأطفال والتواصل معهم، كما أن الطبيعة التطوعية للعمل فيها تجعل تعامل العاملين في حل المشاكل أكثر إنسانية،

وأكثر قدرة على تبني الرؤية الايجابية نحو الأطفال -خاصة- وأنهم حصلوا على التدريب المناسب، كذلك يمكن للمنظمات غير الحكومية الدفاعية أن تقوم بالتوعية، وبتغيير الرؤية السلبية نحو هؤلاء الأطفال،

كما أنها أكثر قدرة على التمويل، وجمع التبرعات من أجل إقامة مراكز الاستقبال والإيواء المؤقت أو الدائم، كذلك يمكن توفير فرص التدريب والتأهيل المهني لهؤلاء الأطفال بمساعدة الوزارات والمؤسسات المعنية بالمشكلة.

بناء القدرات وتفعيل دور المنظمات غير الحكومية:

يرتبط بناء قدرات المنظمات غير الحكومية كمفهوم بالرغبة في زيادة فاعلية المنظمات، وتعظيم قدراتها على إنجاز أهدافها، وترتبط  فاعلية الدور الذي يمكن أن تقوم به المنظمات غير الحكومية بالمنظور الذي يتحدد على رأسه حجم ونوعية الدور الذي تقوم به، فهو من ناحية يمكن أن يكون دورًا وظيفيًا يأخذ في الاعتبار وظيفة المنظمات غير الحكومية في تقديم الرعاية للفقراء والمحتاجين، وإشباع حاجات خدمية لفئات اجتماعية معينة أو المجتمع بشكل عام.

وفي نفس الصدد يجب ضرورة تفعيل المنظمات غير الحكومية من خلال بناء قدراتها لمواجهة مشكلة أطفال الشوارع وأن بناء المنظمات غير الحكومية لا بد وأن يكون هدفًا استراتيجيًا للحكومات.

ومن المهم أن تشمل المنظمة الكوادر مدربة على مهارات البحث الاجتماعي، وطرق التقييم السريع اللازمة؛ لتحديد مشكلات أطفال الشوارع المعنيين واحتياجات المجتمع المحلي الذي تنشط فيه.

المصادر والمراجع

(1) نصيف فهمي منقريوس ” أطفالنا في خطر (أطفال بلا مأوى – عمالة الأطفال – الأطفال المعاقون)” (الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، 2009م).

(2) حنان صابر أحمد ” أطفال الشوارع بين الرعاية والتهميش في ظل العولمة ” (القاهرة، عالم الكتب، 2011م).

(3) إيهاب عبد الخالق محمد ” التوافق الاجتماعي لأطفال الشوارع “.

(4) فوزية محمود النجاحي، إكرام حمودة الجندي ” الأبعاد الاجتماعية لظاهرة تشرد الأطفال، خطورة أطفال الشوارع (الأسباب – المشاكل – الحلول وسبل العلاج)” (القاهرة، جار الكتاب الحديث، 2015م).

(5) خالد محمد حسانين ” استخدام برنامج تأهيلي في خدمة الجماعة لوقاية الأطفال بلا مأوى من مخاطر بعض الممارسات الضارة ” (المؤتمر العلمي الدولي الرابع والعشرون للخدمة الاجتماعية (مصر، الخدمة الاجتماعية والعدالة الاجتماعية) مج 1، 2011م).

(6) عادل محمود رفاعي ” الخدمة الاجتماعية في مجال تأهيل ورعاية الأطفال الشوارع ” (القاهرة، دار الفكر العربي، 2013م).

(7) زكية عبد القادر خليل ” مدخل الممارسة في مجالات الخدمة الاجتماعية ” (القاهرة، مكتبة الأنحلو المصرية، 2011م).

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

الغزالي رشاد محمد الغرباوي

باحث دكتوراة بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان