مقالاتعلم نفس وأخلاق - مقالات

أسوأ الشخصيات التي تعاملت معها

من أسوأ الشخصيات التي تعاملت معها في حياتي هو ذلك الشخص الذي يتكبر على مهنته ويشعر بأنه أرقى منها بكثير، ومع ذلك يستمر في عمله متأففا مستكبرا كأن على رأسه ريشة!

ولا يأخذ في اعتباره أن كل المهن مهمة وكل الناس في حقيقة الأمر خدام لبعضهم البعض، ولا أحد يستطيع أن يستغني عن الآخرين وخدماتهم، فعامل النظافة في الشوارع مهم، ويساعد في تجميل المكان ويكون سببا في وقايتنا من الكثير من الأمراض حين يؤدي وظيفته بإتقان!

وللشاعر محمود درويش بيت شعر جميل يقول فيه:

إن مشيت على شارع لا يؤدي إلي هاوية .. فقل لمن يجمعون القمامة شكرا

وبالأمس ركبت مع سائق تاكسي، قد وقف لي ولم يقف لزبون قبلي! وبادرني قائلا بانفعال وغطرسة “أصله بيشاورلي وبيقوللي بسسس! هو أنا قطة ولا معزة! المفروض الزبون يبقى محترم ويشاور للتاكسي باحترام!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فاستغربت وقلت له “انت راجل بتاكل عيش، وأهم حاجة الزبون يدفع لك الأجرة بتاعتك ومش هتفرق كتير يشاورلك ازاي أو يقول بسسس ولا نووو! هو بيقول على قد معرفته” وشعرت بأنه لم يقتنع وكأنه يريد من الزبون أن ينحني له احتراما وخشوعا قبل أن يركب معه التاكسي!

وتذكرت ممرضا كان أيضا يتعامل مع مهنته بتعال شديد، ويعتبر أمر الطبيب له بإعطاء حقنة أو تركيب محلول بمثابة الإهانة لكرامته!

ومن المشروع أن يحاول الإنسان تغيير مهنته إذا كان لا يحترمها في قرارة نفسه وينتقل إلى مهنة أخرى تناسبه، لكن طالما عملت بها؛ فلا بد أن تتحملها ولا تخرج عقد نقصك على زملاء وعملاء هذه المهنة.

اقرأ أيضاً:

احذر من النرجسية

الأبعاد الجمالية لأخلاقيات البيئة

لماذا لا أرى إلا نفسي؟

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

د. محمد فهمي

طبيب أمراض باطنة عامة