إذا وثقت بنفسك ستستطيع فعل كل شئ, أنظر إلى نصف الكوب الممتلئ, سحر التنمية البشرية
التنمية البشرية: هذا المفهوم منتشر فى أوساط كثيرة بين الشباب والجامعات والمعاهد ومراكز الدورات أيضا, حتى إنه توجد مراكز خاصة بتدريس وتعليمها فقط, وهذا يجعلنا نتوقف قليلا لكى نتعمق فى فهم هذا العلم وتقييمه.
ما الذى يميز “التنمية البشرية” وينقلها من خانة “علم اختيارى” إلى “ظاهرة” ؟
نبدأ بنظرة تاريخية لهذا العلم: ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية لتكون الأمم المتحدة هى الرائدة لتصدير هذا العلم للعالم مساعدة منها لتطوير التعليم والمهارات والإدارة فى الدول الاخرى، ومع مرور الوقت يتحول مصطلح التنمية البشرية من إصلاحات سياسية وإدارية على المستوى المجتمعى بصفة عامة ليسقط بصورة فردية على مستوى الفرد لكى ينمّى مهاراتة بصفة خاصة، فيتضح لنا أننا لسنا إلا أمام ( مفهوم غربى ) ضمن الأدوات الاستعمارية والحرب الناعمة يستغل بعض الأساليب لنشر سيطرتة وهيمنته.
ننتقل إلى نظرة لغوية لمصطلح التنمية البشرية:
أولا المقصود بالتنمية عموما هو إعطاء الاهتمام إلى بعض الأجزاء لكى تنمو وتصل إلى كمالها، وبما إنها بشرية إذن هى خاصة بالاهتمام بالإنسان لكى تنمِّي قدراته وإمكانياته حتى يصل إلى كماله ويحقق ذاته. وللوهلة الأولى لا يختلف أحد على ذلك المضمون.
وبعد “متى”و”ما” تتبقى الإجابة عن “لماذا”. هل هذا هو ما تطبقه التنمية البشرية التى تُدرس على أرض الواقع ؟
فى الحقيقة عندما نقارن بين ماهو مأمول وفق هذا المفهوم وبين ما يدرس تحت مسمى علم التنمية البشرية نجد فجوة عظيمة, حيث نرى سطحية يتعامل بها المدربون مع الطبيعة البشرية فتضع لنا أنها أطرا محدودة جدا تختزل فيها الشخصية الإنسانية وفق بعض الأنماط أو الكاريزمات (على أسس غير علمية وغيرمثبتة أو دقيقة وظنية) ليتم التوصل لملامح الشخصيات وتصنيفها عن طريق بعض الأسئلة الحياتية التى تتنافى مع الأصول العلمية لدراسة النفس البشرية , فالقادر على تصنيف تلك الشخصيات أو بالأحرى دوافعها هو الإخصائى النفسى المتخصص فى دراسة علمية ومنهجية لعلم النفس وليس مدرب التنمية البشرية، لتفتح الباب لكل من تراكمت لديه #الخبرات بتلك الأمور ليصبح مدرب التنمية البشرية هو عالم النفس ومن هنا يتكون الصيت والسمعة التي تجذب الكثيرين تحت العديد من العناوين: ( كيف تصبح قائدا رائعا ؟ كيف تكون شخصا متفوقا؟ ) والعديد من العبارات الرنّانة التى تجذب الشباب الراغب فى مقامات عالية فى أقل وقت وتكلفة ممكنة, وفى جانب آخر, جنى الكثير من الأموال للمدربين والمراكز الثقافية.
توجد بعض الفوائد التى ترتجى منها كشحذ النفس بالطاقة الإيجابية والأمل وبعض الأمور الجزئية التى تدعمها علوم الإدارة مثل ( فنون التفاوض و تنظيم الوقت ).
مشكلتنا مع التنمية البشرية
فى الختام, مشكلتنا معها أنها تهتم بالأمور الجزئية التفصيلية دون الانطلاق وفق قيم كلية ومعايير واضحة وذلك يفتح الباب للبعض لكى ينزع لقب علم من التنمية البشرية، فأى علم لابد أن يكون راجعا إلى رؤية للواقع أو نظرية فكرية وأن يستند إلى ثوابت وأبحاث علمية.
كما أن بعض ما تقدمه التنمية البشرية هو نتاج تجارب حياتية للبعض، وهى حُجّة على من قام بها وليست تصلح للجميع.
فالإنسان العاقل هو من تكون قناعاته الكلية وفق براهين يقينية حتى لايكون مثل الريشة فى مهب الريح
.
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.
