سارق ومسروق

إنها اللعنة، نعم هي، حيث يطارد وجه المسروق وكلماته عينيَّ السارق وأذنيه في كل مكان، فهو كلما نظر إلى شيء رأى المسروق، وإن أنصت إلى شيء سمعه، ومهما حاول أن يتجاهل هذا أو يتناساه فإنه لا يقدر أبدا، لكنه لا يكف عن المحاولة.

نحن أمام قصة نفسية ورمزية، من يقرأها على مهل وبوعي، ربما يجدها قد لخصت الكثير مما يجري في حياتنا الآن وهنا، وتنجلي فيها حال بلد بأكمله، فالسارق يتبجح ويبرر لنفسه وغيره ما فعل، بل يضع حذاءه الثقيل على عنق المسروق، الذي لا يملك سوى الصمت والانكسار، وغاية ما يقدر عليه هو أن يرسل طيفه وصدى صوته كي يطارد اللص صاحب الأربعين وجها، لكن الأيام تثبت أن هذا ليس بالهين.

مقدمة أ. عمار علي حسن عن المتتالية القصصية

سارق ومسروق

أربعون وجها للص واحد

متتالية قصصية

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.