ألم تتسائل يوما عن كيف تم إختراع اللغة؟ ومن هو مخترعها؟
إن اللغة تعتبر بمثابة الوسيلة للتواصل بين الكائنات الحية بعضها البعض، فهي تساعدهم علي التفاهم فيما بينهم في جميع أمور حياتهم. واللغة هي مجرد رابط بين الدال والمدلول وقد يكون هذا الدال كلمة أو حركة أو صوت ولكنه في النهاية متفق عليه بين المجموعة الواحدة علي أنه يدل علي شئ معين.
ونحن إذا حاولنا تحليل حالة التطور للغتنا فسنجد أنها منذ نشأتها وهي في حالة تطور، فمثلا المصطلحات التي نستخدمها اليوم تختلف عن #المصطلحات التي كان يستخدمها آباؤنا و أجدادنا، ومع التقدم التكنولوجي و وجود مخترعات حديثة نجد أننا نضيف كلمات جديدة للغتنا لم تكن موجودة من قبل وهكذا فإن اللغة في حالة تطور مستمر.
لكن من أين نشأت #اللغة ؟ في ظل الإجابة علي هذا التساؤل ظهرت عدة نظريات محاولة تفسير نشوء اللغة أهمها :
أولا نظرية التوقيف :-
وهذه النظرية تقول بأن اللغة منحة إلهية لا دخل للإنسان في وضعها، وأول المتحدثين بهذه النظرية هو الفيلسوف هيرقليطس و أستمرت هذه النظرية حتي العصور الوسطي ولاقت قبولا عند رجال الدين المسيحي وبعد ظهور الإسلام إزدادت قوة بفضل الآية القرآنية “وعلم آدم الاسماء كلها”.
ومن مؤيدي هذه النظرية أيضا المفكر الفرنسي دي بونالد الذي قال بأن الإنسان لا يقدر علي خلق شئ ما لم يكن لديه فكرة صريحة عنه ولكي يحصل علي هذه الفكرة الصريحة ينبغي له أن يعبر عنها، إذن اللغة ضرورية الوجود مما يفيد بأنها ليست عمل القوى البشرية وأنها من عند الله.
ثانيا نظرية الاصطلاح :-
وهذه النظرية تقول بأن اللغة نشأت بالتواضع والاصطلاح الذي يتم بين أفراد المجتمع الواحد لكي يستطيعوا التواصل فيما بينهم، وأول المتحدثين بهذه النظرية هو الفيلسوف ديمقريطس حيث اعتبر أن منشأ اللغة تواطئية لأن الشئ الواحد كثيراً مايقبل عدة مسميات وانتهي ديمقريطس للقول بأن الأسماء تعطي للأشياء من لدن الإنسان لا من لدن قوة إلهية.
ثالثا نظرية المحاكاة :-
وهذه النظرية تعتبر أن اللغة نشأت عن طريق محاكاة الإنسان للطبيعة المحيطة به كوجود بعض الألفاظ التي تعتبر صدي لأصوات الطبيعة كالخرير والحفيف والعواء، ومن أقدم الأقوال حول هذه النظرية كانت للفراهيدي وتلميذه سيبويه.
والآن دعونا نعرض هذه النظريات الثلاث علي العقل لعلنا نصل لحقيقة نشوء اللغة، فبدايةً بنظرية المحاكاة فإننا نجد فيها مبالغة فلو كانت اللغة كلها محاكاة لأصوات الطبيعة لما تعددت لغات العالم كما أنه يوجد الكثير من المصطلحات لا وجود لها بين أصوات الطبيعة لذا فنحن لا نستطيع أن نرد كل الألفاظ إلي محاكاة الطبيعة كما أننا لا نستطيع إهمال هذه النظرية إهمالا تاماً، وبعرض نظرية الاصطلاح علي العقل نجد أنه بالرغم من أن قسما كبيرا من مفردات اللغة ومصطلحاتها قد وضع عبر الاصطلاح وهذا ما تقوم به مجامع اللغة إلا أن ذلك لا يعني أن اللغة كلها وضعت علي هذا الأساس، وبعرض نظرية التوقيف أيضاً فنجد أنه لو أن الله أعطي آدم كل الأسماء والكلمات لكان أُعطي كلمات لم يعرف معناها في ذلك العصر كالمخترعات مثلا و لكن لم تصلنا مما نقل إلينا كلمات كهذه، وأيضاً لكان العالم كله يملك نفس هذه اللغة الأولي، ولكن بالبحث في تفسير الآية القرآنية السابق ذكرها نجد بعض التفاسير التي تقول بأن توقيف اللغة مقصور علي تعليم الله لآدم الكلمات التي يحتاجها فقط بالإضافة لمنحه القدرة علي تسمية الأشياء الجديدة التي سيقابلها في حياته.
لذا يمكننا القول بأن نشوء اللغة ربما كان في البداية توقيفيا ثم بعد ذلك أصبح اصطلاحيا وتواضعيا مع المخترعات والاكتشافات الحديثة وأصبحت تنتقل جيلا بعد جيل فالطفل يتكلم لغة والديه كما أنه يوجد جزء صغير في اللغة نشأ عن طريق محاكاة الإنسان للطبيعة
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.
.
#بالعقل_نبدأ