إصداراتمقالات

رياضة الروح

كما أن للبدن كمالا من الممكن أن يصل إليه عن طريق ممارسة الرياضة الخاصة به، والتى تساعد على تقوية البدن والحصول على بدن قوى و سليم و معافى ،فكذلك الوضع بالنسبه للروح

فإن للنفس أو الروح الرياضة الخاصة بها أيضا والتى تساعدها على الوصول إلى كمالها لنحصل على روح قوية تملك من الإرادة والعزيمة والإيمان التى تقف بهم بجانب الحق لتدافع عنه. ولكن ما هى الرياضة الخاصة بالروح ؟ وكيف لنا أن نفعل ذلك ؟
إننا نستطيع أن نقدم للجسد الرياضة الخاصة به لأننا نراه
أما الروح (النفس ) فإننا لا نراها ، فكيف نستطيع ذلك؟!!
إن الله قد خلق الإنسان مكونا من جسد وروح ، ولكل منهما الاحتياجات الخاصة به ، ولكن المشكلة التى تحدث أن هناك الكثير من الأشخاص يهتمون باحتياجات الجسد ، ويغفلون عن احتياجات الروح ،
وقد يقول قائل: إن هذا يحدث لأننا نرى الجسد ولا نستطيع أن نرى الروح .
فهل هذا سبب لإغفال احتياجات الروح ؟!! لأننا لا نستطيع أن نراه !!
إن الروح تشعر وتحس وتفرح وتتألم …
فالجسد مثل الأكمام ، والروح مثل الأيدى التى تحجبها وتغطيها الأكمام عن عيوننا ،
وقد أدرك ذلك بعض الأشخاص فسعوا واهتموا بتقديم الرياضة الخاصة بروحهم ولم يغفلوا عنها فقد وعوا أنها جزء منهم كما الجسد جزء منهم ،
ولكن كيف فعلوا ذلك ؟!!
إن فلسفة الرياضة الروحية تقوم أساسا وتعتمد على “مجاهدة النفس ومخالفة الهوى ” كالتمرن لتقوية العضلات الجسدية ، وكلما دربنا أرواحنا على مخالفة الهوى كلما قويت أرواحنا كما تقوى أجسامنا ،
إن الذين لا يمارسون تلك الرياضة الروحية (مجاهدة النفس ومخالفة الهوى ) ستضعف روحهم كما تضعف أجسام الذين لا يمارسون الرياضية الجسمانية،
وكلما ضعفت أصبحت الروح أسيرة للهوى ولشهوات الجسد وبذلك لن تملك الإرادة الكافية لردع تلك الشهوات ،
وعندما تضعف الروح سيضعف العقل لأن الروح لم توفر للعقل الأجواء المناسبة ليستطيع أن يفكر بحيادية بعيدا عن تأثير تلك الشهوات والرغبات ، فسيكون ضعف الروح مانع كبير من موانع التفكير الصحيح ،
فكم من عقل أسير عند هوى أمير !!
وهنا من يريد أن يحافظ على سلامة عقله ، ينبغى عليه أن يقوى روحه بتوفير الرياضة النفسانية الخاصة بها ألا وهى مجاهدة النفس ومخالفة الهوى حتى تترك ما تحب ونحملها على القيام بما لا تحب حتى تحب القيام بما لاتحب ،
وفى النهاية تذكروا شيئا مهما جدا وهو أن الموت لا يعنى موت الروح ، بل يعنى موت الجسد فقط ، فالروح لا تعرف الموت أبدا ، وإن لم نحررها الآن فى الدنيا ونخلصها من أسر الشهوات والأهواء ، فعند الموت ستتحرر منك وستذهب إلى من خلقها حزينة منكسرة يائسة لما حل بها من سوء وأذى بما جنته يداك
والعاقل فى الدنيا هو الذى يعمل ويجتهد للذى لا يموت ….

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مرام علي

ليسانس آداب قسم علم نفس.

باحث في علم النفس المعرفي السلوكي، بمركز بالعقل نبدأ للدراسات والأبحاث.

باحث ومعد برامج في مركز “رؤية” للتنمية البشرية.

أخصائي تنمية مهارات وتعديل سلوكيات الأطفال.

مقالات ذات صلة