اقتراحات الموقعقضايا شبابية - مقالاتمقالات

ثلاثية الأحلام والأوهام والآمال .. دافعوا عن أحلامكم وأمنياتكم

في رحلة الحياة الطويلة القصيرة لكل منا تتنوع محطات العمر، وتتعدد مسارات الأيام بين فرح وحزن، يسر وعسر، يأس ورجاء، هكذا الأيام تمضي، لا تتوقف أبدا، لا يرق قلبها لمتوسل طامع في كرمها، ولا لمستبد غير قانع بفنائها، تسحق الجميع دون رحمة، تسوق الجميع أمامها لقدر محتوم لا مفر من لقائه، تلك سنة الأيام لمن لا يعلمها!

وفي رحلة العمر مع توالي الأيام والشهور والسنين تتنوع المحطات في حياتنا وأبرزها ثلاثية #الأحلام #والأوهام #والآمال..

فأما محطة الأحلام

يراها كل منا في سني حياته الأولي، في بدايات الالتحام القوي مع الحياة، القيادة فيها لثورة الشباب وعنفوان الأمل وقوة الرجاء وصلابة العزم، نجتهد ونجتهد ونجتهد كل في مجاله الذي عشقه وقرر أن يواصل من خلاله رحلة كفاحه الطويلة المريرة،

وتتوالى الأحلام وتتنوع في تناغم وتناسق ذاتي جميل يمد الإنسان بطاقة ذاتية قوية تشعره بالتفرد والتميز والقناعة التامة بالقدرة على الإنجاز مهما كانت التحديات، أحلام مشحونة بإصرار الحالم المؤمن بحقه في إثبات الذات وممارسة التحدي.

وعن محطة الأوهام

إذا بهذا الحالم القوي المعتمد على عزيمته وقوته وإصراره تصطدم سفينة أحلامه بجبل عال شاهق اسمه الواقع، عطل حركتها وأصابها بعطب شديد، فاستقرت ساكنة هامدة مشلولة في مكانها لا تمتلك قدرة التحرك في انتظار مصيرها المجهول المعلق بين إصلاح العطب المفاجئ أو الاستسلام لواقع الغرق المحتوم،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فإذا بالأمنيات والأحلام غدت أوهاما نائحات عوضت البحر نقصان مائه بدموعها الحارة الحزينة البائسة، وإذا بأقوياء العزم يستسلمون لبعض أوهامهم فيرون الحياة بنظارة سوداء، يفرون من المواجهة، يعشقون العزلة والانسحاب تحت تأثير أوهامهم!

 وإذا بالآمال تولد من جديد

ومن رحم اليأس يولد الأمل، ومن رحم المستحيل يولد الممكن، فإذا الأحلام تعانق الآمال في مشهد مهيب مغلف بهيبة الإصرار وسمو التحدي، مشهد تحركت فيه سفينة الآمال، إذ استعادت قوتها واستردت عافيتها بأيدي بحارتها، من ربطوا قدرهم بقدرها ونجاتهم بنجاتها، وصمودهم بصمودها، وإذا بالسفينة تنطلق من جديد مدمرة بقوتها الخارقة جبل الواقع، منطلقة في عالم جديد من الإصرار والتحدي والصمود،

يؤمن فيه قوي العزيمة بأن

  • الاستلام للأوهام خنوع وذل ولم نخلق لنهان.
  • الحزن لن يحل أزمة، بل الإصرار على التحدي مفتاح كل مواجهة شرسة تستدعي إثبات الذات من جديد.
  • البكاء على اللبن المسكوب سمة الضعفاء البلهاء، فإن سكب كوب لبنك فابحث عن كوب جديد من بائع جديد.
  • حياتنا ملكنا، فلا تجعلوها قرينة وجود الآخرين ممن لا تمثلون لهم أهمية، فتقعون في شراك ذل الصدمة وإحساس المرارة القاتلة بخيبة الظن فيمن كانوا لنا يوما سر الحياة!
  • تجديد الحياة فن جميل لأولئك الذين يمتلكون مفردات التحدي، فكن منهم وابدأ مسيرتك من جديد، ومع شروق شمس كل يوم جدد عزيمتك فحقا أنت تستحق.

دافعوا عن أحلامكم وأمنياتكم

تلك ثلاثية الحياة يا رفاق، أحلامنا تولد، وواقعنا يعاندنا، ولكن أبدا آمالنا لن تموت، هكذا ثقتنا في الله، ثم في أنفسنا، ثم في قدرتنا على التحدي بإصرار وعناد وصمود.

لا تسمحوا لأحد أن يغتال أحلامكم، لا تسمحوا لأحد أن يشوه مستقبلكم، لا تسمحوا لأحد أن يقتل بداخلكم روح الحياة، دافعوا عن أحلامكم وأمنياتكم قبل أن يتمكن منكم اليأس ويسحقكم بلا هوادة قطار الأيام السريع.

طبتم وطابت أيامكم بالخير والسرور.

اقرأ أيضاً:

ممارسة التعقل وإستحضار ثلاثية الزمن

رغم الألم نبث الأمل

بالعزيمة والإصرار تفعل المستحيل

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ.د/ محمد جمعة

أستاذ أصول التربية ووكيل كلية التربية جامعة دمياط لشئون التعليم والطلاب