مقالات

 المعلومات والمعرفة وصناعة القرارــ وبينهما التفكير

نعني بالمعرفة ذلك المعنى البسيط عن مجموع المعلومات التي يتم تعلمها أو إدراكها، وهي بلا شك عند الجميع؛ حيث يمتلك جميع البشر قدرا ما من المعلومات والمعارف حول موضوعات كثيرة ومتنوعة، سواء كانت تلك المعلومات صحيحة أو غير صحيحة، الثابت هنا أن الجميع يملك المعلومات عن المواضيع المتنوعة.

كذلك لا يخفى أن الجميع له القدرة على اتخاذ قرارات مختلفة حول ما يعترضه في حياته اليومية، سواء بالموافقة أو الرفض؛ فكل منا يقرر في اليوم الواحد مجموعة من القرارت الخاصة بموضوعات متنوعة، وبناء على ما سبق نجد دائما أن الإنسان يمتلك معلومات ومعارف معينة، ودائما يقرر ويتصرف… لكن المهم هنا هو التساؤل عن مدى تطابق تلك القرارات مع معارفنا، والسؤال الآخر هل تلك القرارات نابعة مما نعلم؟ أم يوجد مؤثر آخر يشكل لكل منا طريقة اتخاذ القرار؟

أولا نستطيع التأكيد بدرجة يقينية أن جميعنا تتطابق قراراته مع ما يتبناه من أفكار، فنحن نجد أن الكثير ممن يحملون أفكارًا معينة تتفق أفعالهم تارة مع أفكارهم، وتارة أخرى تكون بخلاف ذلك، ولكن لا نود أن تكون هذه الأمور أو أسبابها هي موضوعنا، كما لا يمكن النفي أيضا بأن معارفنا لا تؤثر بدرجة كبيرة في قرارتنا على نفس درجة المثال السابق، بمعنى أنه قد تكون هي المؤثر الأكبر في القرارات أو تتداخل أمور كثيرة لتؤثر على طريقة اتخاذ القرارات في حياتنا، وليس هذا محور كلامنا الرئيسي ولكن ذكرنا هذين المثالين لنوضح أمرًا ثالثًا، ألا وهو:

أننا وبالرغم من أن الكثير منا يملك المعلومات ويتخذ القرارات إلا أن العامل الأهم ما بين المعرفة والقرار هو التفكير ،فجميعنا يعرف أن الموت حقيقة ثابتة لا يمكن الفرار منها، لكن تلك الحقيقة تظل غير تأثير يذكر في حياتنا إلا أن نجعلها محل تفكير وتدبر واستنتاج، في هذه الحالة تكون تلك المعلومة أو الحقيقة ذات شأن عظيم وقدر هام في قراراتنا؛ حيث أننا أشبعناها تفكيرًا وتأملًا.

وبذلك نجد أن الكثير من المعلومات في حياتنا لا تسمن ولا تغني، كذلك نجد أن كما هائلًا من المعلومات غائبة عنا، لا ندرك عنها شيئًا، وبرغم ذلك لا يؤثر فينا غير ما نجعله محل تفكير وتدبر.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كذلك نجد كثيرًا من الأفراد متأثرين بالأنماط الدعائية للرفاهية والحب والزواج والعلاقات الأسرية التي يتم الترويج لها من خلال الأفلام والمسلسلات التي تعج بها شاشاتنا العربية.

والسبب الرئيسي في هذا التأثر هو أننا جعلنا ما يعرض علينا في محل التفكير والتمني والرغبة في الوصول إليه،

فحدث التأثير المخيف والرهيب للإعلام في تشكيل الوعي والتأثير على أنماط التفكير، وذلك عن طريق القدرة التي امتلكها في جعل الناس يفكرون فيما يعرض عليهم ويوجههم له.

وبهذا نجد أن عملية التفكير تقع في مقدمة حياة الإنسان، والتي يترتب عليها ما ستؤول إليها أمور حياته، لذلك كانت محل اهتمام كبير من كل نسق اجتماعي أراد أن يتفاعل الافراد معه، فاجتهد كي يجعل مما يقدمه محلًّا لتفكير الناس

لذلك يمكن أن نخلص مما سبق، أن ما نفكر به هو فقط من يؤثر علينا؛

فلنتعلم ولنحسن التفكير…

 

 

اقرأ أيضا :

توهم المعرفة.. هل كل خريج جامعة يعتبر متعلم ؟

لُب الزيتونة .. البحث عن السبب الجذري أفضل من معالجة الآثار الناتجة عنه

نحو عناية أشمل بصناعة الإنسان