الشائعات الإلكترونية وآثارها السلبية
تنتشر الشائعات في كل مكان وزمان، حيث تعتبر من أخطر الأسلحة الفتاكة بالمجتمعات البشرية، وبرزت في الآونة الأخيرة وسائل التكنولوجيا الحديثة كحاضنة للشائعات على شبكة الإنترنت،
ويواجه المجتمع العديد من التحديات خاصة بعد التطور الهائل لوسائل التكنولوجيا الحديثة والتي تزيد من الانفتاح، وما تبثه من أفكار مضللة تشكك أفراد المجتمع في الكثير من الحقائق والموضوعات والقضايا المجتمعية.
هذا وقد انتشرت الشائعات الإلكترونية بشكل كبير جدًا في الوقت الراهن، حيث أصبحت بسبب قوة انتشارها تتحول في أذهان البعض إلى حقائق مؤكدة، برغم أن معظم الشائعات تكون مزيفة يطرحها خبراء يتسمون بمهارة ترويج الشائعات،
ومن ثم تنعكس الشائعات بالآثار السلبية على معظم فئات المجتمع، وتشكل الشائعة ضغطًا اجتماعيًا مجهول المصدر يحيطه الغموض، وتحظى بالاهتمام من قطاعات كثيرة ويتداولها الأفراد ليس بهدف نقل المعلومات، وإنما بهدف التحريض والإثارة وتشويه الأفكار.
سمات وخصائص الشائعات الإلكترونية:
* الانتشار: حيث تعبر الحدود الوطنية ولا تتوقف عند الفضاء الوطني، بل يصبح جمهورها الفضاء الكوني مما يزيد في خطورتها وتأثيراتها السلبية.
* التكلفة: لا تحتاج الشائعات الإلكترونية إلى أي نفقات لتوزيعها، فهي ذات تكلفة منخفضة جدا.
* التأثير: تأثيرها أقوى على الجمهور المستهدف من الشائعات التقليدية.
* التفاعل عن بعد: تتميز بأنها تملك خاصية التفاعل عن بعد، حيث يمكن تناقلها بالصوت والدردشة والتغريدات.
* العالمية: على الرغم من كونها قد تكون موجهة لشريحة معينة أو جمهور معين إلا أنها لا تتحدد ببقعة جغرافية أو نظام سياسي معين.
* قابلية التعديل والتغيير.
تأثير انتشار الشائعات الإلكترونية على الشباب كأكثر الفئات تأثرًا بالشائعات:
مع تزايد أعداد المستخدمين من الشباب لوسائل الاتصال الحديثة، باتت جوانب تأثير الشائعات أكثر وضوحًا وانعكاسًا عليهم، وتتضمن أبرز هذه الجوانب ما يلي:-
- تأثير شخصي: تدفع الشائعات الشباب نحو اتخاذ قرارات شخصية خاطئة لأنفسهم وأسرهم.
- تأثير عدائي: تدفع الشائعات الشباب إلى تكوين صورة سلبية عن شخصية، أو فكرة مستهدفة بالشائعات لتشويهها وحشد العدائية ضدها.
- تأثير نفسي: تؤثر الشائعات في نفسية الشباب، حيث تدمر ثقة الشباب في الثوابت والأسس المجتمعية، وإضعاف المعنويات والبناء الذاتي للشباب.
- تأثير معرفي: في الوقت الذي تهدف فيه وسائل الاتصال الحديثة في تعزيز التبادل المعرفي بين الشباب، تسهم الشائعات في تشويه المعارف وزعزعة الثقة في مصادرها.
- تأثيرات اجتماعية: تساعد الشائعات على نشر العداء والخصومة بين الشباب، ومن ثم تدمير استقراره من خلال نشر تفكك المجتمع، كما تؤثر بالسلب على العلاقات الاجتماعية بين الشباب، وتخلق الفوضى، كما تعمل على تعميق الفجوة بين أفراد المجتمع ونشر القلق والخوف في النفوس، كما تعمل على نشر الأفكار الخاطئة والانحراف بين الشباب.
كيفية مواجهة الشائعات خاصة بالنسبة للشباب:
* إنشاء جهاز أو هيئة على المستوى الوطني، بهدف وضع استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الشائعات لتحقيق الأمن المعلوماتي.
* قيام وسائل الإعلام الرسمية بسرعة نقل الأخبار الهامة وتوضيح تفاصيلها، مما يقلل من لجوء الشباب إلى وسائل الإعلام التي تشوبها الأخبار المضللة والفاقدة للمصداقية.
* تخصيص مكتب للاستعلامات بكل وزارة لمقاومة الشائعة، وبذلك يتم القضاء على الشائعة في مهدها قبل نشرها على الرأي العام.
* قيام مؤسسات المجتمع (المدارس، الجامعات، مراكز الشباب…) بالدور المنوط بهم في حماية الشباب من الانزلاق في الأفكار المنحرفة، والإشراف على جميع الأنشطة الشبابية لضمان عدم توظيفها لنشر الانحرافات الفكرية.
* ضرورة متابعة أولياء الأمور لاستخدامات أبنائهم لوسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة، وتوجيههم التوجيه المناسب للابتعاد عن الأفكار المنحرفة.
* تفعيل الرقابة على وسائل الاتصال الحديثة.
* إصدار القوانين والتشريعات التي تحدد مسؤولية الجهات التي تنشر الشائعات، ومحاكمتها عند ثبوت عدم صحة ما نشر.
* إقامة الندوات وورش العمل والبرامج التثقيفية في وسائل الإعلام والمؤسسات المختلفة لتوضيح مخاطر الشائعات وآثارها السلبية على الأفراد والمجتمع وتوعية الشباب بأساليب مروجي الشائعات.
* تضمين المناهج الدراسية بالمدارس والجامعات لموضوعات تتعلق بالقيم الأخلاقية وتعزيز الأمن الفكري والمعلوماتي.
اقرأ أيضاً:
التفكير العلمي والتصدي للشائعات
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا