مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

الجهل أصل كل مشكلة … ولكن ما الحل!؟

ولكي نثبت صحة ما قدمنا بأن الجهل سبب أساسي في أغلب مشاكلنا، دعونا نشير إلى ذلك:
من الطبيعي حين يُقدِم الإنسان على استخدام شيء ما، يقوم بالتعرف عليه في البداية قبل أن يشرع في استعماله فنجد أن أغلب الأجهزة التي نقوم بشرائها يوجد معها دليل المستخدم (الكتالوج) وهذا الدليل يعرفنا على طبيعة عمل هذا الجهاز، وأيضاً على كل محتوياته لكى يسهل على المشترى استخدام هذا الجهاز أو تلك الآلة وذلك بسبب الجهل بطريقة الاستخدام ، ومما قدمناه نستنتج أنه كي نستطيع التعامل مع شيء ما، يجب أن نتعرف على محتواه وطريقة التعامل معه، وكذلك حياتنا فالبعض يعيشونها بعشوائية غير عابئين بما يجب أن نفعل لأنفسنا لكى نصل للسعادة، وما حقيقتنا في الأصل، وهل سعينا وراء كل تلك الملذات المادية والشهوات هو كل شيء فينا؟! فما الفرق إذن بيننا وبين الحيوان؟! فنصل إلى أن معرفة أننا ناطقون، والنطق يصدر عن عاقل، وحين نصل إلى ما نسميه بالعقل فيجب أن نعرف ماهيته ووظيفته لدينا، وإن جاز التعبير نقول أن العقل مسؤول عن الإدراك، والإدراك أنواع: منها ما هو حسى يعتمد على حواسنا، ومنه ما هو عقلي وهو الإدراك المختص به الإنسان، والمسؤول عن ترجمة ما تم إدراكه حسياً، وعمل الذهن فيه بالمعلومات التي لديه للتوصل إلى معلومات جديدة ويمحي الجهل بالشئ، مما يمكن البشر من التكيف مع البيئة المحيطة بهم بعد رصد كل ظواهرها وتكوين العلوم بناءً على استنتاجات تجريبية، فنجد أن للعقل نمطية ما في عمله، فأجدر بنا أن نسعى جاهدين قبل أي شيء نقوم به في حياتنا، سواءً كان عملاً أو عبادة أن نعى ماهية العقل ومعرفة القواعد الضابطة والمرشدة له؛ للتوصل إلى حقيقة ومتطلبات سعادته التي تتمثل في كماله، ومن هنا أيضاً نشير إلى أن كل تفاصيل حياتنا هل يتم بناؤها على تلك القواعد العقلية، وهل نشكل كل اعتقاداتنا على أسس وقواعد عقلية؟
وهنا تظهر المشكلة المتمثلة فيما سبق ذكره في البداية، ألا وهو الجهل الذى إن بحث كل منا على انتكاساته ومشكلاته، لوجد أن الجهل الذي أصابنا في المقام الأول هو بأنفسنا نحن، ومن ثم الجهل بأي شيء نخوضه أو نستعمله دون معرفة منا لطرق وقواعد استخدامه!

والحل بكل بساطة وبداهة أن نذهب مسرعين لمعرفة القواعد الضابطة للعقل؛ حتى لا يتم استغلاله وتغييبه؛ فهو لا يجدر به أن يسير في قطيع؛ فلديه ما يمنحه القدرة على التمييز والتحقق من صواب وخطأ الأشياء، فلربما حين يمعن الإنسان النظر في كل ما تربى عليه أو كل ما تعلمه، فسيجد أن كثيرا مما اقتنع به لا دليل عليه! وهذا ما لا يتقبله العقل؛ فحجة العقل أن يكون للشيء دليلاً يطابق الواقع، كما تعلم تماماً في الرياضيات أن القوانين يتم إثبات صحتها قبل العمل بها.
أصل كل مشكلاتنا جهل وأصل جهلنا هو جهلنا بأنفسنا، فدعونا نعمل على تطوير القدرة التي وهبنا إياها الخالق وكانت من أعظم ما خلق، دعونا نمارس إنسانياتنا ولا نكون جزءاً من قطيع؛ فنحن لسنا بحيوانات.

 

اقرأ أيضاً:

تنشئة الأجيال الجديدة وعملية التعليم –المعلم الفاضل يبني إنساناً للمجتمع

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كيف يحيا الإنسان حياة إنسانية حقيقية ؟

جيلٌ هش .. الجيل المعاصر في خطر!

 

محمد سيد

عضو بفريق بالعقل نبدأ أسيوط