مقالاتعلم نفس وأخلاق - مقالات

يجب مواجهة الإرهاب المادي الغربي

الإرهاب الغربي

ظاهرة الإرهاب من الظواهر التي أصبحت تهدد أغلب بلدان العالم؛ حيث أغرقت بلدان العالم بالدماء والخوف والكراهية وعدم الاستقرار؛ فلا يخفى علي أحد كمية  الضرر الكبير الذي يصيب المجتمعات من هكذا ظواهر بما فيه ذلك النوع الخفي ألا وهو الإرهاب الغربي.

وانطلاقا من هذا الضرر البالغ الخطورة؛ أصبحت مواجهة كل أشكال هذا التطرف هو حق مشروع لكل المجتمعات حفاظا على خصوصيتها التي تسهم في استقرار المجتمعي والقيمي وثوبتها التي تميزها عن باقي الثقافات.

ويعد الإرهاب الغربي المادي من أشد أنواع الإرهاب فتكًا بالمجتمعات وتدميرا لثقافاتها وسلب ثرواتها؛حيث لا يعتمد على الجانب الدموي فقط المتمثل في السلب والنهب والقتل والتآمر فقط، بل يمتد ليشتمل على مجموعة من الأدوات والوسائل التي لا تقل خطورة عن آلة القتل والدمار.

أدوات الدمار

فمن أخطر الأدوات التي يستخدمها هذا الإرهاب الخطير على الأفراد والمجتمعات، أدوات الحرب الناعمة المتمثلة في الترويج لقيم وسلوكيات تُنافي الذوق العام وثوابت وخصوصيات المجتمع الذي يريد أن يمارس إرهابه عليه فينشر على سبيل المثال نمط من أنماط الرفاهية لغريب على المجتمع مثل إقامة الحفلات والمهرجانات والمسابقات مستقطبا بذلك شريحة من الشباب صغار السن -نوعا ما- الذين لا يمتلكون أي رصيد معرفي عن ثقافتهم وقيمهم مما يجعلهم فريسة سهلة لهذا الإرهاب الخطير.

كما يُعد ترويج المخدرات والإباحية من أشد أدوات ووسائل هذا الإرهاب الأسود فتكاً بالشعوب والمجتمعات لما يمثله من خطر بالغ الأهمية على الجوانب الوجدانية والسلوكية للأفراد داخل المجتمعات والذي يُعد من ممهدات الطريق إن صح التعبير للكثير من حالات اليأس والإحباط والعزوف عن الزواج أو زيادة معدلات الطلاق مما يهدد سلامة المجتمعات بتهديد مكونها الأساسي هو الأسرة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الإرهاب الحقيقي

إن هذا الإرهاب الغربي بما يحمله من أحزمة ناسفة فكرية وسلوكية لهو من أشد أنواع الإرهاب التي تهدد سلامة المجتمعات وسلامة نسيجها الوطني والاجتماعي مما يجعلها مجتمعات عاطلة عن الإنتاج سواء المادي منه أو الفكري وحتى القيمي والأخلاقي ويجعلها مجتمعات تابعة تتميز بالخواء الذي تسبب به هذا الإرهاب الأسود.

فقد مارس هؤلاء الإرهابيون أنماطًا مختلفة من الضغط على الشعوب مستنزفين كل ما تملكه من مناعة نفسية وسلوكية وفكرية ضاربين كل أنماط تكاملها وتكافلها من خلال أفكارهم الهدامة التي تدعوا في مضمونها إلى التفكك الأسري وغياب دور القدوة الحقيقية بتقديمهم نماذج أخري يحتذي بها الشباب وذلك بوعي تام منهم من الأثر السلبي التي ستلعبه القدوة الفاسدة في تلك المجتمعات، كما أشاعوا أنماط غريبة وقبيحة عن الجمال والسعادة وعلاقات الصداقة ….إلى آخره.

كل ذلك الإرهاب مدعوم بشتى الوسائل والأدوات التقنية والفنية وحتى الأدبية والثقافية والفنية، معتمدين على ذلك الإرهاب الذي مارسوه من فترات بعيدة إبان الاستعمار العسكري للكثير من بلدان العالم وسلب ثرواتهم المادية والمعنوية

كما أسس هذا الإرهاب الأسود منابر له في أغلب بلدان العالم يقوم بالترويج للفكر الإرهابي الهدام الذي يمارسه في كل يوم وعلى كافة الأصعدة تقريبا.

الجهل وتغييب الحقيقة

ومن أشد وأخطر الأدوات والوسائل الداعمة لفكره المتطرف نشر ثقافة التجهيل والتغييب عن حقائق الوجود من حولنا معتمدًا على قدرة في التواصل والوصول للناس من خلال التكنولوجيا التي طوعها خدمة لما يمارسه من إرهاب؛ فقد مارس عمدًا نشر ثقافة الجهل والتفكير المادي فيما لا يصل التفكير المادي التجريبي فيه؛ مما أفقد الأفراد القدرة على معرفة حقائق الأشياء من حولهم؛ فأصبحوا أعداءًا لكل الحقائق التي يجهلونها؛ مما أعطي أكبر فرصة لهذا الإرهاب الأسود في التمدد والزيادة في السيطرة على مقدرات الشعوب.

فيجب علينا أن نواجهه لما يمثله من خطر على كل جوانب حياتنا فقد سلبنا أقواتنا وثرواتنا وحتى نفوسنا واستعبدنا تحت وطأة إرهابه المادي الغربي.

اقرأ أيضاً:

سر الخلطة: لماذا يتقدم المجتمع الغربي ؟

حوادث مؤسفة تكشف لنا أحوال المرأة في المجتمع الغربي – الغرب ليس جنة

الفيسبوك وإخواته – الحرب غير المعلنة بإستخدام وسائل التواصل الإجتماعي