ولا تصدق تخاريف عدسات التصوير
اليوم أصبحنا مضطرين أن نتكلم عن البديهيات! وأن نحكي للناس الذين غسل الإعلام عقولهم عن حقائق مفروغ منها!
أصبحنا نحتاج أن نقول لأحدهم أن الشمس تشرق من الشرق وتغرب من الغرب، ثم يرد علينا ويقول أنه غير مقتنع لأنه شاهد تمثيلية أو فيلمًا يقول أن الشمس تشرق من الغرب!
اليوم أصبحنا نرى نساء كثيرات في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر يعشن في خجل من حقيقة أشكالهن وأجسادهن! وشعور مزمن بالقبح!
سيدة تحاول أن تقنعني أن المرأة ستحافظ على جمالها في الأربعينيات والخمسينيات من عمرها لو أن معها نقودًا، مثل الممثلات في التليفزيون! وبناء عليه ممكن تتزوج في الأربعينيات والخمسينيات من أكثر الرجال وسامة، ما دامت حافظت على جمالها بأموالها!
“يعني مش حتعيش وتموت وحيدة، وحياة كئيبة لغاية أواخر عمرها زي ما حضرتك بتقول”!
تقول لي أن المساحيق وكريمات التجميل، مع بعض حقن الفيلر والشفط، مع بعض عمليات التجميل، تجعلها شبابًا وتحافظ على نضارتها. لذلك المهم “هو الفلوس وشغلها، مش أنها تبحث عن زواج وعلاقة طويلة الأمد في العشرينيات من عمرها!”.
لو كان على الخصوبة والإنجاب، مش عايزين عيال! علشان مش عايزه وزنها يزيد وجسمها يترهل! وطبعا تحكي عن حالات شاذة أو استثناءات للقاعدة! أعرف واحدة عملت كذا!
طيب نسيتي الـ99% وبتتكلمي عن الـ%1؟! عايزه تعيشي في دور الشابة بعد انتهاء نصف عمرك الافتراضي؟! معلش، هو حضرتك بتصدقي اللي بتشوفيه في كاميرات الشاشات؟
الممثلات والمذيعات دول لما بتشوفيهم بعيد عن الكاميرات، بيكون شكلهم مخيف من شدة الألوان والمبالغات، لأن الحقيقة غير التصوير والعدسات وزوايا الإضاءة، أغلب الناس دول في الحقيقة شكلهم مخيف!
ثانيًا: الزمن لازم يعلم عليك، ولو عرفت تغطي شوية من الترهلات والعيوب في المكياج والملابس في الشارع لبعض الوقت، علشان تلاقي الراجل اللي يوافق يتزوجها أو يعاشرها!
طيب الراجل اللي حيعيش معاها، مش حيشوف الترهلات والعيوب والتجاعيد في وجهها وجسدها كل يوم الصبح؟ تفتكري حيتحمل يعيش مع الكائن دا أكثر من بضعة أشهر، لو هو فعلًا تزوجها علشان شكلها المزيف؟ ولا حيشعر بالقرف؟!
ثالثًا: يعني ببساطة هذه السيدة تضطر كل يوم صباحًا لبذل مجهود خارق لإخفاء ما تخجل منه من قبح، ترى نفسها قبيحة، تسعى كل يوم للحصول على بعض نظرات الإعجاب العابرة أو كلمات المجاملة من الأغراب كي تكمل حياتها التعيسة وهي تخجل من حقيقة شكلها وتشوهات جسدها، فضلًا عن البيت المهجور الذي تكمل حياتها فيه وحيدة!
رابعًا: الممثلات ومن يقمن بتعرية أجسادهن تصاب هذه الأجساد بالترهلات والعيوب أسرع بكثير ممن تستر نفسها، عوامل التعرية والشمس، ومن ثم تظهر على أجسادهن التشوهات أسرع بكثير من السيدة التي تستر نفسها ولها بيتها وزوجها الذي يحبها هي ويحمل معها ذكريات طويلة منذ شبابهما، كلاهما بنى مع شريكه بناء طويل الأجل.
الخلاصة الزواج المبكر، وبناء أسرة، ستر الجسد، والحفاظ على شريك الحياة، وصناعة ذكريات مشتركة، وأن يعيش الإنسان سنه الطبيعي دون خجل من تطور العمر وعلامات الحياة والزمن.
ولا تصدق تخاريف عدسات التصوير، فالحقيقة مختلفة تمامًا!
الإنسان الطبيعي يحتاج إلى أسرة وصحبة قريبة، يتقبلونه كما هو بمزاياه وعيوبه وتطور شكله مع مرور الزمن، وهذا لا يكون إلا بالعشرة الطويلة والأسرة والذكريات المشتركة.
جمال النساء يبدأ في التزايد من سن البلوغ حتى سن أواخر العشرينيات من العمر، ثم يستقر، ويبدأ في التراجع بعد منتصف الثلاثينيات من العمر، في الجوانب بدرجات متفاوتة كلها، جلد ووجه وشعر وهرمونات وجسد وإلخ، وتبدأ حرب خاسرة مع الزمن لإخفاء العيوب أمام الأغراب!
هذه طبيعة البشر، كلام منطقي ومعروف ومفروغ منه، لكن مستوى ذكاء الناس يتراجع من كثرة متابعة المسلسلات والأفلام ومواقع التواصل الاجتماعي!
كفاية سطحية، يجب أن تتوقف النساء ويتوقف الرجال عن تصديق خرافات الإعلام أن جسد المرأة رأس مالها!
مقالات ذات صلة:
المرأة بين الأسرة والفكر الغربي
رغم أنها محزنة، تحكي عن كارثة في مجتمعاتنا
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا