كيف نجح فلان في حين فشل ملايين؟!
في العالم اليوم المال والممتلكات التي يملكها 1% من البشر تساوي ما يملكه الـ99% الباقين من البشر على سطح هذا الكوكب!
99% من البشر يعملون في خدمة 1% من البشر، هؤلاء الـ1% يملكون السيطرة على المال والقوة والإعلام، ويتلاعبون بالسياسيين والدعاية وكل شيء بشبكة النفوذ والعلاقات!
في الولايات المتحدة الأمريكية، في الهند، في الصين، في مصر، في السعودية، في المغرب، في روسيا، في بلاد العالم كلها، ١%، يسيطرون على كل شيء، ويقنعوننا أننا أحرار! يضعون في عقلك ما يريدون هم! عبر الإعلام أو التعليم أو القوانين أو الإنترنت، إلخ!
هذه هي الرأسمالية اليوم!
العبودية الحديثة
لكن كيف يستسلم 99% للـ1%؟ ويستمرون في الخدمة والعبودية والاستغلال والظلم؟ ببساطة باستعمال خدعة أو كذبة ما يسمى الحرية! اقتصاد حر، تجارة، عرض وطلب، يقول الـ1% للـ99%، أنه عالم حر ديمقراطي، عليك أن تبذل مجهودًا وتجتهد، ربما يومًا ما سوف تكون مثلنا!
يستمر الـ99% في العبودية والعمل في الساقية، على أمل أنهم يومًا ما ربما، ربما، يكونون من الـ1%، وطبعًا هذا لا يحدث!
لماذا لا يحدث؟ لأن هذه الحرية الكاذبة، لا تقول أن ابن الغني له علاقات واتصالات توفر له فرصًا أعلى بكثير من الغلبان ابن الـ99%، وبذلك يستمر الـ1% في الـ1% والـ99% في الـ99%!
لا يقولون أن الـ1% يجعلون الحكومات تصدر قوانين تحقق مصالحهم وتحميها كي يزدادوا غنًى، في حين تجعل الـ99% يزدادون فقرًا، ومن يحاول الخروج من الـ99% يُعاقب، والقوانين جاهزة!
خرافة الحرية والديمقراطية
وليحافظوا على وهم الحرية والمنافسة، يعلنون في الدعاية والإعلام عن بضعة أشخاص، قصص نجاح نادرة جدًا جدًا، وسط ملايين البؤساء، كي يستمر ملايين من البؤساء في طاحونة العبودية على حلم أنه يومًا ما سيكون بيل جيتس أو ستيف جوبز أو غيرهم.
طبعًا القصة الخيالية لا تحكي لك التفاصيل، وكيف نجح فلان، في حين فشل ملايين آخرين كانوا يعملون العمل نفسه ويبذلون المجهود نفسه، وربما أكثر!
خرافة الحرية والسوق الحر والديمقراطية محض خرافات للحفاظ على العبيد في سلاسل العبودية، يعملون كل يوم، ثم يرجعون إلى البؤس ويحلمون يومًا ما أنهم سوف يكونوا بيل جيتس وستيف جوبز ومارك زوكربيرج!
فشل الاشتراكية
في المقابل، في عالم اليوم هناك من يقول اشتراكية، يرفع شعار العدالة الاجتماعية، أن يسرق أموال الأغنياء لتوزيعها على الفقراء، سواء بالضرائب المبالغ فيها أو التأميم أم ملكية الدولة، وكانت النتيجة أن الـ1% أصبحوا الموظفين والسياسيين الكسالى، يسرقون أموال الناس بالباطل، ثم تضيع في مشاريع حكومية فاشلة وتنفق على موظفين كسالى مهملين.
يقرر أن يتنازل الجميع عن الحرية الفردية، في سبيل توزيع كل شيء، بقرارات سيادة الرئيس وأعوانه في ديكتاتورية، على الناس!
لذلك الأمثلة الاشتراكية كلها تفشل، يفرح الغوغاء، ثم ينتشر الفساد الحكومي والتبذير وتفلس الخزائن!
نجاح النظام الاقتصادي في الإسلام
الإسلام يقدم توازنًا بين العدالة الاجتماعية والحرية الفردية، بين الرأسمالية والاشتراكية، وهناك كتب كثيرة ومراجع وأبحاث عن هذا الموضوع في الاقتصاد الإسلامي.
لكننا اليوم نرى ثلاثة أنواع من المتكلمين في الإسلام:
- من يتكلم في إسلام الشعائر والعبادات، مثل فقهاء السلاطين وغيرهم، ويتجاهل عن عمد إسلام العدالة والحرية والاستقلال، هؤلاء يعملون في خدمة الـ1%، سواء الأغنياء في الرأسمالية أو الموظفين الحكوميين في الاشتراكية.
- ومن يجمع بين الشعائر والعبادات ومعها عقيدة الإسلام وأوامره، دين العدل والحرية والاستقلال، ونحن نتمنى أن نكون جميعًا من النوع الثاني.
- من يشكك في كل شيء إسلامي، سواء شعائر وعبادات، أو مقاصد الشريعة من عدل وحرية واستقلال.
نريد أن نكون جميعًا من النوع الثاني، ونقدم للعالم الفكر البديل الذي يعالج مشكلات الرأسمالية والاشتراكية، ويقدم البديل المنطقي والنظرية العملية القابلة للتطبيق.
وكما كانت الرأسمالية محض نظرية يومًا ما مع آدم سميث ثم تحولت إلى حقيقة بعد ثلاثة قرون، وكذلك الاشتراكية والشيوعية، كذلك يمكن اليوم أن نتبنى النظرية الإسلامية ونقدمها ونطورها، ونقدمها للعالم بديلًا، ويومًا ما ستتحول إلى حقيقة وواقع.
مقالات ذات صلة:
الرأسمالية وتشكيل الأيدولوجيات داخل المجتمع
الحرية الشخصية بين التحرر والاستعباد
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا