وكان إيه لازمته نطلع الفضاء؟!
10 من أهم التطبيقات التكنولوجية التي يقوم عليها العالم الحديث كله.. والتي حدثت بسبب غزو الفضاء!
تعالى أسألك سؤال غريب شوية، ومعتقدش إنك عمرك كنت هتتخيل إنك تسمعه مني أنا بالذات، تفتكر استكشاف الفضاء ده حاجة ليها لازمة؟!
يعني هل كل الفلوس اللي اتصرفت على استكشاف الفضاء في التاريخ دي كان ليها مبرر وفايدة فعلًا؟ ولا كل ده كان مجرد رفاهية وصرف من غير أي داعي، ومبيعودش علينا على الأرض هنا بأي فايدة زي ما ناس كتير بيقولوا اليومين دول؟!
النهارده تعالى مع بعض نجاوب على السؤال ده، وهقولك 10 اكتشافات وإنجازات تقنية وتكنولوجية بنستخدمها كلنا حاليًا، وبيعتمد عليها العالم كله دلوقتي، وكلها مكانتش هتبقى موجودة لولا استكشاف الفضاء، هات كوباية الشاي والنعناع في إيدك، ويالا بينا!
كاميرا الهاتف الذكي
أول حاجة شايف الأيفون اللي قدامك ده؟! طبعًا كلنا عارفين إن ده عبارة عن موبايل ذكي وبكاميرا، وبيدخل على الإنترنت، أهو تخيل بقى إن الموبايل الذكي أبو كاميرا ده مكانش هيبقى موجود أصلًا، لو مختبر الدفع النفاث (Jet Propulsion Laboratory) أو اختصارًا معمل (JPL) التابع لوكالة ناسا (NASA)، مكانوش عملوا أبحاثهم على تكنولوجيا كاميرات الـ(CMOS) الحديثة.
الكاميرات دي يا سيدي كانوا أصلًا بيصمموها عشان المهمات اللي بيودوا فيها مركبات فضاء أو مسابر أو أيًا كان للكواكب الأخرى، كانوا محتاجين ليها كاميرات تكون خفيفة وصغيرة جدًا عشان تركب على الأجهزة الصغيرة اللي موجودة في المسبار، وكمان تكون دقيقة والكواليتي بتاعتها عالية لدرجة تقدر تطلع صور ينفع يتعمل عليها أبحاث.
فعلًا بفضل جهود العالم إريك فوسوم (Eric Fossum) وفريقه بتمويل من ناسا، قدروا يبتكروا التكنولوجيا دي، واللي بيستعملوها في كل كاميرات الموبايلات الحديثة فيما بعد، وصولًا للموبايل الأيفون أو السامسونج اللي إنت بتتفرج من عليه على الفيديو ده.
تكنولوجيا الإنترنت
مش بس كده، ده كمان تكنولوجيا إنترنت الأشياء الحديثة، اللي بتدي لموبايلك ده خاصية الذكاء وبتخلينا نقول عليه (Smart) اتعملت وصممت أصلًا عشان تخلي رواد الفضاء والعلماء يعملوا التجارب العلمية الفيزيائية في الفضاء وعلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، وكمان يراقبوها عن بعد، من خلال شبكة الإنترنت، وبعدها ناسا طلعت التكنولوجيا دي للعامة، وهي سبب الانفجار الحديث في تكنولوجيا تطبيقات الهواتف والسمارت فون.
بس كده؟! لأ وحياتك، ده حتى أصلًا الشبكات بتاعت المكالمات اللي إنت بتستعملها عشان تتصل بحد في مدينة تانية أو دولة تانية، وحتى خدمات الإنترنت والـ(GPS) اللي بتستعملها على موبايلك الذكي، وبتخليك تسوق عربيتك من غير ما تحتاج خريطة، بردو اتعملت بسبب نجاح وكالة ناسا الأمريكية وروسكوزموس الروسية في إطلاق الأقمار الصناعية الأولى للفضاء في بداية الستينات، واللي فتحت الطريق لتكنولوجيا الاتصالات اللا سلكية الحديثة بتاعت دلوقتي!
من غير استكشاف فضاء، مكانش هيبقى في إيدك الموبايل اللي إنت ماسكه ده.
اقرأ أيضاً: الحركة والتكنولوجيا الحديثة
فأرة الحاسوب
طب شايف اللي قدامك دي؟! ماوس كمبيوتر عادية جدًا، طبعًا هتسألني طب دي إيه علاقتها بالفضاء يا علام؟! أنا أقولك.
الماوس دي بردو يا معلم ابتكروها لأول مرة في الستينات من القرن الماضي، لما بردو علماء في جامعة ستانفورد جالهم تمويل من وكالة ناسا، لتصميم جهاز يخلي الكمبيوترات أسهل في الاستخدام بالنسبة لرواد الفضاء والمتابعين الهندسيين في غرف التحكم هنا على الأرض، ومن هنا خرجت الماوس اللي في الكمبيوتر واللابتوب بتاعك النهارده.
جهاز تنقية الهواء
طب عارف ده إيه؟! ده جهاز تنقية الهواء أو (Air Purifier)، اللي هو عبارة عن جهاز بينضف الهواء وبيشيل الشوائب اللي جواه، ويخليك تتنفس هواء نضيف عشان ما يجيلكش أمراض صدرية ولا تنفسية، معظم الناس بتستعمله حاليًا، والشركات الكبيرة النضيفة بتحطه في المكاتب بتاعتها عشان تحافظ على نقاء الهواء للموظفين.
أهو ده بردو يا صاحبي ابتكروه للمرة الأولى عشان يبقى جزء من مهمات الفضاء الأولى بتاعت ناسا، وكان سبب ابتكاره إنهم يساعدوا رواد الفضاء على زرع النباتات في الفضاء الخارجي أو الكواكب الأخرى.
هتسألني إزاي؟ هقولك إن لما العلماء كانوا بيحاولوا يزرعوا النباتات في الفضاء، جوه محطة الفضاء الدولية، فالهواء بتاع المحطة كان بيبقى مليان بغاز الإيثيلين (Ethylene) اللي بيخلي النباتات تنضج قبل الأوان وتدبل وبعدين تبوظ.
هُمَّ كانوا بيشتغلوا على جهاز ينقي الهواء من الإيثيلين ده، وفعلًا أول موديل من جهاز تنقية الهواء ده أُطلق على متن المكوك كولومبيا (Columbia) واتركِّب على محطة الفضاء الدولية أو الـ(ISS) سنة 1995، ومن ساعتها التكنولوجيا انتشرت للعالم كله.
سماعات الوايرليس اللاسلكية
طب بلاش دي، عارف السماعات الوايرليس اللا سلكية؟! (Wireless Headsets)، اللي هي السماعات البلوتوث بالمعنى المعروف للناس يعني.
أهي السماعات دي أساسًا اتعملت بردو إنها جزء من برنامج وكالة ناسا، اللي اتصمم لمهمات أبوللو (Apollo Missions) الأولى في الستينات، عشان كانوا عايزين تكنولوجيا تقدر تخلي رواد الفضاء يتكلموا مع بعض ويسمعوا بعض من جوه البدل بتاعتهم، وهُمَّ موجودين على القمر في وسط الفراغ، عشان القمر مفيهوش هواء عشان ينقل الصوت، مش هينفع رائد الفضاء من دول يقول لزميله: ولا يا حمو، ناولني المفك ده.
صمموا السماعات اللا سلكية اللي بتشتغل من غير أي أسلاك أو فيش دي وقتها في الستينات، وأشهر استعمال ليها كان لما أول رجل يمشي على سطح القمر في التاريخ اللي هو نيل أرمسترونج (Neil Armstrong)، قال الخطاب بتاعه المشهور من هناك.
بعدها في السبعينات، التكنولوجيا دي أطلقوها للعامة، وبدأ استعمالها تجاريًا ما بين الناس العاديين، وكمان شركات الطيران بدأت تستعملها للطيارين والركاب، لحد ما وصلت دلوقتي لإن بقى ليها براندات وشركات عالمية البيزنس بتاعها كله قايم على استغلال التكنولوجيا دي بس!
اقرأ أيضاً: ظاهرة النفق الكمي
عملية تصحيح النظر
طب عارف عملية الليزك (LASIK)؟! اللي هي عملية تصحيح النظر باستعمال أشعة الليزر، اللي بتخليك مش محتاج لنضارات طبية أو عدسات لاصقة أو لينسز طبية، ودي طبعًا ناس كتير جدًا عاملاها في عيونهم دلوقتي عشان يتخلوا عن حاجتهم لنضارات النظر.
أي دكتور بيقرأ السطور دي هيبقى عارف إن العين البشرية بتعمل عشرات الحركات السريعة اللا إرادية في كل دقيقة، بيسموها (saccadic movements)، وطبعًا عشان الدكتور يقدر يستعمل الليزر في تصحيح القرنية بتاعت المريض، فلو عينه اتحركت ملليمتر واحد من مكانها، من غير ما الليزر يبقى معاها، فعينه هتبوظ تمامًا.
من هنا جه استعمال نظام اسمه LADAR لتتبع حركات العين اللا إرادية دي، وده عبارة عن نظام للتتبع الفوري بيشتغل بالليزر، والمفاجأة بقى إنه أصلًا ابتكار من مؤسسة SBIR التابعة لوكالة ناسا لأبحاث الفضاء، عشان يستعملوه في المركبات المسيرة اللي بيتحكموا فيها عن بعد، اللي كانوا بيستعملوها في توصيل البضائع لمحطة الفضاء الدولية، وكمان في إصلاح الأقمار الصناعية وإيصال المعدات ليها في الفضاء.
تعرف على: الذكاء الاصطناعي العاطفي
الترمومتر الحديث
طب بلاش، عارف الترمومتر الحديث اللي بيقيس الحرارة عن بعد؟! اللي هو بتوع الأمن بينشنوه على دماغك زي المسدس وإنت داخل أي مول، عشان يقيسوا بيه حرارتك ويتأكدوا إن معندكش كورونا.
أهو ده يا صاحبي بيشتغل أصلًا بالأشعة تحت الحمراء (Infrared light)، وبيقيس الحرارة الخافتة جدًا اللي خارجة من جسمك وغير ملحوظة أصلًا، وبيحولها لإشارات كهربية بتظهر بعد كده على الشاشة، وحلاوته إنه بيستعمل من بعيد خالص، فمش بيحتاج تعقيم ولا بيحتاج إنهم يحطوه لا مؤاخذة في بقك زي الباقيين.
ده يا عم أصلًا ابتكروه مع تطوير تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، اللي بتقيس بيها المراصد والتليسكوبات الفضائية حرارة وتكوين وبُعد الكواكب والنجوم البعيدة عننا هنا.
تصميمه كان بفضل برنامج الـ(Technology Affiliates) التابع لمين؟! الله ينور عليك، لوكالة ناسا بردو، فمن غير الناس دول مكانش في حد هيقدر يبتكر حاجة تقيس الحرارة عن بعد، وكان زماننا لسه لحد دلوقتي بنضطر نحط الترمومتر لا مؤاخذة في بقك، مشيها في بقك.
الحذاء الرياضي وتكنولوجيا الأطراف الصناعية
طب عارف الكوتشيهات الرياضية؟! أهي دي ابتكارها أساسًا جزء من برنامج أبوللو بتاع مهمات القمر، عشان يستعملوها في الأحذية بتاعت بذلات رواد الفضاء اللي هيمشوا على القمر، وده لإنهم كانوا عايزين أحذية مرنة وتستحمل الصدمات والزلط والذي منه، أكيد مش هينزلوا على القمر بجزمة Gucci يعني!
من التكنولوجيا دي يا صاحبي طلع الكوتشي اللي بتلبسه في رجلك حاليًا، وطبعًا مش محتاج أحكيلك عن كمية التطبيقات الصناعية والتجارية اللي اتعملت على الاختراع ده، ولا كمية البراندات العالمية بتاعت الأحذية الرياضية، اللي بدأت ووصلت لكل اللي هي فيه ده، بسبب برنامج أبحاث فضائي!
يا راجل ده حتى تكنولوجيا الأطراف الصناعية اللي بتشوفها دلوقتي في الناس اللي رجليهم أو إيديهم بتتقطع في أي حادث لا قدر الله، بردو اتصممت بسبب تمويلات من ناسا، كانوا بيعملوها عشان عايزين يطوروا أطراف صناعية ميكانيكية تشتغل بالكمبيوتر، لاستعمالها في المركبات الآلية اللي من دون طيار في مهمات الفضاء.
اقرأ أيضاً: التكنولوجيا وصراع البقاء
جهاز التصوير المقطعي
طب بلاش كل دول، عارف ماكينة التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography) أو الـ(CT Scanner)؟! اللي هي المكنة اللي الدكتور بيخليك تعمل عليها أشعة، لما بيكون في مشكلة في أعضاءك الداخلية، وبتستعمل الأشعة السينية X-Rays في تكوين صورة ثلاثية الأبعاد لجسمك ومكوناته من جوه.
المكنة دي طبعًا أداة طبية أساسية في العصر الحديث، وبتساهم في تشخيص وإنقاذ حياة ملايين المرضى في كل يوم، وأي دكتور متخصص هيبقى عارف كويس أوي مدى أهمية الآلة دي.
أهو التكنولوجيا دي يا سيدي ابتكروها لأول مرة وكالة ناسا في وقت برنامج أبوللو لمهمات القمر الأولى، عشان تخليهم يقدروا يتعرفوا على أي مشاكل هندسية في التصميمات الداخلية والخارجية لمعدات الطيران والصواريخ والمكوكات، واللي من غيرها، مكانوش هيقدروا يطلعو صواريخ أصلًا من الأرض، عشان كانت هتنفجر بسبب عيوب الصناعة!
بس طبعًا في الآخر يجيليك واحد محنك قاعد بالفانلة الحمالات بياكل لب، ويقولك إحنا مرحناش الفضاء أصلًا يا عم، كل ده هبل ومؤامرة عاملاها أمريكا على الكوكب، وإحنا اللي قافشينهم، معروفة يعني.
شير المقال ده بقى لصاحبك المحنك، وقوله مساءك فل.
المصادر:
https://www.usatoday.com/،./space-race،./39580591/
https://interestingengineering.com/15-space-age.
https://www.uschamber.com/،./8-technologies-we-can-thank.
https://www.philips.com/،./10-space-innovations-that-are.
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا