مقالاتفن وأدب - مقالات

Zootopia – كيف تتسابق الأرنبة مع من هم أقوى منها؟ فلم زوتوبيا

يبدأ الفيلم بعرض مسرحية بطولتها الأرنبة ” جودي ” بطلة الفيلم مع مجموعة من أصدقائها بقولها؛ أنَّ العالم فى الماضى كان عالم حيوان وما هو إلا مفترس وضحية وتسيِّره الغريزة، أما الآن لم يستمر الوضع على ماهو عليه فأصبحوا أكثر تحضرا وأصبح فى إمكان ” جودي ” أن تصبح شرطية ويصبح غيرها عالم فضاء أو موظف أو أيًا كان .

                                                         بإسقاط تلك المسرحية على حال الإنسان والحيوان فى العموم؛ العالم الحيواني تقوده الغريزة ولكن مايُميز الإنسان هو عقله الذى وهبه الله له، ويمكّنه من تحكيم شهوته لتحقيق الصالح كشهوته للسلطة للمال أو للأكل عمل العقل فيها واجب ، وِ إذا  لم تخضع القوى الشهوية لسيطرة العقل سيصبح فى بحث دائم لإشباع شهوته فقط، وسيُجنِّد كل ما فيه من قدرات من أجل هذا المسعى ولن يؤدي هذا إلا لانحطاطه ثم انحطاط المجتمع بالتبعية.

تستمر أحداث الفيلم و سعي الأرنبة ” جودي ” من أجل أن تصبح شرطية كي تجعل المجتمع هو العالم الأفضل ، تفشل فى البداية فى الأكاديمية،  ولكنها تستغل قدراتها المختلفة وتحقق هدفها ولاتستسلم ﻷولى العقبات .

 الأهداف العليا تدوم – ما هو هدف جودي ؟

هدف ” جودي ” كان هو “جعل العالم أفضل” و رأت أن عملها مسرحية هو أفضل وسيلة لذلك، و كل فعل قامت به فى أحداث الفيلم كان مُنْصَب نحو هذا الهدف، هدفها كان مُتمثِّل فى هيئة حلم أو مبدأ لم يكن هدف مادي. أهدافنا لابد أن تكون فى صورة مبادئ عامة شاملة كالعدل أو الخير وكل سلوك نقوم به أو فكرة نتبعها تكون بغرض خدمة هذا الهدف.

إذا كانت أهدافنا مادية بمجرد تحقيقها سنشعر بالتيه والفوضى و سنفقد الغاية التى كان من أجلها سلوكنا، فيجب إن فشلنا فى اتباع طريقة؛ نبحث عن طريقة أخرى طالما أن هدفنا اﻷكبر لم يتغير. و لتشكيل تلك اﻷهداف فى حياتتا؛ نحتاج إلى عقل واعٍ و سليم و هذا لن يتحقق إلا باكتساب المعرفة الصحيحة المُصاحب لها الخلق القويم.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

المدينة الفاضلة

اسم الفيلم هو “زوتوبيا” وهو على وزن “يوتيوبيا” أي المدينة الفاضلة؛ المدينة الفاضلة ليست المدينة التى يصبح فيها الحلم حقيقة و ليست المدينة التى كل من فيها  على نفس القدر من العلم و المعرفة، بل هى المدينة التى يسودها العدل و تتخذ من العقل حاكمًا لها و يحصل كل أفرادها على حقوقهم، إقامتها فى أرض الواقع ليس ضربا من الخيال؛ بل هو ممكن جدًا بشرط أن يُعمل كل فرد عقله و يسعى لكسب المعرفة المُكلّلة باﻷخلاق بما يُؤثِّر فى سلوكه وأفعاله فيما بعد؛ فيمكن إقامة المدينة الفاضلة و يصبح الحلم واقعًا والعالم أفضل.

 

اقرأ أيضا:

كلام عن الصيام وموسم الضجر العلني

الصراعات الداخلية…ولادة عسيرة

 عبقرية الدهشة وسلطان الاعتياد

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

هاجر جمال

طالبة بكلية الطب جامعة المنصورة

باحثة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة