مقالات

هل هذه رغبة المستمعين .. أم رغبة أصحاب شركة التواصل الاجتماعي؟

فجأة انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، مش عارفين ليه، واشمعنى الفيديو دا!

فجأة وجدنا هذا الفيديو وأخباره والنقاشات بشأنه على صفحاتنا! حتى من دون أي دعوة مسبقة أو طلب أو بحث!

ولا نعلم لماذا انتشر، وما الميزات الخارقة التي تميزه عن مئات الآلاف من الفيديوهات المماثلة عديمة الفائدة، عديمة المحتوى، عديمة القيمة، المفسدة الفاسدة.

لماذا تحرص شركات مواقع التواصل الاجتماعي على نشر هذا المحتوى في بلادنا؟ في حين نجد مثلًا التيك توك في الصين لا ينشر غير العلوم والتاريخ والرياضيات؟ في حين في مصر ينشر الرقص والتفاهة!

هل هذه رغبة المستمعين؟ أم رغبة أصحاب شركة التواصل الاجتماعي؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فيديو تافه، انتشار عجيب، وحوارات وكلام وفضائح، وتعديلات وتوضيحات لسوء الفهم، وتعليقات وتحليلات، وفيديوهات أخرى للتعديل والتوضيح والتعقيب، ومناقشات متحمسة، هذا الوقت كله وهذه الطاقة كلها في سبيل صفر، لا شيء، فراغ عقلي!

هذا يجعلنا نراجع ما نقوله عن خطورة مواقع التواصل الاجتماعي والتعامل معها، كيف أن مواقع التواصل الاجتماعي في بلادنا يصممها أصحابها في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية على نشر التفاهة، خوارزميات تنشر التفاهة والغباء وغسيل العقول، فتجعلها أكثر مشاهدة وأكثر نتشارًا!

في حين المقالات والفيديوهات المفيدة الذكية التي تحوي علمًا أو ثقافة أو فكرًا أو دينًا، تجعل مشاهدتها وانتشارها أقل، هذا تصميم الخوارزميات والشركات التي تتحكم فيها، وليست رغبة الجمهور.

أما أنت بصفتك مستخدمًا أو صانع محتوى أو متابعًا أو حتى تتسلى في وقت فراغ:

أولًا: البحث عن الشهرة بالتفاهة والاستظراف أو تقديم شيء غريب، يمكن أن ينتهي بك إلى كارثة أو فضيحة تدمر حياتك.

ثانيًا: أنك لا تعرف طريقة استقبال الناس وتعليقهم (الذين لا تعرفهم ولا يعرفونك ولم تقابلهم مرة واحدة في حياتك) على مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف يتحرك كل واحد منهم بنيات معينة ونفسية معينة وأفكار معينة، ويفهم ما تقوله على طريقته، وله نيات تجعله يعلق بطريقة معينة أو يستعمل ما تقوله أو تكتبه لغرض في نفسه، والذي قد يختلف تمامًا عن نيتك أو ما تقوله.

ثالثًا: كل إنسان تحركه نية، هدف، يفعل شيئًا بهدف ما، وبناء عليه من يدخل مواقع التواصل الاجتماعي علشان التريند، عادة ينتهي بفضيحة أو فشل أو كارثة في حياته الشخصية.

في حين من يدخل هذه المواقع بنية قول الحق ونشر الفكر والدفاع عن العدل والحرية، فهذا تكون نيته لله، وثوابه من الله في الدنيا والآخرة، حتى لو لم يقف معه الناس.

رابعًا: حين تجد تفاهة، لا تتابع، ولا تعلق، ولو حتى من باب الفضول، ولا تنشر، لأن الخوارزميات تتحسس ما تنظر إليه أكثر من ثلاث ثوانٍ، وتعتبرك مهتمًا به، فيظهر لك مزيدًا منه.

ابحث عن المقالات المفيدة وشاركها، هذا بالتدريج يقتل الباطل وينشر الحق، ويقاوم تصميم الخوارزميات (في شركات التواصل الاجتماعي الغربية) على نشر التفاهة في عقولنا.

مقالات ذات صلة:

الثقافة الخوارزمية ومواقع التواصل الاجتماعي!

ثقافة التريند!

تعمل إيه لو قولت لك أنك متراقب بشكل عمرك ما هتتصوره؟

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس