حين تمر أنت بالتجربة
لو مثلًا رجل مصاب بالعمى منذ الولادة، لا يبصر، لا يستطيع أن يرى الألوان، لكنه استمع إلى كل المحاضرات والكتب والأبحاث والمعلومات التي تعرفها البشرية عن اللون الأحمر، هل هذا يعني أنه يعرف اللون الأحمر؟ هل هو خبير باللون الأحمر؟ رغم أنه لم يرَ اللون الأحمر في حياته لكن يعرف عنه كل المعلومات؟
الإجابة: لا! لأنه لم يجرب رؤية اللون الأحمر!
كذلك الزواج!
كثير من الناس اليوم يستقي معلوماته عن الزواج والإنجاب وعلاقة الرجل بالمرأة من جروبات مواقع التواصل الاجتماعي، أو أفلام الإعلام ومسلسلاته! ويعد نفسه بذلك أنه يعرف الزواج وتفاصيله الخاصة؛ التعامل، المواصفات للزواج الناجح، علاقة الزوج مع زوجته، هل الزواج جيد أم لا، المشاكل، المزايا، العيوب، حتى العلاقة الحميمة!
لكن هل هذا يعني أنك بذلك تعرف ما الزواج والأبوة والأمومة؟ لا!
من تبحث عن معلومات عن الأمومة، هل كل الكتب التي قرأتِها ونصائح صديقاتك وعمتك وخالتك وأمك تجعلك تعرفين ما الأمومة ومزاياها وعيوبها ومشاعرها؟ لا!
حتى ما رأيته في أثناء طفولتك في بيت أبيك وأمك، ليس مطابقًا لما ستمر به أنت في الزواج أو الأبوة أو الأمومة أو الإنجاب، لأنك تختلف عن أبيك، وأنتِ تختلفين عن أمك، وشريك حياتك يختلف، والظروف والبيئة تختلف، والثقافة تختلف، ومكان العيشة يختلف، كل شيء يختلف! بناء عليه حتى ما رأيته في عائلتك، ليس المعلومات الكاملة عن الزواج ولا الإنجاب ولا بناء أسرة.
حتى ما أكتبه لك هنا عن أي موضوع، هو محاولة لنقل جزء من أفكاري وخبراتي عن موضوع ما، لكن هذا لا يعني أنني نقلت لك الشعور بالكامل ولا الخبرة بالكامل، ولا أن ما أقوله سوف ينطبق عليك بالكامل.
يجب أن تعرف أن كل هذا أفكار استرشادية تساعدك، تساعدك على توضيح خبرتك أنت وتسهيلها التي سوف تبنيها أنت حين تمر أنت بالتجربة بنفسك.
ومن ثم عليك أن تحرص على الحصول على هذه الأفكار الاسترشادية من مصادر أمينة وموثوق بعلمها وخبرتها بالحياة. ثم تتذكر أن كل ما تتوقعه مما تعلمته وما قرأته، ليس بالضرورة يكون مطابقًا لتجربتك الشخصية مع شريك حياتك وأسرتك ورحلتك في الحياة.
يجب أن تعرف أن تجربتك الشخصية مثل بصمة الإصبع، قد تتشابه في بعض الجوانب مع تجارب الآخرين، لكن سوف تظل تجربتك الشخصية تجربة فريدة وحيدة لا مثيل لها خاصة بك أنت وحدك ولا شبيه لها.
مقالات ذات صلة:
ليس بكم المعلومات فقط تحيا الأمم
كيف نميز المعلومات الصحيحة من الخاطئة؟
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا