علم نفس وأخلاق - مقالاتمقالات

العلاج النفسي في مقابل العلاج: هل ثمة فروق؟ .. الجزء الأول

يستخدم مصطلحي “العلاج النفسي” (psychotherapy)، و”العلاج” (therapy) تبادليًا ليعطيا في الغالب المعنى نفسه، ومع ذلك فإن الأمر يحدث غموضًا وحيرة وارتباكًا فيما يتعلق بسؤال أساسي: هل توجد فروق بينهما؟

تجدر الإشارة إلى أنه رغم هدف العلاج النفسي والعلاج واحد في تحليله النهائي، ويتمثل في تمكين الناس من التعافي من المتاعب والمشاق والآلام والتوافق الفعال والمواجهة الإيجابية لضغوط الحياة وأحداثها ومحنها وظروفها العصيبة، فهما يختلفان جوهريًا في المنطلقات والأسس النظرية ومدة العلاج ونوعية المتاعب وأنماطها والمشاق والاعتلالات التي يختص بها كل منهما.

يلقي المقال الحالي الضوء على الاختلافات أو الفروق بين “العلاج النفسي” و”العلاج”، علاوة على وصف طبيعة كل منهما وخصائصهما بما يفضي إلى تمكين الناس من اتخاذ اختيارات عقلانية مدروسة في سعيهم نحو تحقيق الصحة النفسية والانفعالية.

وعلى ذلك يتضمن المقال العناصر التالية:

أولًا: تعريف “العلاج النفسي” و”العلاج”

1.   أنماط العلاج النفسي:

  • العلاج السلوكي – المعرفي.
  • العلاج النفسي السيكودينامي.
  • العلاج الإنساني.
  • العلاج النفسي بين الشخصي.
  • العلاج السلوكي – الجدلي.
  • العلاج المرتكز على الصدمة.
  • العلاج الزواجي والأسري.

2.   أنماط العلاج:

  • الإرشاد.
  • العلاج الوظيفي – التأهيلي.
  • العلاج الطبيعي – الجسماني.
  • العلاج الكلامي: تصويب اضطرابات الصوت – اللغة – التواصل.
  • العلاج بالتكامل الحسي.

ثانيًا: الفروق المحورية بين “العلاج النفسي” و”العلاج”

ثالثًا: القواسم المشتركة بين “العلاج النفسي” و”العلاج”

رابعًا الاختيار بين “العلاج النفسي” و”العلاج”

وفيما يلي تناول موجز لهذه العناصر:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أولًا: تعريف “العلاج النفسي” وتعريف “العلاج” (Defining Psychotherapy and Therapy):

العلاج النفسي (Psychotherapy) عملية عميقة طويلة المدى يركز فيها على الاستقصاء الإكلينيكي لمتاعب الشخص ومشاقه الحالية وخبراته الحياتية الماضية وآلامه الانفعالية، بغرض كسر مسار تحولها إلى معاناة. ويستهدف العلاج النفسي في تحليله النهائي تمكن الأفراد من التوافق الإيجابي والمواجهة الفاعلة للشدائد والمحن والمشاق والكروب وتفكيك بنية ديناميات تشكل المتاعب النفسية، علاوة على دفعهم باتجاه تحقيق الارتقاء الشخصي في الحياة والاستمتاع بها والازدهار فيها.

وتتضمن عملية العلاج النفسي استكشاف الخبرات الحياتية الماضية التي تعرض لها الأفراد، وتعرُّف أنماط التفكير السلبية والمشاعر والسلوكيات غير التكيفية ورصدها وتحديدها، وتمكينهم من اكتساب وتطبيق استراتيجيات المواجهة الفعالة ومهاراتها.

يُطبَّق العلاج النفسي على يد اختصاصيين مهنيين مرخص لهم رسميًا بالعمل في مهنة العلاج النفسي مثل: المعالجين النفسيين، الأطباء النفسيين، المرشدين النفسيين، الذين مروا بمسار إعداد وتأهيل علمي أكاديمي وتدريب مهني احترافي في مؤسسات العلاج النفسي ومراكزه ومستشفياته، على محاور الممارسة الإكلينيكية وعملياتها من: الوصف الإكلينيكي، التفسير الإكلينيكي، التشخيصي الإكلينيكي، التصنيف الإكلينيكي، صياغة الحالة، إدارة الحالة، علاوة على الإشراف الإكلينيكي بل وممارسة البحوث الإكلينيكية وتقديم الاستشارات المهنية.

على الجانب الآخر فإن “العلاج” (Therapy) مصطلح “مظلي عام” يغطي ويندرج تحت أنماط علاجات المتاعب والحالات الجسمية والنفسية كافة. ولحالات الصحة النفسية يشير العلاج إلى “العلاج الكلامي” قصير المدى الذي يركز فيه مباشرة على تمكين الشخص من إيجاد حلول لمتاعبه ومشكلاته الحالية.

ويستهدف “العلاج” بشكل عام بهذا المعنى إلى التحفيز على التغيير، وتعزيز الوعي بالذات، وتقديم المساندة والدعم للأفراد والأزواج والأسر التي تواجه مجموعة متنوعة من المشكلات والتحديات والمتاعب اليومية الاعتيادية.

ورغم إمكانية استخدام كلا المدخلين العلاجيين في علاج حالات اعتلال الصحة النفسية، يركز “العلاج النفسي” بشكل أعمق على المتاعب والاعتلالات والتحديات طويلة المدى أو الأكثر عمقًا والأكثر تأثيرًا على حياة المصاب بها، أما “العلاج” فيركز فيه على التحديات أو الأهداف الحالية قصيرة الأمد والمحدد. ويعتمد في اختيار أي منهما على احتياجات كل فرد وأهدافه وطبيعة معاناته.

مقالات ذات صلة:

العلاج الاجتماعي الأسري للاجئين

العلاج بالفلسفة

الطب النفسي الإيجابي

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

د . محمد السعيد أبو حلاوة

اختصاصي الصحة النفسية والإرشاد النفسي، كلية التربية جامعة دمنهور