مزرعتك على موبايلك
عرفت الزراعة منذ القدم بأنها مجال -رغم أهميته القصوى لحياة الإنسان- لا يجب الاستثمار فيه لضعف عوائده واحتياجه لرأس مال كبير مع ضخامة الجهد المبذول، وفي هذه السلسلة من المقالات نحاول تفنيد المفاهيم السابقة،
فباستخدام العلم يمكن التغلب على الكثير من المعوقات التي تواجه القطاع الزراعي، بل وتحويله إلى مصدر رئيسي للدخل بالنسبة للأفراد أو الدول، كما نحاول توضيح مدى الارتباط الوثيق بين النبات والإنسان لتصبح بحق الزراعة حياة.
كيف تدار العمليات الزراعية من خلال المحمول؟
يتم ذلك ببساطة عن طريق إنترنت الأشياء، والذي يقصد به ربط أي جهاز أو ماكينة بجهاز آخر عبر شبكة الإنترنت، وليس ذلك فحسب بل والتحكم به أيضًا، فعلى سبيل المثال يمكن باستخدام مستشعرات موجودة في التربة لقياس نسبة الرطوبة (تعرف بالتنشيومترات) تحديد ميعاد الري المناسب طبقًا للاحتياجات المائية للمحصول المنزرع،
وعندما ينخفض محتوى التربة من الماء عن حد معين (سبق برمجته) تقوم هذه المستشعرات بإرسال رسالة إلى هاتف صاحب المزرعة، الذي يقوم بدوره بإعطاء أمر لشبكة الري للبدء في العمل،
ليس ذلك فحسب بل يمكن التحكم في كمية السماد التي تضاف إلى التربة بناءً على ما يستهلكه النبات، أيضًا مكافحة الآفات عن طريق رش المبيدات باستخدام الطائرات بدون طيار (الدرون) التي يتم التحكم بها عن بعد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد.
الروبوتات في مجال الزراعة
لا توجد حدود للطموح لدى البشر، فقد قامت شركة أيرون أوكس الأمريكية نهاية عام 2018 بإنشاء أول مزرعة مائية تعتمد بالكامل على الروبوتات بدلًا من البشر، ويقوم روبوت مزارع يدعى أنجوس بإزالة النباتات المصابة بالآفات من حوض الزراعة قبل انتشار الإصابة في كامل الحوض، حيث أن الروبوت يحتوي على برنامج تعلم يقوم بالتعرف على أعراض الإصابة بمختلف الآفات -أي أنه يتعلم- وهذا تطور كبير في علوم الذكاء الصناعي.
آفاق وتحديات تواجه الروبوتات في مجال الزراعة
يزعم البعض من مؤيدي هذه التقنية أنه يمكنها أن تحدث ثورة خضراء من خلال توفير الطعام لملايين البشر الجوعى في العالم، مع خفض التلوث البيئي من خلال الاستخدام المقنن للأسمدة والمبيدات دون إفراط،
بينما يرى البعض الآخر أن هذه التقنية ستقلل من فرص العمل لصالح الروبوتات، وبين هؤلاء وأولئك وانطلاقًا من القاعدة التي تقول أنه ليس كل جديد جيدًا وليس كل قديم سيئًا، أضع بين يديك عزيزي القارئ مجموعة من النقاط للتأمل:
- تحتاج هذه التقنية لبنية تحتية قوية في مجال الاتصالات، فلا يعقل مثلًا أن يفقد مزارع ما محصوله بسبب تحميل زائد على الشبكة وعدم قدرته على إعطاء أمر الري!
- تعتبر الزراعة من المجالات الاقتصادية كثيفة العمالة، أي أنها توفر فرص عمل كبيرة مقارنةً بقطاعات أخرى كالخدمات والسياحة.
- ما الذي يمنع الروبوتات القادرة على التعلم من أن تطور وعيًا خاصًا بها وتتحد وتنافس -أو حتى تحارب- البشر للسيطرة على الموارد؟
- ماذا لو أمكن لأحد ما قرصنة هذه الروبوتات وتسخيرها لمصلحته؟
- التكلفة الكبيرة لتصنيع وتشغيل الروبوتات، مع الحاجة إلى تقنيات وخبرات كبيرة لصيانتها.
المصادر
- موقع أخبار البيئة.
اقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والعقل البشري
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا