مقالات

لكن لا يهتمون بالمعاملات

هذا العام في الحج تناقلت وسائل الإعلام زحامًا شديدًا أكثر بكثير من الأعوام السابقة، بسبب تزايد عدد الحجاج الذين ذهبوا إلى الحج غير النظامي وغير القانوني (ما يسمى بتأشيرة سياحة).

بعضهم كان ضحية خداع شركات السياحة واستغلالها، لكن البعض الآخر فضل أن يغش ويكذب من أجل أداء مناسك الحج التي أمرنا الله ورسوله بأن نؤديها فقط لو استطعنا، لمن استطاع إليه سبيلًا!

هذا الذي كذب وغش على السلطات في أثناء دخول السعودية، وقال إنه حضر للسياحة وليس للحج!

في سبيل أن يؤدي شعائر ومناسك وعبادات، الذي بسبب دخوله دخولًا غير رسمي تسبب في تزاحم شديد، وبناء عليه تسبب في أذى للآخرين الذين سافروا حجًا رسميًا ومنظمًا.

بل ربما يتحمل بعضًا من ذنب الناس الذين ماتوا في الحر الشديد بسبب التزاحم وزيادة الأعداد عن الطاقة الاستيعابية للأماكن المقدسة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الدين معاملة قبل أن يكون عبادة

هذا يجعلنا نراجع طريقة تفكير بعض المسلمين، الذين يهتمون بالعبادات والشعائر، لكن لا يهتمون بالمعاملات، مستعد أن يؤذي المسلمين الآخرين في سبيل أن يؤدي مناسك الحج.

أو الذين نجدهم يتصارعون ويتدافعون في طواف الحرم المكي للمس الحجر الأسود أو أستار الكعبة! أو يسيرون عكس اتجاه السعي فقط لأن خطر بباله أن يخرج من باب مختلف! ولا يهمه تعطيل الطواف واضطرابات النظام!

أو تمامًا مثل الذي يتخطى الرقاب في صلاة الجمعة كي يحظى بمكان مريح له دون أن يهتم بالآخرين الذين يؤذيهم!

مثل المتزاحم والمتناحر والمؤذي، الذي يؤذي الآخرين بتصرفاته، ودون أدنى تفكير في احتياجاتهم ومشاعرهم، يعد نفسه أولوية، والآخرين غير مهمين! أناني حتى في عباداته، ثم بعد ذلك يقول يا رب!

هو لا يرى غير نفسه، ولا يشعر إلا باحتياجاته الأولية، رغم أنه يردد العبادات والشعائر بحماس وإيمان، لكنه إيمان شكلي من دون تطبيق في المعاملات.

الإسلام ليس فقط شعائر وعبادات، لكنه أيضًا معاملات، ومن العجيب أن يتسبب أحدهم في أذى الآخرين، ثم يقول يا رب ويتوقع أن يستجيب الله له! إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا.

الدين المعاملة!

أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا. وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا” (المؤمنون: 51)، وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ” (البقرة: 172). ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنّى يُستجاب له؟” رواه مسلم.

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

اقرأ أيضاً: 

النخوة في صدر الإسلام

إنهم يدعون لدينٍ جديد!

مأساة حج ٢٠٢٤

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس