علم نفس وأخلاق - مقالاتمقالات

التحليل العاملي الاستكشافي لأنماط العينة

نهج متكامل لتحديد الأنماط المشتركة

في سمات الأفراد

في مجال البحوث النفسية والتربوية، يلعب التحليل العاملي الاستكشافي (EFA) دورًا بارزًا في تحليل بيانات الاستبيانات وتحديد العوامل الكامنة التي تفسر تشابه استجابات الأفراد وتباينهم، وعادةً ما يستخدم هذا الأسلوب لاستخلاص العوامل المرتبطة بمجموعة من المفردات (الأسئلة) التي تعكس سمات معينة في عينة من الأفراد. ومع ذلك، هناك نوع آخر من التحليل العاملي يتجاوز التركيز على المفردات ويهتم بتحديد الأنماط المختلفة في العينة بناءً على تشابه سمات مجموعات الأفراد، بحيث يمكن تصنيفهم في مجموعات (أنماط) تشترك في خصائص أو سمات محددة.

يهدف هذا المعنى إلى توضيح كيفية تطبيق التحليل العاملي الاستكشافي على أنماط العينة لفهم السمات المشتركة بين مجموعات الأفراد، والفرق بين هذا الأسلوب والتحليل العاملي التقليدي القائم على المفردات.

وعليه فإن التحليل العاملي الاستكشافي لأنماط العينة يعنى بالبحث عن المجموعات المتجانسة داخل العينة، إذ يُصنَّف الأفراد بناءً على الأنماط المشتركة في السمات. وهذا النهج يهدف إلى تحليل العلاقات بين الأفراد ككلّ بدلًا من التركيز على المفردات الفردية، ويتيح هذا التحليل إمكانية تصنيف العينة إلى مجموعات نمطية تتشابه داخل كل منها سمات الأفراد، مما يساعد الباحثين في فهم الأنماط الشخصية والاجتماعية التي قد تكون موجودة في العينة.

ومن ثم فإن خطوات التحليل العاملي لأنماط العينة هي ما يلي:

  1. جمع البيانات واختيار المتغيرات: يبدأ التحليل بتحديد المتغيرات (المفردات) التي يُعتَقد أنها تعكس السمات المشتركة للأفراد في العينة.
  2. تحليل التباين المشترك بين الأفراد: يُحسب معامل الارتباط بين الأفراد بدلًا من حسابه بين المفردات، وذلك لاكتشاف مدى التشابه في استجاباتهم أو سماتهم.
  3. استخدام التحليل العنقودي (Cluster Analysis):

يعتمد التحليل على تقنيات مثل التحليل العنقودي لفرز الأفراد إلى مجموعات بناءً على التشابه بين استجاباتهم، وباستخدام خوارزميات مثل (K-means) أو “التجميع الهرمي”، إذ يُصنف الأفراد إلى أنماط بناءً على سماتهم المشتركة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

4. استخلاص العوامل: ما إن تُحدد الأنماط المختلفة، يُطبق التحليل العاملي الاستكشافي لاستخلاص العوامل الكامنة التي تفسر سمات كل نمط على نحو منفصل، مما يعزز الفهم العميق للأنماط المشتركة بين أفراد كل مجموعة.

5. تفسير الأنماط والعوامل: بعد استكمال التحليل، يأتي دور تفسير العوامل الناتجة عن كل نمط على نحو يساعد في فهم السمات المشتركة لكل مجموعة، مما يعطي الباحثين رؤى عميقة بشأن الخصائص السائدة في العينة.

إذًا فما الفرق بين التحليل العاملي لأنماط العينة وتحليل مفردات الاستبيان؟ في الحقيقة يهدف تحليل مفردات الاستبيان إلى استخراج العوامل المرتبطة بالمفردات لتحديد الأبعاد الرئيسية للسمات الفردية، في حين أن تحليل أنماط العينة يهدف إلى تصنيف الأفراد في مجموعات بناءً على التشابه في سماتهم واهتماماتهم.

كما أن الوحدات التحليلية في تحليل مفردات الاستبيان هي المفردات التي تشكل الاستبيان، في حين أن تحليل أنماط العينة يعتمد على الأفراد بوصفها وحدات تحليلية، وتُجمع في أنماط تتشارك سمات معينة.

يُستخدم تحليل مفردات الاستبيان كثيرًا في بناء المقاييس واختبار الصدق البنائي، في حين أن تحليل أنماط العينة يُستخدم في الدراسات التي تركز على تشابه السمات بين الأفراد وتنوعها، مثل دراسات الشخصية وتصنيف الجماعات.

وهناك عدة تطبيقات هامة للتحليل العاملي لأنماط العينة في البحوث في مختلف المجالات منها:

  • دراسات الشخصية: لتصنيف الأفراد في مجموعات بناءً على سماتهم الشخصية المشتركة.
  • البحوث التعليمية: لتحليل أنماط التعلم وتحديد مجموعات الطلاب الذين يتشاركون في أساليب تعلم معينة.
  • التحليل الاجتماعي: لتحديد الأنماط الاجتماعية في العينة، مثل القيم أو الاتجاهات المشتركة بين الأفراد في مجتمع معين.

وعلى ضوء ذلك فالتحليل العاملي الاستكشافي لأنماط العينة يعدّ أداة قوية لفهم السمات المشتركة بين مجموعات الأفراد وتصنيفهم إلى أنماط مختلفة، وبالمقارنة مع التحليل العاملي لمفردات الاستبيان، فإن هذا النهج يركز على فهم العلاقات بين الأفراد ككل، مما يتيح رؤى جديدة في المجالات البحثية المختلفة، مثل علم النفس التربوي والصحةالنفسية والإدارة التربوية وعلم الاجتماع.

مقالات ذات صلة:

علم النفس الإيجابي في مخططات عامة

كيفية كتابة البحث العلمي

كليات التربية في عالمنا العربي ورؤى التطوير المنشود

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

ا.د. هشام الخولي

أستاذ القياس والتقويم النفس التربوي كلية التربية – جامعة السويس رئيس قسم علم النفس التربوي