الأحلام
الأحلام مشروعة للجميع لا احتكار فيها لفئة دون فئة أو لون أو جنس، وهي ترتبط بالتخطيط للمستقبل مثل العمل أو الدراسة أو الزواج، وتكون على مستوى الفرد أو المؤسسة أو الدولة بوضع برامج وخطط تشمل الزمان والمكان والأدوات للتنفيذ.
وأولى الأحلام النجاح في الحياة مثل البيت وتكوين الأسرة، والعمل والارتقاء فيه، فعندما يضع الشخص هدفًا أمامه يعمل جاهدًا على تحقيقه والوصول إلى مراحل متقدمة فيه.
يجب تعليم الأولاد كيفية العيش لأجل أهداف نبيلة والسعي لإنجازها بالاستعانة بالوسائل المشروعة ومساعدة الوالدين وسؤال أهل الخبرة والاختصاص حتى تكون حياتهم لها معنى وقيمة.
عندما نتكلم عن الأحلام نستحضر القائد محمد الفاتح ابن مراد الثاني العثماني، الذي تربى على القيم الأخلاقية والآداب الدينية والمعاملات الصادقة، وكان حلمه وهدفه امتدادًا لحلم والده الذي لم يستطع تحقيقه وهو في حياته، ويتمثّل في فتح القسطنطينية الاسم القديم لمدينة إسطنبول التركية التي كانت عاصمة الإمبراطورية الرومانية ثم البيزنطية.
لقد استعصت على القادة قبله لارتفاع أسوارها وتحصيناتها المنيعة، وخلف هذه الأسوار شعب يُعاني صنوف التعذيب والتنكيل والظلم والاضطهاد، مثل التكليف بالأعمال الشاقة وفرض الضرائب الباهظة التي أثقلت كاهلهم والمعيشة الضنك.
بعد تأسيس الطفل محمد وإعداده إعدادًا جيدًا على علوم الدنيا والدين والشجاعة في الرأي والإقدام والنزال في الحروب، مات أبوه بعد أن أصبح شابًا يافعًا قويًا فخَلَفَ والده في الحكم. عمل على تحقيق حلمه وحلم أمته فضبط الأمن وحافظ على حدود الدولة، ونشر العدل بكل حسم واهتم بالجيش والتدريب الشاق للوصول لمرحلة التمكن، حتى استطاع تجاوز الحواجز وكسر الحصار عن دولته انتهاء بفتح القسطنطينية، الحلم الكبير الذي كان يُراوده منذ صغره، ولهذا سُمي محمد الفاتح.
عندما ذهبتُ إلى الصين في الفترة الأولى ذهبتُ لزيارة ميدان “تيان آن مَنْ”، وهو ميدان كبير يرمز للحرية وتُقام فيه العروض العسكرية الضخمة كل عام بمناسبة العيد الوطني، في هذا المكان المهم وجدتُ لوحة مميزة وعليها باللغة الإنجليزية والصينية عبارة “حلم الصين”، عرفت بعد ذلك أن حلم الصين من ضمن استراتيجية الدولة والحكومة لبث الحماس في نفوس الشباب وتعليمهم الأحلام واستشراف المستقبل والعمل على تقدم وطنهم بكل قوة وكفاح وصبر.
إن تعليم الأحلام وزرع الأمل يبدأ مع الأبناء في البيوت عن طريق ثقافة التربية وأصولها، والمدارس بمعلميها ومناهجها، والبرامج الإعلامية المسموعة والمرئية التي تكمل دور البيت والمدرسة، والبعد عن الخلافات والفُرقة لاستقبال الحياة والعمل والعطاء والنجاح.
يقول الدكتور أحمد زويل:” احلموا، واعملوا بجد من أجل أحلامكم، من دون العمل الجاد لا نستحق حياة جيدة، ومن دون الرحمة لن ننال الحياة الطيبة، في عالم أغلبية سكانه محرومون من كثير”.
هنا لا بد من تسجيل نقطة مهمة وهي أن الحلم يكون مقبولًا وقابلًا للتحقق فلا يحلم الشاب بالموضوعات الصعبة أو المستحيلة التحقيق، فالأحلام كالأهداف قد تكون صعبة لكن يمكن السعي إليها بكل قوة وإحرازها.
وقد حَذت الدول العربية حذو الدول المتقدمة في هذا المجال فعمدت إلى إنشاء مؤسسات لتعليم التفكير والإبداع وتنمية الذكاء والعلوم، فعلى سبيل المثال، توجد في مصر مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (ستيم)، وهي مدارس ثانوية تابعة للتربية والتعليم، وأيضًا توجد هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار وهي تابعة لوزارة البحث العلمي، ومدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وفي المملكة العربية السعودية جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا التي تُعد من أعرق الجامعات، ويطلق عليها “دار الحكمة الجديدة”، و”منارة للسلام والأمل والتصالح”، وفي قطر توجد “واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا”.
نضرب مثلًا على استحالة تحقيق الحلم والتفكير بغير عقلانية وهو الكيان الصهيوني المغتصب، إذ يعيش في أوهام تحجب عنه رؤية الواقع، فيرى أنه شعب الله المختار والأرض التي اغتصبها بغير وجه حق هي أرض الميعاد، بزعمه، ويضع لدولته الهشة برامج وأفكار واستراتيجيات غير معقولة أو مقبولة، بدليل عدم استقراره منذ زرْعه ونشأته كجسم سام غريب في جسم الأمة العربية غير مرغوب فيه.
مقالات ذات صلة:
سلسلة نظرية الأمل، والعلاج بالأمل
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا