إسرائيل تخسر واقتصادها ينهار
تقول التقارير الاقتصادية إن هجوم إسرائيل على غزة يكلف الاقتصاد الإسرائيلي نحو ربع مليار دولار يوميًا!
ليس فقط تكلفة الأسلحة والقنابل، لكن أيضًا خسائر توقف عجلة الاقتصاد الإسرائيلي عن العمل، توقف الشركات، خروج الاستثمارات، توقف السياحة، إلخ.
طبعًا سيقول لك أحدهم، لا تقلق، لديهم دعم مستمر من أمريكا وأوروبا، ومعونات، ربما سيكون هذا صحيحًا لبعض الوقت، لكن ليس لوقت طويل، لماذا؟
أولًا
خزائن الغرب تعاني أصلًا من أزمة اقتصادية.
ثانيًا
خزائن الغرب أيضًا لها حدود، وكما رأينا حين دخل الغرب مع أمريكا حروبًا فاشلة في أفغانستان والعراق، في الفترة بين سنة 2001 و2004، صنعت كارثة اقتصادية فيما يسمى الأزمة الاقتصادية العالمية، في 2008، وطبعًا كلمة عالمية لأن وقتها كان اقتصاد العالم هو الغرب! لكن بعدها صعدت الصين وروسيا وغيرها.
ثالثًا
إسرائيل لها اقتصاد قوي حاليًا، لكنها بلد ليست لها أهمية في سلاسل الإمداد على مستوى العالم، يعني اقتصاد إسرائيل يعتمد أساسًا على التعاون في التصميم والتكنولوجيا مع شركات أمريكية وغربية.
- يعني مثلًا لو حدثت أزمة في الخليج العربي، سيعاني العالم من أسعار البترول.
- لو حدثت أزمة في أوكرانيا وروسيا، سيعاني العالم من أسعار القمح والغاز والمعادن.
- لو حدثت أزمة في الصين، سيعاني العالم من أسعار السيارات والأجهزة الكهربائية.
- لو حدثت أزمة في مصر وأُغلقت قناة السويس، سيعاني العالم من أسعار كل شيء في التجارة بين الصين وأوروبا.
لكن لو اختفت إسرائيل من على وجه الأرض، سيستمر العالم في العمل بصورة طبيعية، ولن تتأثر سلاسل الإمداد (supply chain)، لأن إسرائيل لا تقدم للعالم أي سلعة حيوية هامة يحتاجها الناس في حياتهم اليومية.
رابعًا
العالم الغربي قد يتعاطف مع إسرائيل والاستعمار الصهيوني، لكن في النهاية نجد الرجل الأوروبي غير مستعد للتنازل عن كوب القهوة في الصباح في سبيل إسرائيل، أو أن يدفع تكلفة أعلى للكهرباء أو السيارة في سبيل إسرائيل.
خامسًا
اقتصاد إسرائيل قوي، لأن الغرب يساعد ويتعاطف، لذلك هو اقتصاد هش، شديد الهشاشة، يتأثر بسهولة، رغم حجمه الكبير. وبالمناسبة، حجم الناتج المحلي (GDP مقياس الحجم الكلي للاقتصاد) في إسرائيل 488 مليارًا، بينما مصر 404 مليارات، وإيران 359 مليارًا، والسعودية 833 مليارًا، والمغرب 142 مليار دولار أمريكي.
لذلك، في الأزمات طويلة المدى، إسرائيل ستنهار بسرعة أكبر بكثير من كثير من البلاد التي تحيط بها، وسيكون الضرر عليها وعلى حلفائها أكبر بكثير من الضرر على بقية العالم أو الصين أو روسيا.
الخلاصة
تطويل الحرب في مصلحتنا، رغم الألم والخسائر، هذه هي الحقيقة، بغض الطرف عن المشاعر والعواطف والآلام والأحزان، نتألم في المعركة، لكن من يصبر أكثر هو من سيحالفه النصر، معركة عض الأصابع والنفس الطويل.
أو كما يقول لنا الله تبارك وتعالى في سورة النساء: “إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ”، والقاعدة الربانية تقول: “إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين”.
الصبر، والمثابرة، يجب أن يتعلم الجميع الصبر على الألم، على الأزمة، من يصبر ويثبت، يفُز
“وما النصر إلا صبر ساعة”.
مقالات ذات صلة:
ستنصرون.. ويهزمون والموعد الله
هل ستنتصر المقاومة الفلسطينية على إسرائيل في معركة غزة
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا