علم نفس وأخلاق - مقالاتمقالات

أنشطة المساحات الصديقة للأطفال اللاجئين

يُعَد الأطفال اللاجئون من أكثر الأطفال على مستوى العالم تعرضًا للضغوطات والأزمات النفسية والاجتماعية، نتيجة للصراعات والأزمات التي مروا بها بسبب النزوح القسري والتنقل الاضطراري نتيجة الحروب والكوارث والأزمات، الذي نتج عن ذلك التعرض للإيذاء وسوء المعاملة والإهمال وقصور في الحماية الاجتماعية لديهم عمومًا.

تنص المادة 19 في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لعام 1989م: “للأطفال الحق في الحماية من التعرض لسوء المعاملة بدنيًا ونفسيًا”.

وكذلك المادة 31: “لكل طفل الحق في الراحة ووقت الفراغ ومزاولة الألعاب والأنشطة الترفيهية المناسبة لسنه والمشاركة بحرية في الحياة الثقافية والفنون.”

الأنشطة الصديقة للأطفال اللاجئين

تطبق المساحات الصديقة للأطفال أنشطة لتعزيز الرفاه النفسي والاجتماعي للأطفال ولسلامتهم النفسية الاجتماعية، ويكون لهذه الأنشطة أهداف مختلفة، إذ إنها تساعد الأطفال على التعافي من الأحداث المجهدة التي تعرضوا لها وإدارتها، كما أنها تنمي المهارات الحياتية لدى الأطفال، مثل تكوين العلاقات، وتساعد هذه الأنشطة الأطفال على بناء مرونتهم والتعامل مع عواطفهم. والأهم من ذلك، أنها تهدف أيضًا إلى الحفاظ على الأطفال في مأمن من الأذى.

أنواع الأنشطة الصديقة للأطفال اللاجئين

التعليم

تعليم اللغة: توفير دورات لتعليم لغة البلد المضيف للمساعدة في الاندماج.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

التعليم المهني: تقديم ورش عمل لتدريب اللاجئين على مهارات مهنية جديدة أو صقل مهاراتهم الحالية.

 الدعم النفسي والاجتماعي

جلسات الدعم: توفير مساحات آمنة للاجئين للتعبير عن مشاعرهم والحصول على الدعم النفسي من أقرانهم أو الاختصاصيين.

التوجيه والإرشاد: تقديم استشارات لمساعدتهم على فهم حقوقهم وواجباتهم وتقديم الدعم القانوني اللازم لهم.

المرافقة: برامج لتوجيه اللاجئين فرديًا أو جماعيًا من مشرفين “أصدقاء” لتعزيز نموهم الشخصي والاجتماعي.

الترفيه والرياضة

الرياضة: تنظيم الأنشطة الرياضية مثل لعب كرة القدم التي تساعد الأطفال على بناء الثقة بالنفس والعمل الجماعي وتجاوز الصدمات.

الفنون والأنشطة الثقافية: تشجيع الأطفال على الرسم، التمثيل، المشاركة في مجموعات القراءة، وفقًا لما تقدمه “مراكز صديقة للطفل”.

 التمكين والاندماج المجتمعي

ورش الدفاع عن النفس: تمكين النساء والفتيات عن طريق تعليمهم آليات الحماية الذاتية.

التوعية: تنظيم جلسات توعية بخصوص مواضيع مهمة مثل الصحة، مكافحة زواج الأطفال، الحقوق القانونية لتمكينهم من اتخاذ قرارات مستنيرة.

الأنشطة اليدوية والحرفية: توفير فرص لممارسة الأنشطة اليدوية لتعزيز الإبداع وتنمية مهارات جديدة.

فوائد المساحات الصديقة للطفل

الدعم النفسي والاجتماعي

توفر بيئة آمنة تسمح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم وعواطفهم دون خوف، مما يساعدهم على معالجة تجاربهم الصعبة.

بناء المرونة

تساعد بيئة مستقرة وقابلة للتنبؤ على تطوير قدرة الأطفال على التكيف مع التحديات والصعوبات.

تطوير المهارات

توفر فرصًا للعب والتعلم والأنشطة المنظمة التي تساعد على بناء مهارات جديدة وتعزيز الابتكار.

الحماية من المخاطر

تعمل كآلية للكشف عن التهديدات والمخاطر التي يتعرض لها الأطفال، مثل العنف أو العنف الجنسي، وتوجيههم إلى الخدمات الداعمة.

استعادة الحياة الطبيعية

تتيح للأطفال تجربة جانب من الطفولة الطبيعية، مما يخفف من آثار الصدمات والخوف الذي يعيشونه.

تعزيز التواصل الاجتماعي

تشجع على التفاعل بين الأطفال، مما يقوي العلاقات الاجتماعية ويعزز مهارات الحوار والتعبير عن الذات.

الشمولية والإدماج

تهدف إلى دعم الأطفال جميعهم بغض الطرف عن خلفياتهم وظروفهم، وتعزيز المساواة بينهم.

كيفية عمل المساحات الصديقة للطفل

الأنشطة المنظمة

تقدم أنشطة ترفيهية وتعليمية منظمة، مثل الرسم وسرد القصص، لدعم التعبير عن الذات والتطور.

التعلم عن الأمان

توفر توعية بخصوص المخاطر وكيفية التعامل معها، وتدرب الأطفال على فنون الحديث والتواصل.

التوعية بمخاطر النزاعات

في مناطق النزاع، تساعد في توعية الأطفال بمخاطر الألغام والمواد الخطرة الأخرى وتعزز وعي المجتمع بحقوقهم.

الوصول إلى الخدمات

تعمل بصفتها نقطة انطلاق لإحالة الأطفال إلى خدمات الدعم المتخصصة التي يحتاجون إليها.

ومن أجل تنفيذ أنشطة المساحات الصديقة لهؤلاء الأطفال يجب علينا إعداد مهنيين اجتماعيين لتولي هذه الأدوار وتفعليها بعيدًا عن العشوائية في التعامل مع هؤلاء الأطفال، فلهم وللخدمة الاجتماعية دور كبير، إذ تلعب الخدمة الاجتماعية دورًا محوريًا في الأنشطة الصديقة للأطفال بتصميم برامج داعمة وتنفيذها، توفير بيئة آمنة، تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، رفع الوعي بمفاهيم حماية الطفل، تفعيل الشراكات مع المجتمع المحلي لضمان رفاهية الطفل وتنميته الشاملة.

يساهم الاختصاصيون الاجتماعيون في تحديد الاحتياجات وتدريب الكوادر وتقييم البرامج وضمان حماية الأطفال من المخاطر المختلفة في ظل الأزمات أو الظروف الصعبة.

أدوار محددة للخدمة الاجتماعية في الأنشطة الصديقة للأطفال

تصميم البرامج وتطويرها

يشارك الاختصاصيون الاجتماعيون في تصميم البرامج التي توفر للأطفال فرصًا للعب والتعلم والتنمية.

خلق بيئة آمنة وداعمة

تعمل الخدمة الاجتماعية على ضمان أن تكون المساحات الصديقة للأطفال بيئة آمنة ومحفزة، مع توفير المرافق الأساسية مثل المياه ومرافق النظافة.

الدعم النفسي والاجتماعي

تقدم الخدمات النفسية والاجتماعية للأطفال، بخاصة في حالات الطوارئ أو النزوح، مثل مجموعات الدعم والجلسات العلاجية لمساعدتهم على التكيف وتجاوز الصدمات.

حماية الطفل

يضطلع الاختصاصيون الاجتماعيون بدور هام في رصد حالات إساءة معاملة الأطفال أو إهمالهم وتحديدها، وتقديم الدعم اللازم لضمان سلامتهم.

التدريب ورفع الوعي

تُدرَّب الكوادر التربوية والمشرفون على مفاهيم حماية الطفل وتقديم خدمات متكاملة، كما تُوعى الأسر والمجتمع بأهمية حماية الأطفال وتنميتهم.

بناء الشراكات المجتمعية

تتعاون الخدمة الاجتماعية مع المنظمات غير الحكومية والمحلية لتعزيز التكامل بين مختلف الجهات التي تخدم الأطفال، بتبادل الخبرات والاستفادة من الموارد المشتركة.

دراسة الحالات الفردية

تُدرَس حالات الأطفال لتحديد من هم الأكثر احتياجًا للدعم والتدخلات المناسبة، مع إحالتهم إلى الخدمات المتخصصة إذا لزم الأمر.

متابعة البرامج وتقييمها

يُقيِّم الاختصاصيون الاجتماعيون فعالية البرامج والأنشطة المقدمة للأطفال، والتأكد من تحقيق أهدافها في تمكين جيل واعٍ وتنشئته.

وفي النهاية يجب الاهتمام بتعزيز أنشطة المساحات الصديقة للأطفال اللاجئين من أجل المساعدة على حمايتهم من المخاطر وتقديم الحماية الاجتماعية لهم على نحو فعال.

مقالات ذات صلة:

العلاج الاجتماعي الأسري للاجئين

علاج مشكلة إساءة معاملة الأطفال والخدمة الاجتماعية

سلسلة المهارات الحياتية الواجب تعليمها للطلاب

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

الغزالي رشاد محمد الغرباوي

باحث دكتوراة بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان