مقالاتفن وأدب - مقالات

يجب أن تسأل عقلك: ماذا يريد أن يقول المؤلف؟

البشر يتأثرون بالقصص والحكايات، حتى لو كانت حكايات غير واقعية، أو قصص شاذة! لكنها مؤثرة في البشر أكثر من الحقائق والأرقام، وكلما كانت القصة مؤثرة وعاطفية كلما كانت أكثر نجاحا، حتى لو تعارض هذا مع العقل والمنطق! وهذا يفسر لنا إيمان البعض بأساطير وخرافات، رغم أنها لا تتماشى مع العقل ولا المنطق.

والقصة المؤثرة تتكون من ثلاثة أجزاء:

الجزء الأول يحكي عن البطل الطيب والعدو الشرير، يرسم صورة شخصيات القصة والظروف المحيطة بهم، ويجهز المشاهد أو القارئ لمن يجب أن يتعاطف معه ومن يجب أن يكرهه!

الجزء الثاني يقدم لنا التحدي والمشكلة والمواجهة والمحنة التي يمر بها البطل، والتغيير الذي يقلب حياته رأسا على عقب!

الجزء الثالث يقدم لنا مرحلة الانتصار والنجاح للبطل، ومعها يقدم لنا الدرس والرسالة المطلوب تعلمها من القصة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ونجد الكثير من الأمثلة حولنا، في الأفلام، في الكتب، في الروايات، حتى النهاية الحزينة يمكن أن يتم تقديمها على أنها انتصار!

مثل قصة المسيح عليه السلام في الإنجيل حيث تحكي عن القيامة وصعوده إلى السماء (الجزء الثالث)، بعد رحلة المعاناة والصلب (الجزء الثاني)، بينما كان الجزء الأول رسما للشخصية وتطورها التدريجي إلى قمة القصة ودخول القدس.

أو مثل فيلم المصارع gladiator حيث يموت البطل ويذهب إلى العالم الآخر ويقابل زوجته هناك!

استغلال شركات الدعاية للقصص والحكايات

لذلك تستعمل شركات الدعاية القصص والحكايات، مثلا شركات التبرعات والتسول تعتمد على قصة مؤثرة عن معاناة الفتاة المسكينة الفقيرة، مع موسيقى تصويرية، وبدلا من أن تقدم لك إحصاء رسميا واقعيا من الأرقام.

كذلك يستعمل الإعلام الأفلام في رسم وعي البشر، ومن القصص المشهورة عن تأثير القصص فيلم Sideways الذي تمت فيه الدعاية غير المباشرة لأحد أنواع الخمور Pinot noir، وكانت النتيجة ازدياد مبيعات هذا النوع بنسبة وصلت إلى 60% بعد عرض الفيلم!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أو فيلم ألعاب الجوع the hunger games الذي يشجع الحركات النسوية  feminist، واختراع سترونج اندبيندانت ومان Strong independent woman!!

أي قصة تسمعها أو تقرؤها أو فيلم تشاهده يمكنك الاستمتاع بها، لكن بعدها يجب أن تسأل عقلك: “ماذا يريد أن يقول المؤلف؟ لماذا رسم هذه الأحداث والصور بهذه الطريقة؟”، يجب أن تستعمل عقلك كي لا تكون ضحية مفعولا بك، يتلاعب بك الآخرون عن طريق عواطفك.

اقرأ أيضاً:

هل نستطيع أن نحيا كأبطال القصص الخيالية؟

حكايات الحاجة ” عائشة ”

هل تأملت في حياتك نهرا؟!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس

مقالات ذات صلة