مقالات

أنا لست عازبا، بل أنا متزوج وأفتخر!

متزوج وأفتخر

انتشرت في الأونة الأخيرة كثير من الدعاوي تحض على العزوبية والبعد عن الزواج وكأنه شر كبير وأن الرجل عندما يصبح متزوج يفقد حريته وسعادته ، هذه الدعاوي بالأساس نشأت من الفكر الغربي الذي يقول الفردية وتم استيرادها لتنتشر بين شبابنا رغم انها غير مناسبة لهويتنا، دعوات باسم “أنا عازب وأفتخر”

“I’m single & proud”

وهي تروج لمذهب المتعة بالأساس، عش كل لحظة من حياتك وتحصل على كلمتعة ولذة ممكنة، لماذا تُرهق نفسك بتحمل مسؤولية أشخاص آخرين، ولماذا تتعامل مع رفيق تفكيره يختلف كلياً عن تفكيرك.

وللأسف نجد بعض المتزوجين يروج لهذا الفكر أيضاً في بعض الأحيان سواء بالحقيقة أو بالمزاح ويتباكون ويشتكون من الزواج وما به من مساوئ.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

عندما نتناول الموضوع بنظرة عقلانية بعيدا عن حب النفس وحب الشهرة هل الزواج فعلاً سيء كما يدعي البعض لماذا الزواج ؟ ولنجيب على هذا السؤال يجب أن نضع أمام أعيننا أولاً ما هي الحاجات التي يسعى الإنسان لسدها من الزواج ؟

الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، وطبيعة المجتمع أنه به فئات تتمايز على بعضها البعض فيسعى الانسان الى التكامل وسد جوانب النقص لديه عن طريق العلاقات الاجتماعية، والأسرة شكل من أشكال الاجتماع الإنساني، وبالتالي يبحث كل فرد من أفراد الأسرة على الوصول لكماله الحقيقي وهنا يتجلى الهدف العقلاني الرئيسي من الزواج.

. أن معرفتك بالجنس الاخر تغير تماماً بعد الزواج فبعد  أن يصبح الرجل متزوج ويعاشر المرأة عن قرب يعلم أكثر عن طبيعتها النفسانية ويعلم كم هي أضعف منه من النواحي الجسمانية فتنبت الرحمة في قلبه فيتغير سلوكه في المجتمع ويفيض بالرحمة عليه، كما يرى في المقابل قدرة نفسانية عظيمة تتجلى بتعب زوجته وسهرها على بناء هذه الأسرة جنباً إلى جنب معه فيعلم كم تعبت أمه في تربيته وفي بناء الأسرة بالكامل فيزداد تقديره لها ولأدوارها العظيمة أكثر, كذلك يدرك تعب أباه في بناء أسرته عندما ينجب ويصير لديه أولادا فيعلم حقاً مقدار محبة أبيه وأمه له، وكم كان عطاءهم له دون إنتظار أي مقابل إلا أن يرونه في أفضل حال نفسي وبدني .

ان الرجل متزوج يستوعب  أشكالا من الحب والرحمة لن يستطيع أن يتحصل عليهم من مصدر آخر، فكل هؤلاء الرجال خرجوا من رحم امرأة وشعروا بالسكينة الأولى بين يدي امرأة.

إذا وصل الجميع لهذا الشعور لوصل المجتمع كله لدرجة أعلى من التكامل الروحي والنفسي وكل هذا مصدرة الارتباط المقدس بالمرأة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ما المشكلة إذاً ؟

ان كل ما طرحناه سابقاً يجعلنا نفهم أن العيب ليس في الزواج في ذاته ولكن العيب في من حرف وبدل الهدف من الزواج ليحصره في عمل أكبر فرح في أكبر قاعة أو الحصول على أرقى أثاث أو السكن بأرقى المناطق أو ملء المنزل بأشهى الأكل وأفخر البضائع دائماً أو الاشتراك بأشهر النوادي أو الخروج والسهر في أغلى الأماكن أو جلب خادمة ذات جنسية أجنبية أو السفر حول العالم وإلى ما ذلك من مظاهر مادية سطحية اختصرنا الزواج فيها لدرجة أننا أصبحنا نسمع عن بعض الزيجات التي تفشل بسبب اختلاف الأهل على من سيجلب المكواة هل العريس أم العروس!؟

وبكل ما سبق نفهم لماذا حضت الشرائع المجتمعية والسماوية على الزواج وجعلته جزء أصيل وركن ركين من أركانها لما يتحصل من وراءه على كمالات قد لا تأتي إلا عن طريقه، ولنعلم أن دعاوي العزوبية والبعد عن الزواج ما هي إلا دعوات صدرت عن حضارة تُعظم من الفردية والأنانية على حساب أي قيم تكاملية مجتمعية، حضارات لا تعتبر الأسرة حجر أساس في البناء المجتمعي.

اقرأ أيضاً .. النظام المصرفي أداة لتدمير البلاد واستعباد الأمم

اقرأ ايضاً .. قواعد في الحب

اقرأ أيضاً .. كتبت القايمة ؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

على الشاذلى

عضو فريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالقاهرة

مقالات ذات صلة