مقالاتسارق ومسروقفن وأدب - مقالات

سارق ومسروق – الوجه العشرون

أربعون وجها للص واحد "متتالية قصصية"

حين نظر السارق إلى المرآة رأى الحجرين اللذين حطا في الحلم فوق جفنيه. هز رأسه ساخرًا، فسقطا أمامه على الحوض. فتح الصنبور، فراح الماء يسيل من جنبيهما الصلدين إلى فتحة الصرف.

أغمض عينيه ارتياحًا، ثم فتحهما ونظر إلى الحوض فلم يجد الحجرين. رفع وجهه فرآه قد تحجر. كان قد حط حجر على خده الأيمن، وتمطأ فملأه آخذًا نصف جبهته اليمنى. حط الثاني على خده الأيسر، وتمطأ فملأه آخذًا نصف جبهته اليسرى، وتمدد الاثنان فأخذا الذقن.

لكنه لاحظ أن لون الحجرين قد تغير، فالماء الذي سال على جنبيهما سرعان ما جعلهما يسودّان، ويكسوهما مخاط لزج، حطت عليه حشرات بنية اللون، راحت تدب على مهل، وظهرت بين أرجلها براعم دقيقة لنبات هش، تفوح منه رائحة كريهة.

هز رأسه مرة ثانية كي يسقط الحجرين وما عليهما، لكنهما ثبتا مكانيهما أكثر. أخذ شهيقًا عميقًا، فسحب مع الهواء فكرة ملأت رأسه، عندها دفع قبضته ليضرب زجاج المرآة، لكن كبحها قبل أن تمسه، ونطق لسانه:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ـ لا بد أن أنتقل من الدفاع إلى الهجوم.

وهو يترك الحمام ماضيًا إلى صالة شقته، كان قد أيقن أن من صار وجهه من صخر، ليس عليه أن يفكر أبدًا في الصورة التي يراه عليها الناس.

اقرأ أيضاً:

الوجه الأول، الوجه الثاني، الوجه الثالث، الوجه الرابع، الوجه الخامس

الوجه السادس، الوجه السابع، الوجه الثامن، الوجه التاسع ،الوجه العاشر.

الوجه الحادي عشر، الوجه الثاني عشر ، الوجه الثالث عشر، الوجه الرابع عشر

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الوجه الخامس عشر، الوجه السادس عشر، الوجه السابع عشر، الوجه الثامن عشر، الوجه التاسع عشر

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

د. عمار علي حسن

روائي ومفكر مصري

مقالات ذات صلة